المهدى يخير الحكومة بين التذكرة القومية او “التونسية”
الخرطوم في 27 يناير 2011 — وسط ما لايقل عن 3 الاف من انصاره بعث زعيم حزب الامة السودانى الصادق المهدى بحزمة نصائح لاتخلو من انتقادات للمؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان وشدد على ان الحكومة القائمة فى الشمال امام خيارين احداهما الانفتاح لمطالب الشعب والاستجابة لدستور جديد لسودان عريض أو الانكفاء على مصالح حزبية ضيقة ومواجهة الشعب بأساليب القمع.
وعدل المهدى عن خيار الاعتزال الذى كان اعلن عنه فى وقت سابق بحلول السادس والعشرين من يناير ما لم تستجيب الحكومة لتشكيل سلطة انتقالية وقال ان تراجعه تجاوبا مع رجاءات حزبه وحلفائه فى قوى الاجماع واعلن تركه باب الخيارات مفتوحا حتى يتبين الخيط الأسود من الأبيض من موقف النظام من الأجندة الوطنية. وقال “ان تجاوبوا خدموا أنفسهم وبلادهم. وإن اختاروا الانفراد والقهر فبي أو بدوني سوف يجدون أنفسهم في أحرج المواقف. ولا شك عندي أن الديمقراطية راجحة وعائدة وهذا عام الفرقان ”
وتحدث المهدى وسط هتافات تؤيد اسقاط الحكومة وكشف عن قرار قوى الاجماع الوطنى انتداب وفد للجنوب يبارك اختيارهم والطريقة الحضارية التي جرى بها الاستفتاء ويحشد التأييد للعلاقة الخاصة المنشودة.
وقال مهدى ان مطلب الحرية اضحى “كلمة السر” الشعبية فى كل مكان كما ان الإفلات من العدالة يعتبر تقنين للجريمة بما يحتم الحرص على تحقيق العدالة في توافق مع مطالب الاستقرار. واردف (وإذا اتفق على هذا البرنامج فالسبيل لإنفاذه هو حكومة قومية انتقالية لا تعزل أحدا ولا تلاحق أحدا. ) واضاف أمامنا نحن الشعب السوداني خياران: التذكرة القومية أو التذكرة التونسية، والحكمة الشعبية تقول: حل باليد خير من حل بالسنون خاصة في ظروف السودان الهشة الحاشدة بالفصائل المسلحة وبالوصايات الدولية ما يجعل السودان أكثر من غيره عرضة للتفكيك والتدويل على نحو ما حصل ليوغسلافيا السابقة.
واضاف يقول ” العود ما بجيب النار دون فرك” فى اشارة الى التقليل الحكومى من حجم الاحتجاجات الاخيرة وزاد (إذا اختار الحزب الحاكم التذكرة القومية فسوف يجدنا أحرص منه عليها بل سوف يجد كافة القوى السياسية كذلك. ) وناشد المهدى اتمام اجواء الحريات بالافراج عن المعتقلين السياسيين والكف عن التصريحات الطاردة ودافع المهدى عن اتهامات لشخصه بتثبيطه الهمم او الفرار يوم الزحف لاتخاذه قرارا بالاعتزال ما لم تشكل الحكومة الانتقالية.
وقال ( لم أك مناورا أو هازلا عندما حددت هذا الموقف. لكنه يخدم أهدافا هامة في تنمية البلاد السياسية ) بينها الحرص على الديمقراطية والمؤسسية والتاكيد على ان حزب الامة فاعل دون الصادق مع محاولة استنهاض قواعدنا لمعرفة مدى استعدادهم لاستحقاقات المرحلة القادمة. واشار الى ان الهدف الثالث هو ان: يدرك الحكام أنني ما خيرت بين أمرين إلا اخترت أيسرهما فإذا فقدوا هذا الصوت كمفاوض من أجل الخلاص الوطني أو كمحرض على المواجهة فسوف يكون هذا في ميزان خسائرهم.
كلمة الإمام الصادق المهدي في ذكرى تحرير الخرطوم واستقلال السودان الأول 1885م