مئات السودانيين يهربون من ليبيا وجسر جوى لنقل الراغبين خلال 48 ساعة
الخرطوم 27 فبراير 2011 — بدأ مئات السودانيين الفارين من احداث ليبيا التوافد الى الحدود السودانية المصرية المشتركة مع ليبيا هربا من جحيم الاحداث التى تشهدها المدن الليبية منذ 18 فبراير بين معارضين ومؤيدين لنظام العقيد معمر القذافى.
وتفيد التقارير الواردة من ليبيا ان السودانيين المقيمين هناك يتعرضون للاعتداءات والمضايقات من أفراد المعارضة الذين يتهمونهم بمولاة العقيد القذافي وأتباعه في الصراع الدائر حول السلطة منذ اندلاع الانتفاضة هناك.
ويتوقع ان يصل منفذ السلوم حوالى الف مواطن وصل منهم فعليا أمس (400) شخص فيما اكد والى الشمالية فتحي خليل ان ذات العدد عالق بالحدود عند مدخل وادي حلفا وحث الحكومة المركزية على دعم جهود الولاية لاستقبال وإيواء العائدين قائلاً: إن امكانيات الولاية لا تكفي لاستقبال الأعداد الكبيرة من العائدين ، فى وقت اكدت وزارة الخارجية ان حوالى 600 اخرين دخلوا عبر الحدودالمصرية ووصلوا الى منطقة اسوان توطئة لنقلهم الى السودان بالتنسيق مع السلطات المصرية.
وباشرت السفارة السودانية وقنصلياتها في الجماهيرية بطرابلس والكفرة وبنغازى تسجيل السودانيين بغرض حفظ مستحقاتهم القانونية والمطالبة بها بعد انجلاء الازمة وقال المتحدث باسم الخارجية خالد موسي ان فريق سوداني متكامل متواجد فى بوسليم لتقديم الدعم الإدراي واللوجستي والأوراق الثبوتية لمن فقدها لتسهيل إجراءات العائدين.
وكشف ان الجهات المختصة حصلت على تصريح هبوط لطائرات فى المطارات الليبية المختلفة بما يضمن تنظيم جسر جوى لنقل السودانيين العالقين والراغبين فى الرجوع الى ارض الوطن فى غضون 48 ساعة، موكدا ان الترتيبات أخذت شكلها الكامل في منطقة الكفرة والواحات لنقل السودانين القادمين عبر الحدود السودانية الليبية لترحيلهم الى دنقلا.
واشار الى تمركز فريق آخر علي الحدود الليبية التونسية رغم قلة تدفق السودانين عبر تلك النقطة . ونفي وجود أي حالات مزعجة أو عدائية تجاه القنصلية أو السفارة أو أفراد الجالية إلا من بعض التحرشات وصفها بالعادية . ونوه الى ان العالقين على الحدود المصرية سيتم اجلائهم عبر الطائرات بالتنسيق مع السلطات المصرية.
وفى السياق اوردت وكالة الانباء السودانية وصول عدد كبير من السودانيين الى منفذ السلوم ( ليس من بينهم أسر ) في أوضاع مادية سيئة و لم يغادروا ليبيا إلا بملابسهم كما ان بعضهم افتقر الاوراق الثبوتية ، وابدت السلطات المصرية تعاونا وتفهما وتجاوزت عن كثير من الاجراءات الهجرية لتيسير دخول السودانيين الى مصر ويبلغ متوسط معدل الوصول مابين 70 – الى 50 يوميا لكن العدد مرشح للارتفاع.
وأكد السودانيون العائدون عبر السلوم أن أعداد كبيرة من السودانيين في شرق ليبيا بصدد العودة عبر السلوم بعدما تأكد لهم أمان الطريق، وأن اللجان الشعبية التي تقوم بإدارة شرق ليبيا بدلا عن الحكومة تتعامل مع العائدين بصورة جيده، .
وحول اوضاع السودانيين الذين مازالوا بالداخل ، أكد العائدون عدم تعرض أي سوداني للأذى حتى الان وان المخربين لايهاجمون المنازل ، و لكن يزداد الخطر عند التجوال بالشوارع ، و فضلت أغلب الاسر السودانية هناك البقاء في منازلها ، ولفتوا إلى أن ذلك يرشح الأوضاع المعيشية للتدهور نتيجة لنقص الغذاء و التوقف عن العمل خاصة الذين بمارسون مهنا يدوية.
و أكد العائدون أن السودانيين في المنطقة الغربية و طرابلس لا يمكنهم الوصول برا نسبة لأغلاق الطريق عند سرت عدم السماح بالمرور إلى شرق ليبيا ما يعني صعوبة إجلاؤهم الا عبر مطار طرابلس أو الحدود التونسية اللليبية