جهاز الأمن السودانى يمنع صحيفة من الصدور بعد طبعاتها
الخرطوم 1 مايو 2011 –
قالت صحيفة سودانية فى موقعها على الانترنت ان جهاز الامن و المخابرات السودانى منع توزيعها الاحد دون ان يعلمها بالاسباب التى ادت الى ذلك .
JPEG
واوضحت صحيفة (التيار) ان ضابطا بجهاز الامن و المخابرات السودانى حضر الى المطبعة التى تطبع الصحيفة فى وقت متأخر من ليل السبت و انتظر حتى اكتملت طباعة الصحيفة واصدر تعليماته الى ادارة المطبعة بعدم خروج عدد الاحد من الصحيفة الى خارج المطبعة . و اضافت الصحيفة ان محاولاتها فشلت في معرفة الأسباب والمرجعية القانونية التي بنى عليها جهاز الأمن مصادرته لعددها ليوم امس الاحد .
ويكفل الدستور السوداني حرية الصحافة لكن عدة صحفيين احتجزوا دون تهمة في الشهور الاخيرة وكثيرا ما تخضع الصحف لرقابة مباشرة .
وقال رئيس تحرير الصحيفة عثمان ميرغني ان السلطات جاءت الى مقر الصحيفة بعد منتصف الليل وصادرت كل النسخ بعد الانتهاء من طباعتها دون ان تقدم أي تفسير .
وتابع ان السلطات لم تبلغ الصحيفة بسبب مصادرة العدد مضيفا أن الهدف على الارجح هو اظهار عدم رضاها عن تغطية الانتخابات التي ستجرى اليوم الاثنين في ولاية جنوب كردفان .
وأثارت الانتخابات في الولاية مخاوف أمنية لحزب المؤتمر الوطني المهيمن في شمال السودان حيث انها تحوي معظم النفط الذي سيتبقى للشمال بعد انفصال الجنوب لكن الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب تتمتع بتأييد قوي فيها .
ولم يتسن على الفور الاتصال بقوات الامن السودانية للتعليق على مصادرة عدد الصحيفة وهي اجراء من شأنه أن يكبدها خسارة مالية كبيرة .
وعبرت جماعات لحقوق الانسان عن قلقها بشأن الحملة على الحريات في شمال السودان قبل انفصال الجنوب. واضافت ان الشرطة سحقت احتجاجات صغيرة مناهضة للحكومة وأن بعض النشطاء تعرضوا للاعتقال والتعذيب .
وتصاعد التضييق و اجراءات الرقابة على الصحف والصحافيين بوسائل مختلفة منذ نهاية يناير اثر تظاهرة احتجاج ضد النظام في الخرطوم فى سياق حملة عامة لنظام الرئيس البشير ضد الحريات و الحقوق فى السودان خشية ان يطاح به بثورة شعبية مثل نظرائه فى المنطقة .
ومنعت صحيفة “اجراس الحرية” من الظهور غداة الاحتجاجات التي شارك فيها الاف الاشخاص، واعتقلت قوات الامن 12 على الاقل من صحافيي “الميدان” بعد ذلك بايام .
وصادرت سلطات الامن السودانية قبل ايام صحيفتى (اجراس الحرية) و (الميدان) المعارضتين للحكومة من المطبعة و منعت وصولهما الى منافذ التوزيع .
وشجب عشرات الصحفيين فى الخرطوم فى وقت سابق من شهر ابريل الماضى مصادرة الاجهزة الامنية للصحيفتين دون ابداء الاسباب ونظموا اعتصاما تضامنا مع زملائهم الذين احتجوا فى وقت سابق بالاحتجاب عن الصدور ليومين .
ومصادرة الصحف جزء من العقوبات القاسية حيث انه يتعين على اصحاب الصحف دفع تكاليف الطبع دون ان يكون بمقدورهم بيع النسخ. وغالبا ما تهدد الشركات الحكومية بالتوقف عن نشر اعلانات في الصحف الامر الذي يشجع على فرض رقابة على الذات
وقالت الولايات المتحدة فى وقت سابق من الشهر الماضى ان السودان من بين الدول التى تفرض قيودا على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) وحجبت مواقع إلكترونية .
ونفت الحكومة السودانية وقتها فرض أية قيود علي مستخدمي الإنترنت في السودان لأغراض سياسية أو بحثية ، مستشهدة بأن المعارضة السودانية تستخدم ( الفيس بوك ) في الدعوة لتنظيم المظاهرات ولم تتقدم أية جهة في السودان بشكوى بفرض قيود على الانترنت .
وأكدت أن الهيئة المختصة تفرض مراقبة على المواقع الإباحية وذلك أسوة بالدول الإسلامية الأخرى .
ويخشى الصحافيون تشديد التدابير بشأن حرية الصحافة في الدستور السوداني الجديد الذي سيحل محل الدستور المؤقت مع انفصال الجنوب في 9 يوليو .