الغنوشى يطالب الرئيس السودانى باطلاق سراح الترابى
الخرطوم في 11 مارس 2011 — قال زعيم حركة النهضة الاسلامية فى تونس، راشد الغنوشى انه يشعر بالصدمة ازاء الحال الذى وصلت اليه الحركة الاسلامية فى السودان والخلافات التى ضربتها وشطرتها الى قسمين وغالب الغنوشى عبراته وهو يدخل دار حزب المؤتمر الشعبى امس فى غياب امينه العام حسن الترابى المحتجز فى سجن كوبر.
واكدت مصادر عليمة ان الغنوشى اجتمع الى الرئيس السودانى عمر البشير امس الخميس بالخرطوم وطلب منه بشكل مباشر الافراج عن الترابى .
واكدت المصادر ان الزعيم الاسلامى التونسى لم يطلب زيارة الترابى فى المعتقل ودعا للافراج عنه كوضع طبيعى .
والتقى الغنوشى ايضا اسرة الترابى بالمنشية مبديا مواساته وتضامنه، وخاطب قبلها شبابا ينتمون الى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم وقال بان التاريخ بعد مائه عام لن يذكر ان خلافا وقع بين المؤتمرين الوطنى والشعبى فى السودان لكنه سيذكر ان هناك رجلا ومفكرا اسلاميا يدعى حسن الترابى .
وخاطب الغنوشى حشدا تجمع بدار المؤتمر الشعبى قائلا إن شخصه تفاجأ بتواجد الترابي في المعتقل لاعتقاده بأن الشيخ في منزله ووسط أهله، وقال:” أصبحنا لا ندري طيلة السنوات الماضية هل الشيخ الترابي في السجن أم في منزله” وزاد: “لا يُضار الداعية أن يُبتلى”.
وامتدح راشد الغنوشي الدكتور حسن الترابي واعتبره معلماً بارزاً في الفكر السياسي ورائداً من رواد التفكير، موضحاً أن زيارته الثانية للسودان في العام 1979م كان الترابي من أوائل مستقبيله عندما كان وزيراً للخارجية وأضاف:” فرّج الله كربته وجمعنا به في يوم نصر قريب”، موضحاً أن زيارته تلك لم يراوده فيها شك بأن الحركة الإسلامية سيكون لها شأن في السودان، وأن الارتياب لم يساوره بأن المشروع الإسلامي وصل إلى غاياته، موضحاً أن ارتباطه بالسودان فكرياً ورحياً، سيما وأن السودان يعتبر مركز إشعاع وإلهام لكثير من الحركات الإسلامية في جميع أنحاء العالم وعلى رأسها تونس .
وأثنى الغنوشي على فترة حمله جواز دبلوماسي سوداني لعدة سنوات قبل أن يسلمه إلى سفارة السودان في بريطانيا، وأرجع الغنوشي أسباب انقطاعه عن السودان لمدة (20) عاماً للسلطات البريطانية التي نصت على وثيقة سفره عدم زيارة تونس والجزائر والسودان، لافتاً إلى أن الله أكرمه بزيارة السودان من تونس الخضراء بعد أن أشرقت فيها شمس الحرية وليس لاجئاً من دول أخرى.
وامتدح الغنوشي ثورة تونس واصفاً إياها بالسلعة القابلة للتصدير لأماكن كثيرة، موضحاً أن أسباب الثورات تتمثل في انسداد أبواب الإصلاح وإصابة آذان المسؤولين بالصمم الكامل، وتحدي عقائد المواطنين وتراكم آلام الناس، وانعزال الحُكام عن بقية رعاياهم .
وفى السياق أبدت قيادات المؤتمر الشعبي أسفاً بالغاً لزيارة زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي لدارها بالخرطوم دون أن يكون في استقباله حسن عبد الله الترابي وأبلغته بأن الشيخ رهن الاعتقال للمرة السابعة. واستقبل شباب الحزب الغنوشي بهتافات ترحيبية وأخرى مناوئة للنظام ومُطالبة بإسقاطه ورئيسه عمر البشير أسوة بسقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
وقال نائب الأمين العام للحزب عبد الله حسن أحمد إن حزبه يأمل في اندلاع ثورة في السودان شبيهة بثورة تونس لاقتلاع النظام الحاكم من جذوره.
ونقل مساعد الأمين العام للحزب إبراهيم السنوسي للغنوشي اعتزامهم تنظيم ثورة شعبية بالسودان لإسقاط الرئيس عمر البشير كالتي حدثت في تونس وأطاحت بنظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وزاد:”نطلب الحرية، وللحرية الحمراء باب يُدق ونسعى الآن لقيام الثورة”