المهدى يغادر الى امريكا ويطوى ملف المشاركة فى حكومة البشير
الخرطوم 26 اكتوبر 2011 – اعتذر زعيم حزب الأمة المعارض، الصادق المهدي، عن المشاركة في الحكومة الجديدة، والتزم في اجتماع مع الرئيس السوداني، عمر البشير، على قيادة معارضة مسؤولة تعلي من مصالح الوطن وتحافظ على سلمه واستقراره ودعم التحول الديمقراطي. بينما غادر المهدى الى الولايات المتحدة الامريكية
وأوردت صحيفة “الأخبار” السودانية الصادرة الأربعاء، أن الاجتماع التي تتوقعه الوسائط الإعلامية بين البشير والصادق التأم منذ الأربعاء المنصرم في مقر إقامة الرئيس بعد صلاة الصبح مباشرة حيث أمَّ المهدي المصلين.
وأكدت أن الاجتماع بينهما استمر لما يقارب الثلاث ساعات، وأفضى إلى اتفاقات حاسمة أبرزها طي ملف مشاركة حزب الأمة أو أحد منسوبيه في التشكيل الوزاري الجديد.
وأفادت بأن اللقاء، الذي تم الترتيب له على عجل، لم يقف عند المشاركة طويلاً بعد أن ساق الإمام مبررات موقف حزبه والتي قبلها الرئيس، وأعقب ذلك نقاش مطوّل حول مجمل الأوضاع ودور الأحزاب في المسرح السياسي.
وجدد البشير تعهده بتشكيل حكومة قادرة على تحمل مسؤوليات المرحلة القادمة بمنهج يحقق مبادئ الرشد والشفافية وكفالة حقوق الآخر بما في ذلك حق المعارضة في القيام بدورها في الرقابة والنقد والنصح مع الالتزام بموجبات الممارسة الديمقراطية وتعضيد مبدأ الحوار السلمي.
بالمقابل، التزم زعيم حزب الأمة بأن يلعب حزبه دوراً ريادياً في قيادة المعارضة بمسؤولية تعلي من مصالح الوطن وتحافظ على سلمه واستقراره ودعم التحول الديمقراطي على أساس من الحوار والإسهام الإيجابي في مجمل قضايا الوطن.
وفي خطوة لاحقة، أصدر المكتب السياسي لحزب الأمة بياناً صحفياً، الثلاثاء، جدد فيه عدم مشاركته في الحكومة، مؤكداً أنه لا مشاركة إلا عبر الآلية القومية التي طرحها الحزب وتؤيدها القوى السياسية الأخرى.
وهدد الحزب أعضاءه في جنوب كردفان بمحاسبتهم حال موافقتهم المشاركة في حكومة الولاية باعتبارها خرقاً لقرارات الحزب.
الى ذلك يلتقى زعيم حزب الامة القومي، الصادق المهدي، مسؤولين بالادارة الامريكية والكونغرس ومهتمين بالشأن السوداني خلال الايام القادمة في واشنطن للتباحث حول الاوضاع السياسية الراهنة بالبلاد، في وقت جدد المكتب السياسي لحزب الأمة التأكيد «المغلظ» الرافض لقرار المشاركة في الحكومة العريضة «إلا وفق الآلية القومية التي نادى بها.
ومن المنتظر ان يتوجه المهدي -المتواجد حالياً بالقاهرة للتوسط بين الاقباط والمسلمين على خلفية احداث العنف التي اندلعت اخيرا في مصر باعتباره عضوا في منظمة الوسطية الاسلامية- الى الولايات المتحدة الاميركية في غضون الايام القادمة .
وقال مساعد الامين العام لحزب الامة، ياسر جلال ان المهدي سيلتقي مسؤولين من الادارة الامريكية والكونغرس لمناقشة الوضع الراهن في السودان، مضيفا ان الامر يأتي في سياق هموم الحزب بالشأن الداخلي. يذكر ان آخر زيارة للمهدي لاميركا كانت في تسعينيات القرن الماضي، وكان المهدي قد ابلغ قوى التحالف في آخر اجتماع له ان حوار حزبه مع المؤتمر الوطني حول الاجندة الوطنية وصل الى طريق مسدود. وكشف عن اتفاق لاحداث نقلة نوعية في عمل المعارضة بتشكيل جسم واسم جديد والتواثق على قضايا تؤسس لاسقاط الحكومة.
إلي ذلك جدد حزب الأمة التأكيد «المغلظ» الرافض لقرار المشاركة في الحكومة العريضة «إلا وفق الآلية القومية التي نادى بها وتؤيدها كافة القوى السياسية المعارضة، لتنفيذ الأجندة الوطنية»،وأكد سعيه بـ»قوة» وعبر كافة الوسائل المدنية، على جمع الصف الوطني كله بهدف إقامة نظام جديد على أساس الأجندة الوطنية. وقال الحزب في بيان مهرته رئيسة المكتب السياسي سارة نقد الله أمس،ان اجتماع المكتب السياسي الاخير للحزب، اكد تمسكه بموقفه المرجعي على أن تقوم العلاقة بين الحزب والمؤتمر الوطني على أساس الاجندة الوطنية،ورفض الحزب بناء على ذلك القرار،المشاركة في الحكومة العريضة المقترحة.