صحيفة : الامن السودانى ينفى اعتقال “قوش” ويؤكد انه لا زال يحتفظ برتبته العسكرية
الخرطوم 19 مايو 2011 –
اوردت صحيفة “الشرق الاوسط” الصادرة فى لندن اليوم الجمعة نقلا عن مصادر مطلعة فى الخرطوم ان جهاز الامن و المخابرات السودانى نفى خبر اعتقال مديره السابق و مستشار الرئيس السودانى للشؤون الامنية ، الفريق اول ، صلاح عبد الله “قوش” الذى اقيل الشهر الماضى من منصبه و اكد ان الرجل لا يزال محتفظا برتبته العسكرية و لم يتم تجريده منها .
واوضح جهاز الامن طبقا لمصادر الصحيفة أن من يخضع لتحقيقات ويحمل رتبة عسكرية لا بد أن يتم تجريده منها بقرار من الرئيس السودانى القائد الأعلى للقوات المسلحة، و لكنها قالت إنه يمكن أن يوضع تحت الإقامة الجبرية .
وفى سياق متصل نفت قيادات في حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير الأنباء المتداولة حول اعتقال السلطات الأمنية مستشار البشير للشؤون الأمنية الذى اقيل من منصبه ، صلاح عبد الله «قوش» وإيداعه سجن «كوبر» الشهير في الخرطوم لاتهامه بالضلوع في مؤامرة لقلب نظام الحكم في الخرطوم.
وقال مسؤول التعبئة السياسية في المؤتمر الوطني وزير الشباب والرياضة حاج ماجد سوار، إن الأنباء حول اعتقال صلاح “قوش” لا أساس لها من الصحة، ووصفها بالشائعات المحضة ، وأضاف «هذه الأنباء غير صحيحة ولا وجود لها بالمرة»، مشيرا إلى أن الساحة السياسية السودانية مليئة بالشائعات .
واكد مسؤول اخر فى حزب المؤتمر الوطنى و مستشار وزير الاعلام السودانى، ربيع عبد العاطي أن مستشار البشير للشؤون الأمنية صلاح قوش لم يتم اعتقاله بالمرة . و دافع عن “قوش” وقال إنه أبعد من أن يقوم بانقلاب ضد نظام الحكم في السودان .
وأضاف «إذا كان صلاح يسعى لإحداث انقلاب في الحكم لفعل ذلك، حينما كان رئيسا لجهاز الأمن و المخابرات فكيف يسعى لذلك الآن وهو لا يشغل منصبا عسكريا؟!».
وقال إن صلاح قوش ما زال عضوا في المؤتمر الوطني، وتابع «مهما كانت الخلافات فإنه ما زال في خدمة حزبه المؤتمر الوطني»، معتبرا أن جهات لم يسمها هي التي تسعى وراء إطلاق الشائعات ضد قوش بعد أن تمت إقالته من مستشارية الأمن.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها إن “قوش” الذي تمت إقالته من منصبه كمستشار للبشير للشؤون الأمنية في أبريل الماضي قد تم اعتقاله وإيداعه في إحدى الزنازين في سجن «كوبر» أول من أمس، وأضافت المصادر أن “قوش” كان يدبر “انقلابا” ضد النظام .
وأضافت أن السلطات الأمنية أودعته ذات الزنزانة التي اعتقل فيها من قبل زعيم المؤتمر الشعبي المعارض، حسن الترابي، وقالت إن داخل وخارج سجن «كوبر» أصبح خاضعا لإجراءات أمنية مشددة لم يشهدها من قبل .
واشارت المصادر إلى أن الرجل يخضع لتحقيقات مطولة وأن سيارات سوداء اللون شوهدت أكثر من مرة تدخل وتخرج إلى سجن «كوبر» بحراسة مشددة ، إلى جانب زيادة عدد المدرعات التي تحرس أسوار السجن من الخارج.
وربطت المصادر بين اعتقال رجل الأمن القوي طيلة حكم البشير للسودان وإقالته من مناصبه السياسية والدستورية آخرها رئاسته للجنة السياسية للمؤتمر الوطني التي تجري حوارا مع الحركة الشعبية حول قضايا ما بعد انفصال الجنوب .
وقالت إن قوش أقيل من منصبه كمستشار للبشير للشؤون الأمنية في أبريل الماضي ثم أبعد من موقعه التنظيمي كأمين لأمانة العاملين في الحزب الحاكم في مايو الحالي، وأخيرا انتقل ملف رئاسة اللجنة السياسية إلى وزير الدولة في مؤسسة الرئاسة إدريس محمد عبد القادر.
وكانت الصراعات قد تفجرت داخل الحزب الحاكم من خلال التصريحات المتبادلة بين مساعد البشير الدكتور نافع علي نافع وصلاح قوش، حيث قلل نافع من الحوارات التي رتبت لها مستشارية الأمن، وقال إن المؤتمر الوطني ليس معنيا بتلك الحوارات، وكانت تصريحات نافع تمهيدا لإبعاد قوش