كينيا تأسف لقرار القضاء وترتب لتسليم البشير رسالة من كيباكى
الخرطوم 30 نوفمبر 2011 —قالت وزارة الخارجية السودانية انها تلقت مذكرة رسمية من السفارة الكينية فى الخرطوم تطلب فيها الترتيب لزيارة يعتزمها مبعوث رئاسى كينى يحمل رسالة من الرئيس مواى كيباكى للرئيس السودانى عمر البشير لانهاء حالة الاحتقان المفاجئ التى طالت علاقة البلدين فى الساعات الماضية بعد اصدار القضاء الكينى مذكرة توقيف بحق البشير ورد الخرطوم عليها بطرد السفير الكينى وسحب ممثلها من نيروبى.
وكانت الحكومة الكينية استبقت وصول مبعوثها بالتعبير عن اسفها لقرار المحكمة ووصفته على لسان وزير خارجيتها موسيس واتنجيلا بالغير صائب و اعلنت عن نيتها استئناف القرار.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية العبيد مروح فى تصريحات صحفية بالخرطوم امس ان وزارته احالت المذكرة الكينية الى الجهات العليا للتقرير بشانها منوها الى احتمالات وصول المبعوث الاسبوع المقبل، ورهن تعليق الاجراءات الدبلوماسية الخاصة باستبعاد السفراء المتبادل بقرارات الرئاسة.
وبشأن مبادرة الخرطوم بطرد السفير الكينى رغم اصدارها بيانا مبدئيا يؤكد عدم تأثير قرار القضاء الكينى على علاقة البلدين قال المتحدث ان الخرطوم انتظرت تعاملا ايجابيا رسميا من الحكومة الكينية حيال القرار لكن نيروبى تاخرت فى التعامل مع القرار و لم تصدر رد فعل عبر القنوات الدبلوماسية او الاعلامية حتى وقت متاخر من الليل، مما دفع بالسودان لاتخاذ قرار بسحب السفراء.
وتوقع عبيد عودة السفير السودانى كمال اسماعيل للخرطوم فى غضون 24 ساعة،.مشددا على ان الخطوة لاتعنى قطع العلاقات الدبلوماسية لكنها رسالة احتجاج اقوى من البيان المبدئى، منوهاً الى ان ردة الفعل الاولي للخارجية الكينية اوحت للحكومة بعدم رغبة نيروبى فى التصعيد الدبلوماسي بين البلدين.
وجدد مروح القول بان قرار القضاء الكيني جاء نتيجة لنشاط محموم من منظمات غربية، منوها الى ان جوهر القرار خطوة غربية لوضع الدول الضعيفة في “بيت الطاعة” .ولم يستبعد استمرار الضغوط على بعض الدول لاستصدار قرار مماثل ،الا انه عاد قائلا ” نعول على موقف الاتحاد الافريقي خاصة فيما يتصل بالجنائية باعتبار ان المحكمة مثال لاستخدام العدالة الدولية لاغراض سياسية.”
الى ذلك عبرت الحكومة الكينية عن عميق اسفها لقرار المحكمة الكينية بشأن توقيف الرئيس البشير والذى اعتبرته غير صائب، واكدت انها ستبذل مافى وسعها لتضمن عدم تسبب القرار فى تقويض العلاقات بين السودان وكينيا.
وقال وزير الخارجية الكينى موسيس ويتانقولا فى بيان اصدره فى بومجبورا عاصمة بورندى أمس ان الحكومة ستطالب النائب العام الكيني بتقديم استئناف على وجه السرعة بالنظر لاهمية مصالح كينيا وعلاقاتها الاقليمية، وجاء فى بيان الخارجية الكينية ان الرئيس عمر البشير يتحلى بشجاعة غامرة لتخطى تحديات عصية فى تنفيذ اتفاق السلام الشامل.
وذكر البيان ان كينيا ستستمر فى دعم جهود الاتحاد الافريقى والقرار الذى اتخذه اجتماع الرؤساء الافارقة فى فبراير 2009م والقاضى بالتحذير من محاكمة الرئيس البشير، وكان ضمن قرار الاتحاد ارجاء العملية التى ابتدرتها المحكمة الجنائية الدولية
واكد البيان ان كينيا تؤيد موقف الاتحاد الافريقى الذى اتخذته الاجتماعات، وقالت الخارجية الكينية فى بيانها “هذا يعتبر اهانة للسودان ورمز سيادته،”وقال ان كينيا لم تدرس موقف ورد فعل الخرطوم حول القرار لهذا جاء استدعاء سفير كينيا بالخرطوم بواسطة الخارجية السودانية وقال انها طلبت منه مغادرة السودان خلال 72 ساعة، وعزت قرار طرد السفير بانه نتيجة لعدم رضى الحكومة السودانية بقرار المحكمة الكينية.
ويواجه الرئيس السوداني عمر البشير مذكرتي اعتقال صادرة من محكمة الجنايات الدولية في لاهاي تحت تهم ارتكاب جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية و ابادة جماعية في اقليم دارفور الغربي. و كانت كينيا الموقعة على ميثاق محكمة الجنايات استقبلت البشير في أغسطس عام 2010 و لم تلتزم باعتقاله مما عرضها لموجة من الانتقادات.