تصعيد جديد بين الخرطوم وواشنطون ومجلس الامن يجتمع غدا بشان السودان
الخرطوم 7 اغسطس 2011 — ارتفعت حدة التوتر بين السودان والدول الكبرى فى مجلس الامن على خلفية مقتل اربعة جنود اثيوبيين قرب منطقة ابيى المتنازع عليها بين الشمال والجنوب ومن المنتظر عقد مجلس الامن الدولى اجتماعا عاجلا غدا الاثنين لبحث الاوضاع فى السودان ومناقشة الحادث الاخير .
وذلك في وقت اتهمت فيه وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون الخرطوم بتاخير منح تصاريح الطيران اللازمة لاجلاء جرحى الهجوم ما ادى لوفاة الجنود الدوليين وطالبت فرنسا بدورها الخرطوم تقديم توضيحات حول الحادث ودعت لاجتماع عاجل لمجلس الامن
لكن وزارة الخارجية السودانية اعترضت بشدة على تصريحات كلينتون ووصف بيان رسمى ما اثارته بالمعلومات المضللة وحثت الخارجية الناشطين في لجان الكونغرس الأمريكى و مؤسسات صنع السياسة الخارجية في امريكا ، بالمساهمة في ترسيخ السلام والاستقرار في السودان بدلا من التعامل كأداة لإشعال الحرب وجلب الدمار .
وابدت كلينتون في بيان الجمعة قلقا لمصرع الجنود بعد تعرض سيارتهم للضرب وانفجارها بلغم ارضي فى منطقة ابيي ، “واضافت نحن “قلقون من تقارير تفيد بأن حكومة السودان تتأخر في منح الموافقات اللازمة لتصاريح الطيران الضرورية التي تسمح بالاجلاء الطبي العاجل للمصابين من قوات حفظ السلام وتهدد باسقاط اية مروحية تابعة للامم المتحدة تحاول الوصول الى المنطقة بدون موافقة”.
وادانت كلينتون حكومة السودان “لعدم امتثالها بالتزاماتها وعرقلتها عمل الامم المتحدة ”
لكن الخارجية السودانية اعتبرت بيان كلينتون يندرج فى سياق تحركات مجموعة من مؤسسات صنع القرار الامريكى المستخدمة لانشطة عدائية تستهدف سمعة السودان واضعافه لمصلحة اجندة مجموعة ضغط متعصبة دينيا وعنصريا
واشا البيان لان مندوب السودان الدائم بالامم المتحدة دفع الله الحاج واجه مسؤولى حفظ السلام الدوليين بحضور امين عام الامم المتحدة بان كى مون واظهر خطأ مزاعم تعطيل السودان لطائرة الاجلاء الطبى ، واكد منح البلاد اذن الاخلاء فى “وقت قياسى” وقالت الخارجية ان “المنظمة الدولية والخارجية الأمريكية تصران على الهروب من مواجهة الحقائق ومساءلة من قصر في إخلاء الجرحى ووضع اللوم بدلا من ذلك على حكومة السودان ، الاذن صدر بوقت قياسى وان حدث ابطاء لن يسال عنه السودان ”
وقطع البيان بان الحقائق تدحض محاولات التضليل للراى العام الاقليمى والدولى ، وقال بان الوضع الراهن في منطقة آبيي نتاج لاعتداء على القوات المسلحة السودانية بمعية قوات حفظ السلام الدولية ، وأن الجيش الشعبي هو الذي زرع الألغام التي راح ضحيتها جنود حفظ السلام الأثيوبيين .
وفى سياق اخر اعتبرت الخارجية حسب بيان ممهور بتوقيع ناطقها الرسمى العبيد المروح إن العمليات العسكرية السودانية في جنوب كردفان تستهدف المتمردين بغض النظر عن عرقهم ولونهم ودينهم ، مشددة على ان محاولات تصوير العمليات “وكأنه استهداف لأبناء النوبة وذوي البشرة السوداء” لا يعبر إلا عن الجهل والغرض ، واضاف ” ليس لدينا من تفسير لهذا إلا وجود نية مبيتة لتشويه صورة السودان ”
وكان المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمى خالد شدد على ان الجيش لم يتاخر فى منح الإذن للأمم المتحدة، بعد (15) دقيقة من انفجار اللغم الثلاثاء الماضي بمنطقة (مابوك) في أبيي، وقالت إنها أعطت التصديق للرحلة بعد (15) دقيقة من الطلب لتحليق طائرة هليكوبتر تتبع لها لانقاذ الجرحى.
