كارتر : الرئيس البشير تعهد لى بتحمل الشمال لديون السودان والخرطوم تنفى
الخرطوم في 11 يناير 2011 — أبلغ الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر تلفزيون سي.ان.ان يوم الاثنين أن الرئيس السوداني عمر البشير عرض أن يتحمل الشمال كل ديون البلاد في حالة انفصال الجنوب بعد استفتاء . ونفت الخارجية السودانية صحة الحديث المنسوب للرئيس البشير .
وسيكون العرض في حال تأكيده لمحة تصالحية هامة من البشير وسيرفع عبئا ماليا ضخما عن كاهل الجنوب في المرحلة الاولى من استقلاله المتوقع .
وقال كارتر في مقابلة مع القناة التلفزيونية “تحدثت مع الرئيس البشير. قال ان الدين بأسره ينبغي أن يؤول الى شمال السودان لا الجزء الجنوبي … لذا يمكن القول بأن جنوب السودان سيبدأ بصفحة بيضاء على صعيد الديون” .
كان السودان دعا من قبل الى اعفائه من ديونه البالغة نحو 39 مليار دولار لتعزيز فرص السلام . وبحسب صندوق النقد الدولي فان معظم الديون متأخرة السداد .
وأذيعت تصريحات كارتر في اليوم الثاني من التصويت على انفصال الجنوب المنتج للنفط في استفتاء يستمر أسبوعا. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يختار الجنوبيون الانفصال عن السودان .
وكان مستقبل ديون البلاد واحدا من قائمة قضايا معلقة ناقشها قادة الشمال والجنوب ومن بينها أيضا مشكلة الحدود بين الطرفين وتقاسم ايرادات النفط .
ووعد الرئيس الامريكي باراك أوباما بمساعدة السودان فيما يتعلق بالديون اضافة الى مبادرات أخرى طالما أنه يمضي قدما في الاستفتاء السلمي وحل مسألة النزاع في دارفور .
ولم يوضح كارتر ما إذا كان السودانيون قد توصلوا إلى اتفاقية حول هذا الأمر، أم أنه سيكون خطوة أحادية الجانب من الخرطوم، كما لم يشر إلى احتمال وجود اتفاق مماثل حول مستقبل النفط، وخاصة منطقة أبيي المتنازع حولها بين الشمال والجنوب .
وكان القيادى بالحركة الشعبية الحاكمة فى جنوب السودان ، لوكا بيونق قد اكد فى وقت سابق التزام الجنوب فى حال الانفصال بسداد ما عليه من اصول الديون فقط ولا دخل له بالفوائد التى تراكمت عليها .
بينما شدد الامين العام للحركة الشعبية وزير السلام بحكومة الجنوب فى وقت سابق على عدم مسؤوليتهم المطلقة عن تلك الديون لأنها استخدمت فى قتل شعبهم فى الجنوب اثناء الحرب و لم يتم انشاء مشروع تنموى واحد من خلالها فى الاقليم الذى مزقته الحرب الاهلية .
وتقع معظم حقول النفط السودانية في جنوبي البلاد، وتشكل عوائد النفط 98 في المائة من دخل حكومة الجنوب، و65 في المائة من دخل حكومة الشمال .
وبحسب التقديرات الدولية، فإن السودان يحتوي على احتياطي مؤكد من النفط يعادل خمسة مليارات برميل، وقد أنتج السودان عام 2009 قرابة 485 ألف برميل يومياً، معظمها من حقول جنوبية، وينقل النفط عبر أنابيب إلى ميناء بورتسودان الشمالي الواقع على البحر الأحمر لتصديره .
ويرزح الاقتصاد السوداني الذي عانى من سنوات الحرب الطويلة تحت ديون يقدرها البعض بأكثر من 30 مليار دولار من المستحقات الناتجة عن القروض المباشرة والفوائد المتراكمة .
وكان الزبير أحمد حسن، وزير المالية والنفط السابق ، ورئيس الدائرة الاقتصادية بالحزب الوطني الحاكم في الخرطوم، قد تحدث فى وقت سابق ل”سى ان ان” العربية ، معرباً عن أمله في أن تقوم الدول المانحة بمبادرة نحو السودان تقضي بإلغاء الديون المترتبة عليه .
وكان موضوع إعداد اتفاقيات لحل مشكلة تقاسم الثروة والديون من القضايا العالقة التي لطالما أثارتها الخرطوم في الأشهر الماضية، وخاصة عبر الدعوة إلى التركيز على حلها قبل الوصول إلى الاستفتاء، بل برزت أصوات دعت لتأجيل عمليات الاقتراع حتى الانتهاء من هذه الاتفاقيات منعاً لبروز نزاعات مستقبلية مع الدولة الوليدة في الجنوب .
ومن جانبها نفت وزارة الخارجية السودانية ما نقلته قناة “سى ان ان” على لسان الرئيس الأميركى الأسبق جيمى كارتر، من أن الرئيس البشير عرض أن يتحمل الشمال مجمل ديون السودان في حالة انفصال الجنوب بعد الاستفتاء .
وأكدت الخارجية السودانية أن الرئيس قال في حديثه لكارتر إن الشمال والجنوب لا يمكنهما تحمل هذه الديون .
وقال السكرتير الصحفي للرئيس البشير في بيان توضيحي، إن الرئيس رحب بمساعى إيجاد حل لمسألة الديون وإنه يرى أن اقتسام الديون بين الشمال والجنوب في حالة انفصال الجنوب غير مفيد ، إذ أن العائدات السنوية للسودان لا تتحمل الإيفاء بخدمة تلك الديون وأن الدولة الوليدة في حالة انفصال الجنوب لن تستطيع بطبيعة الحال سداد خدمة الديون .
و بحسب البيان فان الرئيس راى ضرورة العمل على إسقاط الديون جملة واحدة، في إطار مبادرة تخفيف الديون على الدول الفقيرة الأكثر مديونية الـ “هايبك” وأن مسؤولية الديون ستكون مشتركة بين ثلاث جهات هى الشمال والجنوب والمجتمع الدولى .
وقال السكرتير الصحفي للبشير إن الرئيس يتطلع إلى مزيد من التعاون مع الرئيس كارتر في كل ما من شأنه توفير خدمات للمدنيين، سواء في جنوب السودان أو شماله، وفي هذا السياق وافق رئيس الجمهورية عمر البشير على دعم البرنامج الذى قدمه مركز كارتر لتدريب عاملين من الجنوب في المجال الصحى لنشرهم في الريف الجنوبى .