امريكا تعين دبلوماسيا مخضرما مبعوثا جديدا لها بشأن السودان
الخرطوم في 1 ابريل 2011 — عين الرئيس الأمريكي باراك اوباما الدبلوماسي المخضرم برينستون ليمان مبعوثا جديدا خاصا للولايات المتحدة بشأن السودان امس الخميس حيث تسعى واشنطن لدعم انتقال جنوب السودان الغني بالنفط الى الاستقلال.
واختار اوباما ليمان ليشغل المنصب الشاغر منذ فبراير حين استقال المبعوث السابق سكوت غرايشن ليصبح مرشح ادارة اوباما كسفير للولايات المتحدة لدى كينيا.
وكان ليمان سفيرا سابقا للولايات المتحدة لدى نيجيريا وجنوب افريقيا. واستدعي من التقاعد العام الماضي لمساعدة غرايشن في التوسط في نزاعات بين شمال وجنوب السودان قبل الاستفتاء الذي اجري في يناير على استقلال الجنوب.
ومن المقرر ان يستقل جنوب السودان رسميا في التاسع من يوليو.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون وهي تقدم ليمان إلي الصحفيين “هذه مرحلة حاسمة في تاريخ السودان.”
واضافت ان حكومة الخرطوم تعاونت بشكل جيد مع الاستفتاء الذي اجري في التاسع من يناير و”استمرت في السير قدما في هذه العملية بنفس روح التعاون.”
لكنها اشارت الي تحديات كبيرة على الطريق خصوصا فيما يتعلق بمنطقة أبيي الحدودية المتناوع عليها حيث تقول الامم المتحدة ان كلا من الشمال والجنوب نشر قوات مجهزة باسلحة ثقيلة في خطوات يخشى محللون انها قد تعيد اشعال الحرب الاهلية التي استمرت طويلا بين الجانبين والتي أنهاها اتفاق سلام وقعه الجانبان في 2005 .
وقالت كلينتون “نناشد الجانبين عليهما اتخاذ خطوات فورية لمنع الهجمات مستقبلا واستعادة الهدوء.” و اضافت : “قيام كل من الجانبين بنشر قوات هو انتهاك لاتفاق السلام الشامل لعام 2005 كما انه يقوض النوايا الحسنة التي بعد استفتاء يناير.”
وطالبت كلينتون الجانبين بان يتوصلا الي اتفاق أوسع بشان منطقة أبيي الغنية بالنفط قبل التاسع من يوليو وان يحققا ايضا تقدما لتسوية العنف المستمر في دارفور.
وقال الرئيس اوباما في بيان تعيين ليمان “بفضل خبرته الطويلة في العمل في معظم التحديات الملحة في افريقيا فان السفير ليمان مؤهل بشكل فريد لمواصلة جهودنا في دعم مستقبل سلمي ومزدهر للشعب السوداني.”
وأضاف قائلا “مثلما اعتمدت الولايات المتحدة على مهاراته الدبلوماسية للمساعدة في دعم الانتقال السلمي من التمييز العنصري الى الديمقراطية عندما كان سفيرا للولايات المتحدة لدى جنوب افريقيا فانني على ثقة بأن خبرة السفير ليمان العميقة في القارة الافريقية ستدفع المصالح الامريكية وطموحات الشعب السوداني الى الامام.”
وسافر ليمان مرارا الى السودان في الشهور الماضية وسيكلف الان بمهمة قيادة العملية التي تقول واشنطن انها قد تؤدي الى تطبيع كامل في نهاية المطاف للعلاقات مع الخرطوم اذا لم تعرقل سير العملية وعملت على تحسين الاوضاع في دارفور.
واختير مبعوث أمريكي كبير اخر هو دين سميث لتولي ملف اقليم دارفور الذي شهد ثمانية اعوام من الصراع بين متمردين معظمهم من غير العرب والقوات الحكومية المدعومة بميليشيات معظمها عربية مما ادى الى واحدة من اسوأ الازمات الانسانية في العالم.
وقال ليمان انه سيغادر الولايات المتحدة غدا السبت لحضور اجتماعات في اثيوبيا والسودان وسيحث مجددا على التوصل لاتفاق بشان أبيي وايضا المسائل الاخرى العالقة مثل ترسيم الحدود والمواطنة وتقسيم الايرادات النفطية.
واضاف قائلا “لدينا 100 يوم حتى 9 يوليو عندما سيصبح الجنوب مستقلا بشكل كامل. لديهم الكثير من القضايا الصعبة تنتظر التفاوض. وهذه ستكون مفاوضات شاقة.”
وقال ليمان ان تدفق المقاتلين والاسلحة الي أبيي أوجد “وضعا متوترا جدا” وان بعثة الامم المتحدة لحفظ السلام في المنطقة سيتعين تعزيزها لتنفيذ التكليف المنوط بها كمجموعة للمراقبة والتحقق .