وقال العقيد الصوارمي أمس: قمنا بالتصديق على الطلب المقدم من البعثة دون عرقلة للمهمة، واتصلنا بجهات الاختصاص في كادوقلي وأجرينا اللازم، وأضاف: تمّت الترتيبات اللازمة للرحلة وانتهت المهمة بسلام، وأوضح الصوارمي، أنه لم يسجل أي بلاغ لدى أية جهة حكومية ضد القوات المسلحة من الأمم المتحدة حول الحادثة، وقال: هذا الاتهام لا أساس له من الصحة وانه حديث “للاستهلاك الإعلامي”، وأضاف: لو كان صحيحاً أن القتلى ماتوا بسبب تعطيل الرحلة كانت الأمم المتحدة ستقوم بفتح بلاغ بتعطيل القوات المسلحة للعملية.
وكان مسؤول بالأمم المتحدة، قال إن القوات المسلحة هدّدت بفتح النار على طائرة إجلاء طبي هليكوبتر كانت تحاول إجلاء (3) جنود من قوات المنظمة الدولية لحفظ السلام لحقت بهم اصابات بالغة، من منطقة أبيي المتنازع عليها وأخّرت اقلاعها لـ (3) ساعات.
وقال آلان لو روا مساعد الامين العام للامم المتحدة لحفظ السلام للصحفيين أمس، إن الجنود الأثيوبيين الـ (3) ماتوا، وأضاف أن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة احتج لدى سفير السودان لدى المنظمة الدولية بشأن الحادثة التي وقعت، ولقي أحد جنود حفظ السلام حتفه على الفور وسعت الأمم المتحدة إلى نقل (3) آخرين بطريق الجو، لكن لو روي قال إن القوات المسلحة منعت طائرة الاخلاء الطبي من الاقلاع من كادوقلي في ولاية جنوب كردفان للطيران الى أبيي لاحضار الجرحى، وقالت إن الرحلة غير مصرّح بها، وقال: لم نحصل على الإذن لطائرة الاخلاء الطبي الهليكوبتر للاقلاع على الفور، وأضاف: منعونا من الاقلاع بالتهديد بفتح النار على الطائرة الهليكوبتر.
ورفض سفير السودان لدى الامم المتحدة بشدة أمس،الاتهام لحكومته بتأخير طائرة الاجلاء.
و اتهم السفير دفع الله الحاج علي عثمان، الامم المتحدة باستخدام طائراتها لنقل اشخاص غير مصرح بهم الى السودان حيث تخوض الحكومة معارك ضد عدة حركات تمرد في انحاء اراضيها.
وقال عثمان “أود ان أدحض بأقوى الكلمات الممكنة ما قيل من أن السلطات السودانية اجلت الموافقة على اقلاع الهليكوبتر،ما قاله لو روا” غير منطقي وليس صحيحا”،وأضاف “عندما تطلب الموافقة على اقلاع طائرة من منطقة نائية في البرية فان هناك اجراءات يجب اتباعها”، وقال “اعطوهم الموافقة خلال اقل من ثلاث ساعات”،مشدداً على ان الموافقة صدرت خلال ساعتين الى ساعتين وربع الساعة،واستطرد “هذا معتاد في منطقة تحدث بها اشتباكات عسكرية،يجب ان تقيم سلامة الطائرة لان هناك متمردين يقاتلون هناك وهم نشطون وينخرطون في اعمال عسكرية ضد الحكومة”،ووصف عثمان الاجراءات السائدة بشكل مختلف.
وقال عثمان “لا يمكن التصريح لها بالموافقة ما لم تكن واثقا من ان جميع اجراءات السلامة متوفرة،اعطوها الموافقة في اقل من ثلاث ساعات، هذا طبيعي.”
ويقول مسؤولو الامم المتحدة ان الخرطوم اصبحت تنتقد بشكل متزايد الامم المتحدة علانية في الشهور الماضية وانها هددت بطرد قوات حفظ السلام الدولية من منطقة دارفور التي تمزقها الصراعات.