قبيلة المسيرية تحتجز قطارا محملا بالبضائع والجنوب يتهمها بتوقيف الف جنوبى
الخرطوم 13 اغسطس 2011 — اتهم والي ولاية غرب بحر الغزال، مليشيات قبيلة المسيرية ، باحتجاز ألف من المدنيين الجنوبيين بمنطقة الميرم جنوبي كردفان، وأشار إلى أن المليشيا أوقفت قطاراً للركاب تحرك من مدينة كوستي وعلى متنه حوالي ألف من الجنوبيين العائدين إلى بلادهم طوعياً، بعد أن أعلن الجنوب استقلاله الشهر الماضي.
وكشف زكريا رزق الجمعة عن اتصالات تجريها حكومته مع الخرطوم لحل الأزمة والإفراج عن المدنيين، وانقاذ حياتهم من الخطر، ولم يكشف المسؤول الجنوبي عن أسباب الاحتجاز.
و أقرت قبيلة المسيرية بأنها تحتجز قطاراً بمنطقة الميرم يحمل بضائع ضخمة لتجار شماليين (مشكوك فيهم) من (سكر ودقيق ومواد تموينية) تقدر بـ (10) مليارات جنيه كان متجهاً لدولة جنوب السودان، وأكدت أنها لن تفرج عنه إلاّ بتوقيع اتفاق بين الشمال والجنوب على مرور البضائع، فيما نفت القبيلة أن تكون قد احتجزت مواطنين جنوبيين، وأنها تعاملت معهم تعاملاً حضارياً. وقال محمد عمر الأنصاري القيادي بالقبيلة لـ صحيفة (الرأي العام) أمس، إن تفاصيل القضية تعود إلى (3) قطارات كانت قادمة من الخرطوم عن طريق (المجلد – بابنوسة – الميرم) في طريقها للجنوب وتحمل (2) منها مواطنين نازحين.. تدخلنا وسهّلنا لهم طريق العبور وأكرمناهم ولم نقم باحتجاز أي مواطن جنوبي، ومن المفترض أن يكون القطاران وصلا الآن (الميرم)، وأضاف: قُمنا باحتجاز القطار الثالث الذي اكتشفنا أنه لتجار شماليين “مشكوك فيهم” يحمل بضائع ضخمة من المواد التموينية، شكّكنا في أن يكون دعماً لحركات التمرد الجنوبية والدارفورية.
وتابع: قررنا عدم الإفراج عنه إلا بتوقيع اتفاقية تعامل بين الشمال مع دولة الجنوب للسماح بمرور البضائع بتلك الطرق المغلقة، ولتشككنا في أن هذه البضائع تذهب لحركات التمرد الدارفورية التي تحارب أهلنا في ربوع السودان.وحذر الأنصاري من اتهامات الجنوب، وقال:”رد الجميل صعب وإن ادعوا أننا احتجزنا مواطنين جنوبيين فسنقوم باحتجازهم مقبلاً لأن الذي يعاملهم معاملة طيبة يطلقون عليه الاتهامات”، وأوضح الأنصاري أنّ القبيلة ستقوم بشراء البضائع لأن هناك من يحتاج إليها بدلاً عن دولة الجنوب التي تقوم بمعاداتنا في كل شئ، وزاد: خاصة مع ارتفاع أسعار السلع الضرورية كالسكر، وأردف: “البضائع دي بي حقنا بنشتريها نحن أولى بيها”.
وفي السياق، أكّد اتحاد عام غرف النقل، أن البضائع الشمالية لن تدخل الأراضي الجنوبية إلاّ بعد وضع سياسات واضحة واتفاقيات بين الدولتين، وقال إنّ تجار الجنوب حالياً يتسلمون بضائعهم من الحدود. وقال شمس الكمال حمد دياب، الأمين العام لغرفة اللواري والدفارات السفرية باتحاد النقل لـ (المركز السودانى للخدمات الصحفية) أمس، إن الشاحنات والحاويات كافّة التي تحمل البضائع تقف عند المناطق الحدودية ولم تدخل الأراضي الجنوبية لعدم استقرار الأوضاع الأمنية،
وأوضح أن حكومة الجنوب قامت بتوفير شاحنات لادخال البضائع والسلع إلى أراضيها، وأشار إلى أنّ دولة الجنوب تعتمد اعتماداً كلياً على تجارة الشمال، وجَدّدَ دياب مطالبتهم بوضع سياسات واضحة تحكم التجارة مع الجنوب من حيث الرسوم الجمركية وغيرها.