المهدى يهدد باستخدام “قوة ناعمة” للاطاحة بالبشير
الخرطوم في 4 يناير 2011 — حمل زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي أمس، بشدة على نظام الرئيس عمر البشير وحمّله مسؤولية انفصال الجنوب، واتهمه برفع شعار تطبيق الشريعة الإسلامية لتعزيز الاستبداد وتغطية فشله في الحكم، وهدد باستخدام «قوة ناعمة» لإطاحة البشير في حال رفضه تشكيل حكومة قومية لمنع تفكك البلاد .
وقال المهدي ان الجنوب يمضي نحو الاستقلال، وستولد دولة معادية للشمال بسبب سياسات نظام البشير الذي يدعم تيارات تدعو الى التطهير العرقي والبغضاء بين الشمال والجنوب وتيارات دينية تكفر الانفصال والجنوبيين ، الأمر الذي سيقود الى مواجهة بين الجانبين، لافتاً الى ان دارفور تحترق فيما “الحكومة تلعب بالنار” .
وحمّل زعيم حزب الأمة البشير مسؤولية التدخل الاجنبي في شؤون السودان والتفريط في سيادته، وقال ان في البلاد نحو 30 ألف جندي اجنبي في بعثتي حفظ السلام في جنوب البلاد ودارفور، ورأى ان السياسات التي تبناها الحزب الحاكم ستقود الى مواجهات ليس فقط في دارفور، بل وفي منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق، اللتين يشملهما اتفاق السلام .
ورأى المهدي ان المخاطر التي تواجه البلاد ومحاولة “انقاذ السفينة من الغرق” لا مخرج منها الا عبر تبني برنامج وطني يشمل إقرار دستور ديموقراطي يعترف بالتنوع والتعدد في البلاد وكفالة الحريات وتسوية أزمة دارفور وعلاقة واقعية مع الاسرة الدولية ومعاهدة جديدة بين الشمال والجنوب .
وجدد المهدى موقفه انه في حال لم يوافق الحزب الحاكم على قبول ذلك وتشكيل حكومة قومية لتنفيذ الاجندة الوطنية بحلول 26 كانون الثاني (يناير) الجاري، فإنه سيكون أمام خيارين : إما استخدام الجهاد المدني و «القوة الناعمة» لإطاحة نظم الحكم او اعتزال العمل السياسي .
واضاف انه في حال موافقة البشير على تبني اجندة وطنية ودستور ديموقراطي فإن الاتفاق على اسم الحكومة، سواء كانت ذات قاعدة عريضة كما يدعو البشير، او قومية كما تطالب المعارضة، لن يكون موضع خلاف” .
وفى السياق كشف المسؤول السياسي للمؤتمر الوطني إبراهيم غندور في تصريحات امس “إن الرئيس البشير سيلتقي بعدد من القيادات المعارضة في سبيل التوصل لحكومة ذات قاعدة عريضة” .
وكان البشير قد دعا المعارضين للمشاركة في حكومته بعد انفصال الجنوب لكن معارضين سارعوا برفض الدعوة وطالبوا باستقالة البشير وتشكيل حكومة انتقالية قومية .