عبدالواحد النور رئيس حركة تحرير السودان يدعو لاسقاط النظام واقامة حكومة انتقالية
خطاب الاستاذ/ عبدالواحد محمد أحمد النور رئيس و مؤسس حركة/جيش تحرير السودان بمناسبة خروج جماهير الشعب السوداني لتغيير نظام المؤتمر الوطني و بناء دولة المواطنة المتساوية الفصل الواضح للدين من الدولة
أيها الشعب السوداني العظيم
مما لا شك فيه ان بلادنا تمر بأعصب و أعقد مرحلة منذ تكوينها كدولة بجغرافيتها هذه.لذا فلا بد من وضع حد لهذه الهاوية.
لقد استولت الجبهة الاسلامية في يونيو 1989 م على السلطة في البلاد بانقلاب عسكري و جيشت كل مدخرات البلاد لمحاربة شعب السودان.
فاعلنت التطهير المدني للخدمة المدنية فشردت كل العقول المؤهلة في البلاد زارعاً الكراهية السياسية فشردت عشرات الالاف من الاسر و انهارت كل القيم بسبب الحوجة و إستولت على مال الشعب و خلقت بدلاً من ذلك رؤوس اموال السلطة الاسلامية.ثم جيشت كل مدخرات البلد عسكرياً و قامت بشن حرب جهادية دينية و ابادة جماعية ضد اخواننا في جنوب السودان و جبال النوبة و النيل الازرق؛ فقتل الملايين باسم الدين في الجنوب و كذلك الاسترقاق و الاغتصاب في جبال النوبة و النيل الازرق.و اعلنت حرباً لكل كيان او جماعة او مؤسسة في البلاد لا يعود ريعه للجبهة الاسلامية فاصبحت البلاد شركة خاصة لحفنة من اعضاء الجبهة الاسلامية التي لا تمثل سوى 1% من شعب السودان العظيم و انهارت معيشة شعبنا فاصبح كل الشعب لا يملك قوت يومه في بلد سمِي يوماً بسلة غذاء العالم .
كما انهارت كل مؤسسات التعليم الكيفي و انتشرت مؤسسات ما يسمى بتعليم الانقاذ!. واصبح كل الشعب عاجزاً للوصول الى أدني خدمة صحية أي بالاحرى أنهارت كل المؤسسات الصحية ؛ فاصبح العلاج لمن يملك المال و بالطبع لا يملك المال سوى أعضاء الجبهة الاسلامية من مال الشعب السوداني المنهوب. وقسمت الشعب السوداني الغني بمكوناته الاثنية و الدينية و العرقية و الثقافية و شنت حرباً على هذا التنوع الرائع ليصبح تنوع الكراهية أما الدينية او العرقية او القبلية او الثقافية.و من بعده حرباً لكل مكونات شعبنا فاشعلت حرب الشرق و قامت بابادة أهل دارفور ؛ فقتلت مئات الالاف و اغتصبت مئات الالاف و شردت الملايين منهم ليصبحوا بلا مأوي إما نازحين في داخل بلادهم او لاجئيين في دول الجوار مثل تشاد و افريقيا الوسطي و غيرها.
أن مشروع الابادة الجماعية لنظام الجبهة الاسلامية لم تقف عند دارفور و جبال النوبة والنيل الازرق و جنوب السودان , و إنما إمتد ليشمل بقية نواحي السودان , فقاموا بنشر امراض السرطان بالنفايات السامة في الجزيرة و الشمالية و السل في شرق السودان فاصبح الانسان السوداني في تلك المناطق يموت بالالاف دون مجرد الحديث عن قتلهم و دمروا مشروع الجزيرة العملاق فقط لان اهلنا في الجزيرة رفضوا ان يكونوا جبهة اسلامية. و قتلوا و صادروا ارض اهلنا في كجبار و أمري لطمس هوية و تنوع شعبنا العظيم من مبدأ عقليتهم الاحاديِة الانتماء عرقا او ديناً.و مصادرة اراضي اهلنا في النيل الابيض لمصلحة افراد المؤتمر الوطني و الجبهة الاسلامية و تعطيش اهلنا في كردفان و تجويعهم بعدما كانت كردفان ( أم خيراً جوة وبرة) .
