البشير يهاجم الحركة الشعبية ويعلن اقتراب السيطرة على الكرمك
الخرطوم 29 سبتمبر 2011 — أعلن الرئيس السودانى عمر البشير عن اقتراب القوات المسلحة من دخول بلدة الكرمك – المعقل الرئيس للحركة الشعبية –فى النيل الازرق وشن هجوما قاسيا على قياداتها.
وقال امام حشد جماهيرى بالقضارف فى شرق السودان امس أن شرارة التمرد انطلقت في السابق من توريت وشهدت ذات المدينة آخر معركة هزم فيها التمرد غير أن الحكومة رجحت خيار السلام وطي صفحة الإحتراب والإقتتال رغم سيطرتها علي الوضع ولكن الحركة الشعبية أرادت غير ذلك.
واكد ان الحكومة عازمة على حسم التمرد والخارجين عن القانون ومحاسبة مرتكبى الجرائم ضد المواطنين ومنتهكى حقوق الانسان وجدد رفض الدولة لأي تدخلات خارجية في الشأن الداخلي السوداني مشيرا إلي وجود مجالات للتفاوض من خلال المجالس التشريعية والبرلمان والأحزاب والمجالس الخاصة.
وقطع الرئيس السودانى بعدم السماح للمنظمات الأجنبية بمراقبة السودان تحت غطاء الأوضاع الإنسانية .
واتهم البشير الحركة الشعبية فى الشمال بالغدر والخيانة مؤكدا ان حكومته لن تدخر اى جهد فى محاربتها .. وتوعدها بتذكير مادار معركة توريت حال ارادت الاسنمرار فى الحرب.
وقال فى في لهجة غاضبة ” اللؤم الذي أظهرته الحركة الشعبية بالنيل الأزرق سيقابل بالحسم ومحاسبة المتورطين فيه وأن الدولة لن تتهاون في فرض هيبتها و سيطرتها علي كل شبر من أرض الوطن حماية للأرض والعرض وصون مكتسبات الأمة “.
وقال أن الذين رفعوا فى وقت سابق دعاوى الظلم والتهميش إنقلبوا علي الدولة بعد ان مكنتهم بالمال والسلطة وشدد الرئيس على ان السودان لن ينحنى لامريكا ومن اسماهم بدول الاستكبار والمنظمات العالمية .
وتخوض الحكومة حربا ضد التمرد الذي قادته الحركة الشعبية لتحرير السودان في كل من جنوب كردفان والنيل الازرق بعد فشل انتخابات والي النيل الأزرق وتأزم العلاقة بين القيادات السياسية للحزبين بعد رفض الرئيس البشير لاتفاقية اديس ابابا الاطارية لحل الخلاف في شهر يوليو الماضي.
وتعمل الحكومة على استقطاب التأييد الداخلي من الاحزاب والمنظمات الشعبية لصراعها مع الحركة الشعبية واستنفار الدعم للقوات المسلحة.
ومن جانبه نصح النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه القيادات فى حزب المؤتمر الوطنى بعدم تجاهل راى الاخرين وقال في ندوة سياسية بدار الوطني بالأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان امس الاول أمس “أقدم نصيحة لكل قيادات المؤتمر الوطني بأخذ رأي الآخرين، علينا أن لا نقتنع ولا نكتفي بأننا أخذنا التفويض السياسي في الانتخابات بل ذلك يفرض علينا أن نكون أكثر وعيا وحرصا على جمع الصف الوطني” .
واضاف ان الحوار الذي يقوده الوطني مع القوى السياسية والشعبية هو تحرك صحي ، وأضاف “الحوار السياسي ليس بالضرورة أن ينتهي بإشراك القوى السياسية في الحكومة لأن الرأي العام لا يقبل أن تتوسع الحكومة لتأخذ من الإيرادات العامة ، الحوار مقصود به الاتفاق على الحد الأدنى من النظرة القومية ليكون مجالا للتوافق بين القوى السياسية”.
وقطع بسعى حزبه لاستنهاض الإرادة الوطنية لجمع مكونات الصف الوطني والتعاهد على عقد سياسي ورؤية جامعة للانطلاق، ودعا طه المؤتمر الوطني للحفاظ علي منهج الحوار السياسي و تنفيذ آليات التواصل.
واكد فى سياق حديثه عن موجه الغلاء التى تجتاح السودان ان سياسات محاربته ستشمل كل الولايات ولن تقتصر على العاصمة فقط وقال “عيب أن يستورد السودان حاجاته من زيوت الطعام والمواد الغذائية من الخارج” .
واشار إلى مواجهة السودان لما أسماه زعزعة الكيان في الشمال والتي ترمي لإسقاط النظام أو تفتيت السودان إلى دول حتى لا تكون هناك دولة لها إرادة وموقف مستقل، واستدل بالأحداث التي تجري في النيل الأزرق وجنوب كردفان وقال “لكن القوات المسلحة استطاعت أن تخمد المكر وسيستمر الجهد الوطني حتى تخمد الفتنة ويستتب الأمن في المنطقتين لتكونا جزءاً من منظومة السودان المتجدد”.