وزيرة فى الخرطوم تصف مجزرة “المشردين” بالصدمة
الخرطوم 1 يوليو 2011 – حذر وزيرة سودانية من انتشار المخدرات في أوساط النساء والطلاب في البلاد ووصف ارتفاع ضحايا المخدرات والمواد السامة بالمجزرة.
ازداد عدد ضحايا المواد الكحولية السامة فى الخرطوم ولقى 77 شابا اغلبهم من المشردين مصرعهم فيما أصيب العشرات بالعمى الأسبوع الماضي بعد اثبات الفحوص الطبية تناولهم لمادة الاسبريت التي تستخدم في صناعة العطور، الأمر الذي أثار حفيظة الرأي العام السوداني تجاه الجهات المختصة وطالبوا بضرورة التدخل للحد من هذه الظاهرة.
وانتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تجرع المشردين بالسودان لمادة الاسبريت المتوافرة كبديل للخمور، ما دعا السلطات الى إصدار قرارات واتخاذ إجراءات لضبط تداول هذه المادة الكحولية الخطرة. ووصفت وزير الرعاية الاجتماعية فى الخرطوم اميرة الفاضل الحادث بانه “صدمة” لكنه اعتبرته فى ذات الوقت جرس انذر اثار التفاتة الدولة والمجتمع.
وأكد وزير الدولة بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي عادل عوض أن ظاهرة إدمان المخدرات والمتاجرة بها تمضي في تزايد مستمر خاصة بولايات الخرطوم، جنوب دارفور، الجزيرة وشمال كردفان، وعزاه الى ان ذات المناطق تزرعه و أن أسواقها تشهد رواجاً للمخدرات مما يشكل مصدراً للقلق في للجهات الحكومية ولدى شرائح المجتمع المختلفة.
وأوضح الوزير خلال منتدى أقامته صحيفة “السوداني” بالتعاون مع وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي، ان البلاغات التي يتم تدوينها في دفاتر الشرطة أكدت تزايد ظاهرة تعاطي المخدرات وسط النساء والطلاب، مشيراً إلى أن الأسباب وراء تزايدها وسط الفئة الأولى تتمثل في انعكاسات الظواهر الاجتماعية المرتبطة بها كالطلاق فيما تمثل قضايا بعينها كالعطالة وما يتبعها من فراغ سبباً مباشراً لتزايد المعدلات في الفئة الثانية، وبهذا يكون الأثر السالب للمخدرات متزايداً وسط المجتمع.
واكدت وزير الرعاية والضمان الاجتماعي فى حكومة الخرطوم أميرة الفاضل بسمنار نظمته الشبكة الوطنية لمكافحة المخدرات ومركز دراسات المجتمع أمس وجود رابط قوي بين التشرد والادمان وكشفت ان وزارة العدل تعكف على مشروع قانون جديد لمكافحة المخدرات، يتحدث القانون صراحة عن المواد الطيارة ويأتي اكثر ردعا للتجار والمروجين لاسيما وسط الشباب والاطفال.
واشارت الى ان مأساة الموت الجماعي الاخيرة للمشردين شكلت (صدمة) للجميع لكنها ضربت جرس انذار لظاهرة نمر عليها يوميا دون التفاتة واكدت ان التشرد هدر للموارد لكنه عرض لمرض وقطعت ان الازمة لن تحل نهائيا الا بمعالجة جذورها وعلى رأسها المشاكل الاسرية والتفكك الاسري .
ورأت ان برامج الادماج ولم الشمل يمكن ان تسهم في الحل لكنها تحدثت بأسى ظاهر ان بعض الاسر ترفض استقبال ابنائها العائدين من رحلة التشرد وانها عاشت شخصيا تجارب مريرة كهذه مع بعض الاسر. وانتقدت دور المجتمع في المشاركة بمعالجة ظاهرة التشرد ونبهت الى ان المجتمع سلبي لايتفاعل مع المشكلة ولايسهم الا قليلا في حلها.
واكد مدير دائرة الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم اللواء محمد احمد علي ان الشرطة اوقفت اكثر من (10) متهمين في قضية الموت الجماعي للمشردين ونفى بشدة ان تكون الجريمة مدبرة وبرأ جميع اجهزة الدولة من الوقوف وراء الحادثة .