الحكومة السودانية تشدد على ان “استراتيجية دارفور” هى خارطة الطريق الوحديدة لحل الازمة
الخرطوم في 10 يناير 2011 — اعلنت الحكومة السودانية ان استراتيجيتها الجديدة المجازة من قبل اجهزتها المختلفة هى خارطة الطريق الوحيدة لحل ازمة الصراع الناشب فى اقليم دارفور غرب السودان .
ونفى رئيس وفد الحكومة لمفاوضات السلام الخاصة بدارفور فى الدوحة ، امين حسن عمر تسلمهم لاية مقترحات من رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الامريكى ، السيناتور جون كيرى تتعلق باعادة عملية السلام الخاصة بدارفور و تغير منبر التفاوض .
وكان السيناتور جون كيرى المتواجد منذ ايام فى السودان قد صرح قبل يومين بعد زيارة قام بها الى دارفور بأن هناك حاجة الى اطلاق عملية سلام جديدة فى الاقليم المضرب بترفيع مستوى المفاوضين و تغيير منبر التفاوض من الدوحة الى احدى الدول المجاورة للسودان .
ونقلت صحيفة “الصحافة” الصادرة فى الخرطوم امس الاحد عن امين حسن عمر تشديده على ان استراتيجية الحكومة لحل قضية دارفور هى خارطة الطريق الوحيدة للتعامل مع القضية فى المرحلة المقبلة ، وقال انهم غير معنيين بالمقترحات و الاحاديث التى تنشر فى الصحف .
وفى السياق اكد مستشار الرئيس السودانى مسؤول ملف دارفور بالحكومة ، غازى صلاح الدين التزام الحكومة بمنبر الدوحة التفاوضى و لكنها مع تغيير مساره التفاوضى السابق .
وكانت الحكومة السودانية سحبت وفدها المفاوض بالدوحة نهاية الشهر الماضى بعد ان امهل الرئيس البشير المفاوضين يوما واحدا للتوصل الى اتفاقية سلام بالاقليم او انه سيسحب الوفد من هناك .
و انتقدت الحركات المتمردة فى دارفور التى تتفاوض بالدوحة انسحاب الحكومة و اعتبروه عدم رغبة منها فى التوصل الى تسوية للصراع الناشب فى الا قليم منذ اكثر من سبعة اعوام ، بينما دعت الوساطة المشتركة الحكومة لمواصلة الحوار بالدوحة من اجل بناء الثقة بينها و الحركات .
وشدد صلاح الدين فى تصريحات امس الاول بعد لقائه بالمبعوث الامريكى الخاص الى السودان ، سكوت غرايشن على الحاجة لاتخاذ قرارات من اجل الوصول لوثيقة سلام نهائية لدارفور خلال الفترة المقبلة .
واضاف “لايمكن الاستمرار في التفاوض الى ما لا نهاية” ،مشيراً إلى وجود أشياء تحكمهم في التعامل مع ملف قضية دارفور، ونوه إلى رغبة الحكومة في حل دائم ومستدام، مؤكداً إعلانهم إستراتيجية واضحة للحل تعتمد على مسارات تنموية في الداخل، بالإضافة لعمل سياسي ومفاوضات .
واوضح أن زيارة المبعوث الأمريكي تتزامن مع إجراءات سياسية مصيريه في البلاد، وقال إن عملية الاستفتاء أصبحت قضية داخلية للولايات المتحدة الأمريكية وليست قضية سودانية أو أفريقية ،لافتاً إلى أنهم في الحكومة يتعبرون قضية الاستفتاء قضية محلية .
وشهدت اجزاء من دارفور مؤخرا معارك طاحنة بين قوات الحكومة و الحركات خلفت اعداد من القتلى و نزح على اثرها الاف المدنيين من قراهم و باتوا يقيمون فى العراء طبقا لتقارير الامم المتحدة و المنظمات الانسانية العاملة فى الاقليم .
و انهى وفد امنى عالى المستوى بقيادة وزير الدفاع ، عبد الرحيم محمد حسين وضم وزير الداخلية وقادة الاجهزة الامنية زيارة الى مناطق فى دارفور قبل ايام . واعلن الوزير بعدها ان “اسطورة المناطق المحررة فى دارفور انتهت” و ان الاقليم بات حاهزا لانطلاق عملية السلام من الداخل التى اعلنت عنها الحكومة مؤخرا .
ويعيش اقليم دارفور في غرب السودان حربا اهلية منذ اكثر من سبع سنوات ادت الى مقتل 300 الف شخص بحسب تقديرات الامم المتحدة – 10 الاف شخص بحسب الخرطوم- و2,7 مليون نازح .