صحيفة سودانية : سفارة واشنطن بالخرطوم تبدى اهتماما بالغا بأقالة “قوش”
الخرطوم 3 مارس 2011 –
قالت صحيفة “السودانى” الصادرة فى الخرطوم الثلاثاء ان سفارة الولايات المتحدة فى الخرطوم ابدت اهتماما بالغا بأقالة الرئيس السودانى لمستشاره للشؤون الامنية ، صلاح “قوش” التى تمت الاسبوع الماضى و اثارت جدلا كبيرا فى الساحة السودانية لم ينتهى حتى اليوم .
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها إن السفارة قدمت دعوة لكتاب وقيادات سياسية تحت مظلة الاطلاع على إحدى التجارب ومناقشة فيلم وثائقي عن حياة رجل بجنوب افريقيا، وقالت إن العرض لم يستمر طويلاً إذ سرعان ما أدار طاقم السفارة نقاشات جانبية متعددة مع الحاضرين حول تداعيات الإقالة وما يدور في حزب المؤتمر الوطني .
وكان الرئيس السودانى قد اصدر قرارا الاسبوع الماضى بأعفاء مستشاره للشؤون الامنية من منصبه و ذلك على خلفية صراع نشب بينه و مساعد الرئيس السودانى و نائبه فى الحزب نافع على نافع حول الجهة المناط بها ادارة الحوار مع قوى المعارضة هل هى الحزب ام مستشارية الامن ، حيث رفض نافع تدخل المستشارية فى الحوار بأعتباره شانا سياسيا يخص الحزب ، بينما يرى “قوش” ان المستشارية ابتدرت الحوار بتوجيه من الرئيس و رعاية من نائبه و انه مصر عليه لأخراج البلاد من حالة الاحتقان التى عليها .
و تضاربت المعلومات حول الاسباب وراء اقالة “قوش” من قبل مسؤولى الحزب الحاكم ، وقال عضو المكتب القيادى بالمؤتمر الوطنى مستشار الرئيس السودانى ، غازى صلاح الدين ان اقالة “قوش” لا صلة لها بخلافات داخل الوطنى و انما تمت نتيجة ل(حيثيات داخلية) .
وارجع امين امانة المنظمات بالمؤتمر الوطنى ، قطبى المهدى اقالة “قوش” لخروجه على مؤسسة الحزب و محاولة بنائه لمركز قوة يتمثل فى مستشارية الامن القومى التى قال انها تضخمت . و اضاف فى تصريحات الاسبوع الماضى : ستكون هناك مستشارية للامن و لن يكون هناك مستشارا للامن القومى .
و اشارت تقارير صحفية امس الاول ان وزير رئاسة الجمهورية ، بكرى حسن صالح تولى الاشراف على مستشارية الامن القومى ، و دعاها لمواصلة الحوار مع القوى السياسية بذات الاهداف التى بدأ بها .
و المح قطبى المهدى فى تصريحات امس الاول الى ان اقالة “قوش” تشمل جميع مناصبه التنفيذية و الحزبية و لم يستبعد اقالته من الحزب كليا . لكن مسؤول رفيع فى حزب المؤتمر الوطنى اكد امس ل”سودان تربيون” ان اقالة قوش تمت لاسباب مختلفة كليا عن ما يدور فى الساحة و نفى اقالة “قوش” من الحزب .
و يعد قوش اشهر الرؤساء الذين تعاقبوا على سدة جهاز الامن و المخابرات السودانى و اطولهم بقاءا فى المنصب و اكثرهم اثارة للجدل داخليا و خارجيا ، فالرجل منتمى منذ الدراسة الثانوية الى الحركة الاسلامية و لكنه كان من المدافعين عن التعاون الامنى بين الخرطوم واواشنطن فى الحرب على الارهاب وقاد جهود الشراكة المخابراتية بين البلدين حينما حملته طائرة خاصة تابعة للسى اى ايه من الخرطوم الى مقر وكالة المخابرات الامريكية فى لانغلى بولاية فرجينيا فى مايو 2005 .
و تحدثت تقارير صحفية امريكية ان الرجل قدم معلومات مهولة افادت الامريكيين فى تعقب شبكات لمجموعات ارهابية كانت تخطط لضرب اهداف اميريكية خاصة فى منطقة القرن الافريقى اذ صار جهاز المخابرات السودانى فى عهد “قوش” قبل اقالته من رئاسته فى اغسطس 2009 العين التى ترى بها السى اى ايه فى تلك المنطقة طبقا لتصريحات مسؤولين فى المخابرات الامريكية تحدثوا لصحيفة (لوس انجلوس تايمز) فى تقريرها المطول عن زيارة المسؤول السودانى لمقر السى اى ايه .