احتجاجات قوية شرق العاصمة السودانية والشرطة تفرقها بالغاز المسيل
الخرطوم 27 سبتمبر 2011 — خرج مئات الشباب فى ضاحية “برى” شرق الخرطوم فى مظاهرات عارمة احتجاجا على موجة الغلاء الفاحش التى ضربت الاسواق السودانية نتيجة لانخفاض قيمة الجنية السوداني بعد استقلال والجنوب وشح موارد الدولة المالية من النقد الاجنبي.
وتدخلت قوات من شرطة مكافحة الشغب لفض المتظاهرين فى اعقاب تزايد اعداد المحتجين واغلاقهم طرقات رئيسية واحراق اطارات فى الشوارع ، كما شهدت منطقة الملتقى فى الولاية الشمالية ايضا احتجاجات قوية وندد متظاهرون اغلبهم من النساء بسياسات الحكومة المركزية والمحلية وهتفوا بقوة “الشعب يريد اسقاط النظام”.
وكان الرئيس السودانى عمر البشير قال فى حوار مع صحيفة “الشرق الاوسط” اللندنية اعادت نشره كل صحف الخرطوم الاثنين ان افضل وسيلة لمحاربة الغلاء هى مقاطعة السلع واعتبر ارتفاع اسعار بعضها مبررا فيمايخص المستوردة لكنه ليس كذلك بشان اللحوم التى اشار الى ان مضاربات التجار ادت لرفعها.
ونظم “شباب لاجل التغيير” احتجاجات الخرطوم واكدوا العزم على مواصلتها لحين انهاء الازمة وتعديل الاسعار فيما نادى بعضهم بتغيير النظام الحاكم
وخرج الشباب الغاضبون من غلاء الاسعار الى الطريق العام واغلقوا الاتجاه المؤدي لبرج الاتصالات زهاء الساعتين قبل ان تتدخل الشرطة لتفريق المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع. وقال شهود عيان لـ(سودان تربيون ) أمس ان مئات المتظاهرين خرجوا الى الشارع وبدأوا التجمع مرددين هتافات تندد بغلاء اسعار السلع الضرورية خاصة اللحوم والسكر والزيوت وتحولت الهتافات مع تدخل الشرطة العنيف للصياح ضد الحكومة والمطالبة باسقاط النظام ، واكد الشهود ان قوات الشرطة لاحقت الشباب داخل المنازل واثارت حالة من الذعر والفوضى وسط الاحياء باستخدامها المفرط للغاز المسيل للدموع واستمرت الملاحقات حتى وقت متأخر من الليل.
ومنعت السلطات المختصة بعض مصوري الصحف من التقاط مشاهد للتظاهرة وصادرت بعض الكاميرات قبل اعادتها مرة اخرى عقب الاستيلاء على (الذاكرة). فيما عمم جهاز الامن الوطنى امرا للصحف المحلية بتحاشى الخوض فى تفاصيل الاحتجاجات والالتزام بنشر البيان الصادر عن المكتب الصحفى للشرطة.
الذى قال فى تعميمه ان الشرطة احتوت أحداث شغب محدودة استمرت منذ عصر الإثنين وحتى المساء بمنطقة بري.
وأضافت الشرطة أن مجموعة من الأفراد تجمهرت وأغلقت أحد الشوارع المؤدية إلى كبري المنشية وأحرقوا الإطارات البالية بهدف عرقلة السير، مطالبين بخفض الأسعار.
وقال البيان الرسمى أن المتجمهرين تسللوا إلى داخل الأحياء بالمنطقة وبدأوا ينفذون للشوارع الأخرى، محاولين عرقلة سير المارة والسيارات، بعد أن انضمت إليهم مجموعة من النساء ما أحدث تعطيلاً في حركة السير بتلك المنطقة.
وأشار إلى أن الشرطة لم تتعامل معهم حتى لا يضار المواطنون بالمنطقة المأهولة بالسكان ولم تحدث أي إصابات أو خسائر .
وفى سياق غير بعيد خرج مواطنون بقرية الملتقى فى الولاية الشمالية محتجين على انعدام الخدمات رغم تهجيرهم قبل نحو خمس سنوات من مناطقهم الاصلية وتعويضهم بتلك الجهات لكن الحكومة لم توفر اى معينات للحياة ماضاعف ازماتهم اليومية بالنظر الى موجة الغلاء الحاد.
وقال مصدر ماذون ان نساء واطفال بالقرية 2 الملتقى تظاهروا هاتفين باقالة والى الشمالية فتحى خليل واستنكروا تجاهل مدهم بالخدمات الاساسية على راسها المياه ما افشل الزراعة والحق خسائر كبيرة بالاهالى وقال المصدر ان السلطات المحلية لم تعر المحتجين اهتماما خاصة وان غالبهم من النساء بعد خروج الرجال من المنطقة للتنقيب عن الذهب وتوقعت المصادر استمرار الاحتجاجات خلال الساعات المقبلة.