استئناف مفاوضات البترول فى جوبا و الجنوب يلوح بوقف الانتاج
الخرطوم 02 ديسمبر 2011 – اتهم وفد حكومة السودان للتفاوض مع دولة جنوب السودان ممثلي جوبا بعدم الجدية فى منح الخرطوم مستحقاتها من رسوم مفترضة نظير تصدير النفط عبر اراضيها، بينما هدد الجنوب بوقف انتاج النفط رداً على مطالبة الشمال برسوم عالية مقابل التصدير.
وبحسب رئيس لجنة التفاوض في القضايا الاقتصادية من جانب حكومة الخرطوم، صابر محمد الحسن، فان وفد جوبا خلط بين القضايا الاقتصادية والسياسية، وحاول اقحام ازمة ابيي والحدود فى التفاوض.
واعلن صابر فى مؤتمر صحفى امس عن استئناف التفاوض حول القضايا العالقة بجوبا فى العاشر من سبتمبر الجارى بالتركيز علي تحديد رسوم السودان من عائدات ترحيل ونقل وتصدير بترول دولة جنوب السودان وفقا للمعايير الدولية التجارية.
واعلن ان السودان اخذ استحقاقه عيناً نظير استخدام حكومة جنوب السودان لمرافقها لترحيل وتصدير نفطها حسب التقديرات المقترحة من هيئة المفوضين العليا للاتحاد الأفريقي علي ان تسوي كامل الحقوق حال الوصول الي أتفاق نهائي.
وكشف صابر عن تقدم حكومة السودان بمقترح لوسطاء الاتحاد الأفريقي بان تكون تكلفة المعالجة لبرميل النفط 6 دولارات يضاف اليها رسوم العبور وتكلفة النقل ورسوم الموانئ مع الأخذ في الاعتبار المتغيرات في أسعار النفط ممايعنى وصول المبلغ لنحو 36 دولار للبرميل.
و كان جنوب السودان اعلن في وقت سابق ان الشمال قد تراجع عن مطلب ال 36 دولاراً للبرميل و الذي اعتبرته حكومة جوبا في وقته بانه “سرقة في وضح النهار” بينما تقول الخرطوم ان حكومة جوبا لم تدفع رسوماً نظير تصدير بترولها عبر الشمال منذ استقلال الجنوب في يوليو الماضي.
واكد صابر رفض وفد دولة جنوب السودان للمقترح تحت ذريعة ان أنابيب النفط انشئت علي حساب بترول الجنوب متجاهلة بذلك الاتفاق علي الأصول وفق الموقع الجغرافي في الشمال والجنوب حسب حدود 1/1/1956م.
وأردف قائلا ” لم نتقدم في التفاوض بسبب عدم وضوح الرؤية عند الطرف الآخر وتغيير ممثله في لجان التفاوض .وأكد رفض الوفد الحكومي فكرة التفاوض الجماعي الذي اقترحته حكومة جنوب السودان الذي ينص علي تفاوض الحكومة السودانية مع حكومة الجنوب من جهة والشركات العاملة في مجال النفط بالجنوب من جهة أخري .مشيرا الي موافقة الحكومة رهينة فقط باشراك ممثلى الشركات العاملة في الجنوب ضمن وفد حكومة جنوب السودان.
وفي المقابل هدد جنوب السودان بوقف انتاج النفط اذا استمرت الخرطوم في فرض رسوم عالية على استخدام منشئاتها النفطية.
و قال وزير النفط الجنوبي ستيفن داو لسودان تربيون ان بلاده قد تضطر لايقاف تصدير النفط عبر الشمال اذا لم تغير الخرطوم موقفها.
الى ذلك اعلن متحدث بإسم الخارجية الفرنسية اسف بلاده حيال فشل جولة التفاوض بين السودان ودولة الجنوب وقال برنار فاليرو في مؤتمر صحافي امس ان فرنسا تثق وتدعم جهود رئيس جنوب افريقيا الاسبق ثابو مبيكي الذي يرأس لجنة وساطة تابعة للاتحاد الافريقي بين السودان وجنوب السودان، مؤكدا “اهمية التوصل الى حل سريع لجميع القضايا محل الخلاف بين البلدين الجارين”.واعتبر “الاتفاق على جميع القضايا العالقة منذ استقلال جنوب السودان امر ضروري للسماح لكلا الدولتين بالعيش بسلام وتربطهما علاقة جيدة، مما سيعود بمنافع سياسية واقتصادية مهمة للسودان وجنوب السودان”.