Thursday , 21 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الرئيس البشير يحذر جنوب السودان من عواقب دعم التمرد في الشمال

الخرطوم 7 نوفمبر 2011 — حذر الرئيس السوداني عمر البشير دولة جنوب السودان من الاستمرار في الاعتداء على الشمال قائلا ان الخرطوم صبرت كثيرا وتعاملت بحلم مع استفزازات جيشها فى ابيى ، وكشف عن امتلاكهم معلومات حول تحضير الجنوب لهزيمة القوات المسلحة السودانية اعتقادا بعدم قدرتها على خوض الحرب ثانية.

الرئيس عمر البشير يهلل خلال زيارة لنيالا عاصمة جنوب دارفور في ديسمبر 2010 (رويترز)
الرئيس عمر البشير يهلل خلال زيارة لنيالا عاصمة جنوب دارفور في ديسمبر 2010 (رويترز)

واتهم الرئيس في كلمات ألقاها في كل من الدمازين والكرمك في ولاية النيل الأزرق قيادات الحركة الشعبية بالغدر والخيانة قائلا انهم تعودوا عليها مستعرضا تصرفات زعيمها الراحل جون قرنق اثناء مفاوضات مشاكوس في كينيا واحتلال قواته لترويت رغم الاتفاق على التهدئة في ذلك الوقت.

وقال البشير مخاطبا حشدا جماهيريا بالدمازين عاصمة ولاية النيل الازرق امس الأحد ان الشمال لن يبدأ بالاعتداء على الجنوب واستدرك ” لكن اذا حاربتونا نحنا جاهزين “منوها الى ان بداية التحرش كانت باستفزاز الجيش السودانى فى ابيي مردفا “صبرنا لانو نحنا الكبار و نحنا العاقلين لكن افتكروا الحلم خوف” في إشارة منه إلى هجوم الجيش الشعبي على القوات المسلحة السودانية للمرة الثانية فى ابيى في شهر مايو الماضي “فكان أن أمرت القوات بالتقدم حتى بحر العرب” الفاصل الطبيعي بين الجنوب والشمال.

واكد البشير رغبة الخرطوم فى السلام لكنها فى ذات الوقت لاتخشى الحرب وقال البشير الذى وصل المنطقة وسط اجراءات امنية مشددة “نقول لأخوانا في الجنوب دايرين السلام نحنا دايرن السلام ..دايرين الحرب الجيش قاعد” مؤكدا تلقين الحركة دروسا سابقة فى ابيى وكادوقلي و الدمازين واضاف مهددا “ما لم تعو الدرس سنعيده عليكم ثانيه”.

وكان البشير وصل منطقة الكرمك الحدودية فى النيل الازرق صباح امس وسط حراسة امنية محكمة برفقته وزير الدفاع ومدير جهاز الامن السودانى ووالى النيل الاورق اللواء الهادى بشرى ، وادى صلاة العيد وسط بضع عشرات من الجنود فى الفرقة 14 مشاة التى دخلت قبل ثلاث ايام للمنطقة بعدما كانت الى وقت قريب واحدة من اكبر معاقل الجيش الشعبى بقيادة مالك عقار.

وحلقت مروحيات على اجواء الكرمك فيما انتشرت قوات مسلحة على الجبال المحيطة لتأمين المنطقة التى صلى فيها البشير و امر فى كلمته للمجندين بالقبض على عقار حيا ولوح بملاحقته فى البر والجبال وحرض المقاتلين الذين ينتمى بعضهم الى الدفاع الشعبى على توقيف عقار واحضاره “موثقا” لينتقم منه مواطنى الدمازين قبل الجيش.

وابدى الرئيس السوداني دهشته من جنوح عقار الى التمرد “رغم وصوله لحكم الولاية بالتزوير والغش” قائلا ان حكومته كانت تعلم بذلك لكنها قبلت بتوليه قيادة الولاية ، واتهم البشير قادة الحركة الشعبية بالغدر واضاف “فى مشاكوس قلنا عاوزين سلام قالو مافى قلنا عاوزين وقف اطلاق نار قالو مافى واحتلوا توريت بعد الاتفاقية بشوية. الناس ديل طبعهم الغدر والخيانة . لانو بعد اتفقنا مع قرنق فى كمبالا هجموا على توريت واحتلوها بغدر .. ”

واعلن البشير رفضه الرضوخ لوساطة “خواجات” قال انهم اقترحوا عليه القبول باشتراطات قرنق قبل سقوط جوبا والخرطوم مشيرا لرفضه تلك الشروط واصداره اوامر بايقاف التفاوض لحين تحرير توريت مؤكدا العودة للتفاوض بعد اكمال تحريرها.

واضاف الرئيس قائلا وسط أجواء حماسية “كانت أخر معركة فى توريت هزمناهم وكذلك هزمناهم فى الجبال والنيل الازرق ورجعنا للتفاوض وقلنا اهلا بالسلام والتزمنا بالاتفاقية الى ان سلمناهم دولتهم .. لأننا أهل عهود” وحذر البشير من الكرمك الجنوب قائلا “رسالة لأخوانا اللي هناك فى الجنوب .. انتو مااستلمتو الجنوب منتصرين لكن بموجب اتفاقية وعهد نحن التزمنا بالعهود فاحسن تقيفوا فى حدكم …”

وحمل البشير بشده على الحركة الشعبية ورئيسها مالك عقار قائلا ان النيل الازرق “تحررت من رجسها” واضاف ” هذا يوم لحمد الله على الانتصار ونعمة تحرير الكرمك من رجس الخوارج والمتمرد ين والحشرة الشعبية”. واضاف “الليلة نحن فى الكرمك طهرناها .. تانى مافيها خمرة ولابارات مافى نجمة تانى مرفوعه هنا .. فى علم مكتوب عليه لا اله الا الله .. حيكون مرفوع فى الكرمك “.

وشدد الرئيس السودانى على ان ثقته فى تحرير الكرمك واداء صلاة العيد فيها كانت كبيرة رغم تشكيك من اسماهم ضعاف الهمة والطابور الخامس وأضاف “حسا نحن فى الكرمك يا مالك عقار ..ويا الوراهو ويالخواجات والمتمردين ” وامر البشير القوات المسلحة بالانتشار فى الحدود وتامينها قائلا ان الكرمك لن تكون النهاية.

وفى خطابه بالدمازين قال البشير ان عقار فعل خيرا بتمرده مردفا “كان قاعد لينا ذي الدبرة لكن نحنا ماضيعنا الزمن اعلنا حالة الطوارئ.. لكن يبدو كان قاعد لاهل النيل الازرق فى حلقهم اهل النيل الازرق اكدوا ان قرار الطوارئ لم يكن فوقي عزلوه عبر المجلس التشريعي ونحنا عزلناه بعد ان اعلنا حالة الطوارئ”. وقطع البشير بمحاكمة عقار وسجنه وزاد “سنقيم فيك الحدود الانت ضدها والشريعة دى حنطبقها فيك”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *