شمال وجنوب السودان يفشلان فى التوصل لحل ينهى ازمة ابيى ويخفف التوتر
الخرطوم 30 مايو 2011 –
أعلن رياك مشار نائب رئيس حكومة جنوب السودان عدم التوصل إلى اتفاق بين الشمال والجنوب ينهي الوضع المتوتر في منطقة أبيي المتنازع عليها بين الجانبين، واكتفى الطرفان بإحالة الأزمة إلى لجنة لمواصلة الحوار بشأنها.
وأكد مشار في مؤتمر صحفي عقده في الخرطوم الاثنين، فشله في إقناع المسؤولين فيها بسحب قواتهم من منطقة أبيي المتنازع عليها والتي سيطر عليها الجيش السوداني في 12 مايو الجاري.
وقال “اتفقنا على تشكيل لجنة، لكن الخرطوم أبلغتنا رفضها سحب الجيش من المنطقة دون التوصل لاتفاق شامل بشأنها، كما رفضت كذلك مطلبنا ببقاء قوات حفظ السلام بالشمال بعد انفصال الجنوب.
وحركت الخرطوم دبابات وجنود الى المنطقة يوم 21 مايو مما تسبب في فرار عشرات الاف الاشخاص وأذكى مخاوف عودة الحرب الاهلية.
وتوجه مشار إلى الخرطوم هذا الاسبوع للاجتماع مع نظيره الشمالي بعد سيطرة الشمال على أبيي. وقال ان الجانبين سيشكلان لجنة “لحل قضية أبيي” لكنه لم يذكر تفاصيل .
وقال مشار “لدينا الارادة السياسية الكاملة لحل مشكلة ابيي بشكل سلمي ونؤكد لشعبنا ان الجنوب لن يعود للحرب مع الشمال بسبب هذه ازمة لاننا قادرون على تجاوزها وحلها”.
وجاءت زيارته بعد ان هددت الخرطوم بطرد الجماعات المسلحة المتحالفة مع الجنوب من جنوب كردفان والنيل الازرق فيما أثار امكانية تجدد الصراع .
واشار مشار الى ان المباحثات مع البشير ونائبه تطرقت الى استمرار الشراكة بين الحزبين الحاكمين في الشمال والجنوب بعد انفصال الجنوب في التاسع من يوليو فضلاً عن الدور الذي يمكن ان تلعبه الحركة الشعبية قطاع الشمال في دعم العلاقات بين الدولتين .
وتقع المنطقتان داخل اراضي الشمال لكنهما تضمان الاف المقاتلين الذين حاربوا الخرطوم اثناء الحرب الاهلية. وتقع المنطقتان بالقرب من الحدود الداخلية لعام 1956 التي تم ترسيمها قبل استقلال السودان بوقت قصير.
وقال عصمت عبد الرحمن زين العابدين رئيس هيئة الاركان المشتركة للشمال الاسبوع الماضي ان القوات المسلحة السودانية ملتزمة بفرض الامن والقانون شمالي خط 1956 ولن تسمح بوجود أي قوات على اراضي الشمال.
ويقول مسؤولون من الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي الحزب الحاكم في الجنوب ان الجنود في تلك المناطق شماليون ولذلك لا يمكن لجوبا ان تطلب منهم الانسحاب. وقال مشار انه حتى اذا طلبت جوبا منهم العودة فلن يقبلوا الذهاب الى الجنوب لانهم أجانب هناك.
ومن المزمع اجراء مشاورات شعبية لتقرير علاقة المنطقتين بالخرطوم لكن هذه المشاورات لم تجر بعد. وقال مشار انه ينبغي السماح لوحدات عسكرية شمالية جنوبية مشتركة بالعمل في المنطقتين الى ان تجرى المشاورات.
وعرضت القوات المسلحة لشمال السودان امس اليات عسكرية فى حفل تأبين اقامته لجنودها الذين سقطوا فى ابيى قبل نحو اسبوعين واشارت الى ان الآليات العسكرية استولى عليها الجيش من قوات الحركة الشعبية الجنوبية .
واختار سكان جنوب السودان الاستقلال في استفتاء أجري في يناير كانون الثاني بموجب اتفاق السلام الشامل لعام 2005.
ويقول محللون ان من المحتمل ان حكومة الشمال تحاول تحسين موقفها التفاوضي في المحادثات بشأن اقتسام عائدات النفط وقضايا اخرى قبل الانفصال.
وقال فؤاد حكمت من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات “انهم (الشمال) يحاولون حصار الحركة الشعبية لتحرير السودان في زاوية يحاولون وضعها في موقف صعب في أبيي وجنوب كردفان والنيل الازرق.”
وفجر التوتر في أبيي هجوم تعرضت له قافلة من القوات الشمالية وقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في 20 مايو ايار وألقيت المسؤولية عنه على غاتق القوات الجنوبية.
وسيطرت الخرطوم على البلدة الرئيسية في المنطقة في اليوم التالي وتحدت منذ ذلك الحين نداءات الامم المتحدة والولايات المتحدة والمسؤولين الجنوبيين للانسحاب قائلة ان المنطقة ارض شمالية.