و الان اصبح الجنوب دولةً مستقلة و المؤتمر الوطني يغني بأنجازاته يا للمفارقة ؛! ويريد ليصبح دارفور و كردفان و جبال النوبة والشرق و النيل الازرق و الشمال الاقصى كلها دويلات مستقلة و لا يهم حتى لو بقوا يحكمون في شبرِ واحدِ من ارض السودان العظيم.
أيها الشعب السوداني العظيم
في خضم هذه الظروف المعقدة ما كان لنا في حركة/جيش تحرير السودان إلا أن نأتي ببدايةِ جديدة لقيادة هذا الشعب و قيادة مسيرة نضاله الظافر لتحقيق آماله و تطلعاته .
لذا ترى حركة /جيش تحرير السودان , ان دولة الشمال السوداني :-
1.يجب أن يعيش مع دولة السودان الجنوبي في سلام و أمن و استقرار و حسن جوار والمصلحة المتبادلة للشعبين .
2. يجب إيقاف مؤامرات المؤتمر الوطني لابادة و محرقةِ جديدة ضد الشعب السوداني والذي يخطط أن يكون وقودها قبائل التماس مع دولة جنوب السودان
3. يجب ألا نسمح للجبهة الاسلامية بتمزيق بقية دولة شمال السودان فهمنا الاول ان يبقى بقية شمال السودان موحداً بالتراضي و هذا لا يكمن حدوثه بوجود المؤتمر الوطني في السلطة مما يحتم علينا كشعب سوداني ان تكون نتيجة هذه الثورة الظافرة تغيير نظام المؤتمر الوطني و رحيله و الان و دون تأخير
4. تكوين حكومة أنتقالية بقيادة حركة تحرير السودان بالاشتراك مع كل القوى السياسية السودانية المؤمنة بالتغيير محددين الزمان و المهام لهذه الحكومة الانتقالية.
تكون مهمتها الاتي:
أ.أرساء الامن و النظام للمواطنين في كل انحاء السودان و دارفور خاصة وتعويضهم وإرجاعهم الى مناطقهم الاصلية بعد أزالة أسباب ابادتهم ومأساتهم .
ب.المحافظة على ما تبقى من السودان الشمالي بوحدةِ طوعية بأرساء مبدأ المواطنة المتساوية و الفصل الواضح للدين من الدولة .
ج. تحسين معيشة المواطن السوداني في قوته(غذاءه) و صحته و تعليمه و تنميته و كل الخدمات الضرورية بتسخير موارد البلاد المالية لمصلحة الشعب السوداني و ليس لأمن و حماية النظام و افراده و أسرهم .
د.أنشاء دستور انتقالي يضمن الحريات الاساسية من حرية التعبير و حرية الفكر ؛ حرية التنظيم وحرية النشر والصحافة وكافة الحريات الاساسية الواردة في الاعلان العالمي لحقوق الانسان دون أي وصاية من السلطة ليفضي في نهاية هذه الفترة الانتقالية المحددة الى أنتخاباتِ حرة و نزيهة , يفضي الى إيجاد دستور دائم يستفتى فيه كل الشعب السوداني بحرية و نزاهة و شفافية و ديمقراطية تامة .
ه.تقديم كل من ارتكب جريمة في حق الشعب السوداني لمحاكمةِ عادلة و ذلك بتسليم المطلوبين دولياً للمحكمة الجنائية الدولية و المطلوبين للعدالة الوطنية لمحاكمة عادلة وفق مبدأ سيادة حكم القانون.
5.بناء علاقة حسن الجوار مع الدول المجاورة في المحيط الافريقي والعربي واحترام سيادة تلك الدول وفق القانون الدولي و الاعراف الدولية .
6. الالتزام بالمواثيق الدولية و الاتفاقيات و المعاهدات الدولية و ان تكون دولة شمال السودان عضواً فعالاً و ايجابياً في محيطه الاقليمي والعالمي و في الامم المتحدة.
أيها الشعب السوداني العظيم ؛ شعب اكتوبر و ابريل و ابريل اخر… يقفز الى الاذهان السؤال الجوهري و المشروع لكلِ منكم لماذا تكون حركة تحرير السودان قائداً للشعب السوداني في ثورة البداية الجديدة من اجل التغيير ؟ و لماذا يثق الشعب السوداني في حركة تحرير السودان و قيادته كخيار للتغيير القادم والذي بدأ الان ؟
الاجابةُ عندنا هنا في الاتي:-
1.تمسك حركة تحرير السودان بالمبادئ التي اعلنتها منذ فجر تفجرها و هي اقامة دولة المواطنة المتساوية لجميع السودانيين و أقامة نظام علماني ؛ ليبرالي ؛ ديمقراطي فيدرالي حقيقي لدولةِ تذخر بالتنوع الديني والعرقي والثقافي و السياسي .
