الخرطوم تشكو دولة جنوب السودان لمجلس الآمن الدولي وجوبا تنفي
الخرطوم 31 أغسطس 2011 — دفعت حكومة الخرطوم بشكوى رسمية إلى مجلس الآمن الدولي ضد دولة جنوب السودان في أول مواجهة دبلوماسية علنية بين الدولتين منذ إعلان الانفصال في الوقت الذي نفت فيه جوبا تدخلها في الصراع الجاري في جنوب كردفان.
وتضمنت الشكوى اتهام الخرطوم لجوبا بإثارة الاضطرابات في السودان ودعم الحركات المتمردة ضد الحكومة السودانية في ولاية جنوب كردفان وإقليم دارفور.
وصرح المتحدث باسم الخارجية السودانية العبيد مروح أن مندوب الخرطوم لدى الأمم المتحدة سلَّم رئيس مجلس الأمن الدولي للدورة الحالية شكوى ضد حكومة جنوب السودان باسم وزير الخارجية السوداني علي كرتي. وأضاف أن “حكومة جنوب السودان ظلت تثير الاضطرابات في دولة السودان من خلال دعمها لحركات التمرد في كل من جنوب كردفان ودارفور بالتدريب والدعم والتحريض”.
وقال علي كرتي في نسخة من الشكوى نقلتها وكالة السودان للأنباء إن السودان ملتزم بالاستقرار والسلام ولكن حكومة جنوب السودان تعادي جيرانها.
وتابع أنه “عند إعلان انفصال جنوب السودان كدولة مستقلة كان السودان أول من اعترف بالدولة الجديدة ومد لها يد العون”، متهما رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بالسعي لضم ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وكلتاهما تقع إلى الشمال من حدود الدولة الجديدة.
ومضى يقول “ليس غريبا أن تنتهج دولة الجنوب هذا المسلك العدائي ضد الدولة التي منحتها حق تقرير المصير وظهر ذلك جليا في تجاوزاتها وخروقاتها السافرة بدءا باستضافة حكومة جنوب السودان لقيادات حركات دارفور المتمردة وتوفير المعسكرات والمأوى والتدريب لها وتزويدها بالسلاح الذي استخدمته ضد جمهورية السودان. وما زالت تواصل هذا الدعم”.
وادي قيام جنوب السودان في يوليو الماضي إلى الفصل بين تنظيمي الحركة الشعبية في الشمال والجنوب واصبح كل منهما مستقلا عن الأخر. إلا أن ذلك لم يمنع قيادات الحركة في الشمال زيارة جوبا والتواجد فيها خاصة بعد اندلاع النزاع المسلح في جنوب كردفان المتاخمة لدولة جنوب السودان.
ويتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في شمال السودان الحركة الشعبية في جنوب السودان بالعمل على اثارة القلاقل في جنوب كردفان والنيل الازرق للتمكن من إضعاف الخرطوم خاصة في ظل الصراع الدائر حول منطقة ابيي التي يدعي الطرفين ايلولتها له.
وفي جوبا نفت حكومة جنوب السودان دعم الحركة الشعبية في جنوب كردفان وقالت ان ذلك يعود لفشل الخرطوم في تطبيق المشورة الشعبية وارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان عبر قصف المدنيين.
وفي تصريح لسودان تربيون قال وزير الإعلام في جنوب السودان الناطق الرسمي باسم الحكومة؛ برنابا بنجامين “لا يوجد على الإطلاق ذرة واحدة من الحقيقة في اتهامات الحكومة السودانية الواردة في شكوتها المرفوعة إلى الأمم المتحدة”.
واضاف الوزير بان “الصراع في جنوب كردفان هو مسؤولية حكومة السودان. وان المشورة الشعبية كانت كفيلة بتوفير الوسيلة السلمية لحل النزاع في جنوب كردفان ولكن فشل الحكومة في تنفيذها هو الذي قاد الى ما وصلت إليه الامور اليوم.
واكد بان جكومته سترد على الشكوى المرفوعة إلى مجلس الآمن الدولي لانه ليس هناك ما يبررها. مشددا بان “الحكومة السودانية تقصف المدنيين من مواطنيها فما الذي يبرر الزج بنا في هذا الأمر؟”.