الخرطوم تحذر واشنطون من الانصياع لتشدد الكونغرس
الخرطوم في 23 يناير 2011 – قللت وزارة الخارجية السودانية من الهجوم الذي شنه نواب جمهوريين في الكونغرس الامريكي في يوم 18 يناير الماضي واعتبرت كتلة الجمهوريين التى عادت للسيطرة على الكونغرس معروفة بالعداء للسودان وعدت ما ذهبت اليه رئيسة لجنة العلاقات الخارجية شانا داخليا بين الجهازين التنفيذي والتشريعي فى واشنطن.
وكانت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس الامريكى لينا ليتينين شنت هجوما ضاريا على الخرطوم كما وجهت انتقادات عنيفة لسياسة الرئيس الامريكى باراك اوباما حيال السودان وطالبت في أول جلسة استجواب بشان السودان حملت عنوان: “السودان في مفترق الطرق” وطالبت الرئيس عمر البشير بتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية التى تلاحقه بسبب انتهاكات وقعت فى اقليم دارفور واعترضت النائبة على تصريحات مسؤولين أميركيين كبار اعلنوا امكانية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب إذا اعترف بنتيجة الاستفتاء.
ونوه المتحدث باسم الخارجية فى الخرطوم خالد موسي الى ان التشدد ضد السودان ليس غريبا ولا جديدا ويعكس استمرار لصوت الكتلة المعادية للسودان داخل الكونغرس الامريكي ،مشيرا الى ان تلك التصريحات تاتي في اطار صراع داخلي بين الجهازين التنفيذي والتشريعي داخل امريكا محذرا من عواقب اخذ السياسية الرسمية فى اعتبارها مايقوله المتشددون بمايعيق دور امريكا اتجاه عملية السلام في السودان كشريك .
وانتقد خالد تصريحات لينا بقوله “هذه الاصوات داخل الكونغرس يجب ان تدرك انها لاتمتلك القاعدة الاخلاقية لتطالب السودان بالامتثال لقرارات المحكمة الجنائية التي اوجدت لتكون سلطة قهر غربية ضد الدول الافريقية ” ،ودعاها للايفاء بمعايير حقوق الانسان العادلة والاعتذار للضحايا في العراق وباكستان .
وشنت النائبة وهي من ولاية فلوريدا، وأصلها كوبى، وتمثل دائرة فيها عدد كبير من اليهود، هجوما عنيفا على الرئيس باراك أوباما. وقالت إنه قصر في الاهتمام بالسودان بعد أن صار رئيسا للجمهورية، وإنه تساهل مع الرئيس البشير. وقالت انه كان يجب أن يسير على خطى الرئيس السابق، الجمهوري، بوش الابن.
وقالت: ” للأسف، يبدو أن إدارة الرئيس أوباما نسيت دروسا رئيسية من الماضي. ونسيت أن حكومة السودان مسؤولة عن الإبادة الجماعية في دارفور. وأنها عرقلت وصول المساعدات الإنسانية إلى دارفور. وعرقلت تنفيذ اتفاقية السلام الشامل”.
وأضافت النائبة: “يبدو أن إدارة أوباما تريد الاستعجال بمكافأة النظام السوداني لأنه وقع على اتفاقية السلام، وسمح بنشر قوات حفظ السلام. لكن، لم يأت وقت ذلك بعد” .منوهة الى إنها لا تريد التقليل مما تم إنجازه داخل السودان بعد أن صار أوباما رئيسا. وأن الاستفتاء كان ذا مصداقية، رغم أنه كان “مهمة صعبة بشكل لا يصدق”. وأضافت: “لكن، كان الاستفتاء مجرد بداية”.
وقالت إن “الاختبار الحقيقي لالتزام النظام يمتد إلى ما هو أبعد من يوليو 2011، وأبعد من جنوب السودان”. وعارضت النائبة وعود إدارة واشنطن لحكومة البشير. وقالت: ” أنا أشعر بانزعاج بالغ بسبب خطوات سابقة لأوانها، للاستعجال بالتطبيع، وتخفيف العقوبات، وتخفيف عبء الديون”
وطالبت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس الامريكى بحل النزاع في درافور واعتبرته شرطا أساسيا قبل رفع اسم السودان من لائحة الدول المساندة للارهاب.
والمعروف ان رفع اسم السودان من لائحة الدول المساندة للإرهاب يتطلب موافقة الكونغرس، أم العقوبات الاقتصادية فهي تعتبر تدابير تنفيذية يتوقف رفعها على قرار من الرئيس الأمريكي.