2.لم تهادن حركة تحرير السودان نظام المؤتمر الوطني في أي اتفاقية مصلحيةِ آحادية علنية أو سرية ؛ بل كان موقفها منذ البداية واحداً وواضحاً و مبدئياً , أن الحل لمشكلة السودان تكمن في تغيير نظام الجبهة الاسلامية .
3.لم تستجب و لم ترضخ و لم تنكسر حركة تحرير السودان أمام الضغوط المحلية من الانقاذ و الاقليمية و الدولية بالتهديد و الوعيد و الترغيب و الاغراء ؛ بل تمسكت و بثباتِ و شجاعةِ فائقة بمبادئها في كل الاوقات فاصبحت كل تلك المبادئ هي مبادئ الشعب السوداني العظيم اليوم. ومن منكم لم يتوق و بكل لهفة لتغيير المؤتمر الوطني الان؟!
4.يؤهلنا هذه التجربة و هذا النضال أننا لا يمكن ان نساوم مهما كانت الظروف في مصلحة الشعب السوداني ؛ مما يجعلنا أمناء للشعب السوداني و خياراته .
5. الدراية الكافية لمشكلة السودان و شعبه بتنوعه الديني و العرقي و الثقافي والجغرافي فجئنا برؤيةِ و طرحِ واضح يجعل هذا التنوع مصدر قوةِ و الهام و ليس فرقةِ و شتات ؛ و كذلك المعرفة في علاقات السودان الاقليمية والدولية وفق مصالح الشعب السوداني اولاً و المصالح المشتركة الاقليمية والدولية ثانياً.
و من هنا تناشد حركة تحرير السودان كل مكونات الشعب السوداني السياسية والاجتماعية و الدينية والجغرافية للاصطفاف حول معركة التغيير بالتوحد معنا.
كما تناشد حركة تحرير السودان المكونات السياسية السودانية بالتحالف أو التنسيق والترفع و الخروج من دائرة المصالح الحزبية الى رحاب مصلحة الوطن بتغيير نظام الجبهة الاسلامية أولاً و الاحتكام ديمقراطياً لارادة الشعب السوداني من بعده ثانياً .
كما تناشد حركة تحرير السودان كل قطاعات الخدمة المدنية الوطنية و منظمات المجتمع المدني السوداني اينما كانوا في الداخل والخارج للانحياز لخيار الشعب في التغيير .
كما تشكر قوات الشعب المسلحة الوطنية و قوات الشرطة الوطنية قيادات و ضباط وضباط صف وجنود الذين انضموا الى الثورة الشعبية و انحازوا لشعبهم العظيم , كما تهيب بالوطنيين الذين لم ينضموا بعد بالانضمام لخيار الشعب. كما تناشدهم بعدم الاستجابة لاوامر حكومة المؤتمر الوطني بقتل الشعب او ضربهم او ارهابهم و ترك الشعب السوداني للتظاهر بحرية و حمايتهم .
إن حركة تحرير السودان تناشد كل شباب و شابات السودان بكل مسمياتهم المختلفة لأنهم رمح التغيير و أن الامل للتغيير معقود عليهم ؛ كما أن حركة تحرير السودان حركة الشباب كما هو حركة كل الشعب السوداني .
و تدعو المؤتمر الوطني أبتداءاً من الرئيس البشير بتسليم السلطة فوراً للشعب و نحذره و نحذر تنظيمه و اجهزة إبادته البائدة من قتل الشعب السوداني الاعزل التواق للحرية والديمقراطية و الامن والاستقرار و السلام الحقيقي.وتستمر الانتفاضة و النضال المسلح و عشرات الطرق غير التقليدية حتى تغيير النظام .
أيها الشعب السوداني العظيم أننا نقودُ مسيرة التغيير و لكن لم و لن نكون أبداً بديلاً لارادتكم و إختياركم و معاً لتغيير النظام و معاً إلى بلد يعاد بناءه بحيث لا يتكرر فيه الابادة الجماعية لينعم شعبه بحق الحياة و العيش الكريم .
و السلام.
في 20 ابريل 2011