الصين لا تهتم لاعتقال البشير طالما مصالحها النفطية محفوظة – وثيقة امريكية
الخرطوم – باريس – نيويورك في 1 يناير 2011 — كشفت برقيات ديبلوماسية امريكية مسربة عن مدى القلق الذى يعترى الصين على مصالحها النفطية فى السودان فى حال انفصال الجنوب و حقيقة موقفها ازاء مذكرة الاعتقال الصادرة ضد الرئيس السودانى عمر البشير من قضاة المحكمة الجنائية الدولية .
واشارت برقية بتأريخ 4 سبتمبر 2008 مرسلة من القائم بالاعمال الامريكى بالخرطوم ، البرتو فرنانديز ونشرها موقع ويكليكس مؤخرا اشارت الى زيارة مساعد وزير الخارجية الصينى الى الخرطوم و التى ابدى فيها قلقه من طلب الاعتقال الصادر من مدعى المحكمة الجنائية الدولية ، لويس مورينو اوكامبو ضد الرئيس السودانى عمر البشير و انه حث الخرطوم على مواصلة التعامل الايجابى مع المجتمع الدولى .
و يضيف القائم بالاعمال الامريكى فى البرقية انه التقى السفير الصينى بالخرطوم ، لى تشنغ ون الذى حدثه عن مهمة مساعد وزير الخارجية الصينى زهاى جون الذى يتولى مسؤولية الشرق الاوسط و افريقيا فى الخارجية الصينية .
ويضيف فرنانديز فى البرقية أن جون افتتح قنصلية جديدة لبلاده الصين في جوبا (عاصمة الجنوب) وامتدح حكومة السودان على تعاملها الهادئ مع مذكرة اعتقال البشير، وأنه طرح «اقتراحا وديا بأن تستمر حكومة السودان بالتعامل مع المحكمة الجنائية ذاتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، أملا في ضبط الخطوة التالية للمحكمة” .
وتواصل البرقية إن «السفير الصينى قال إن حكومة بلاده قلقة للغاية بشأن تأثير قرار اتهام البشير على الاستقرار بدارفور، مؤكدا أن ذلك شجع المتمردين على اتخاذ موقف متشدد من موضوع السلام” .
وتضيف البرقية أن السفير الصيني أبدى انزعاجه من الدعم البريطاني الفرنسي لأوكامبو، وقال «بغض النظر عمن خلق هذه المشكلة فهو سيتحمل المسؤولية إذا ما وقع السودان في الفوضى جراء قرار الاتهام” .
ونقلت برقية فرنانديز عن السفير الصيني قوله «إن انعدام الاستقرار في السودان ليس في مصلحة أحد، وان مساعدة السودان يعني أننا نساعد أنفسنا وعلى الفرنسيين والبريطانيين أن يفهموا هذه الفلسفة». ولاحظ أن شركات النفط الفرنسية لديها اهتمام بالسودان مماثل لاهتمامها بتشاد
وفي برقية ثانية مؤرخة في 3 ديسمبر عام 2008، يتناول نائب المندوب الأميركي بالأمم المتحدة ألخاندرو وولف قراءة مدعي عام الجنائية لردود فعل القادة العرب والأفارقة والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على مذكرة اعتقال البشير .
وجاء في النص “المدعي مورينو أوكامبو تحدث في 2 ديسمبر إلى السفير وولف في الأمم المتحدة. وقال أوكامبو إن مذكرة اعتقال البشير يمكن أن تصدر في يناير أو فبراير. وقال إن القادة العرب محبطون من البشير وأنه يجب إبلاغ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بضرورة التحرك ضد رئيس السودان” ..
وبشأن موقف الصين من مذكرة اعتقال البشير، تقول البرقية «أوكامبو قال إن الصين لا تهتم بمصير البشير ما دامت محافظة على امتيازاتها النفطية في السودان، وهي لن تعارض اعتقاله إذا لم يتم التعرض لعوائدها. ويقترح أوكامبو على الولايات المتحدة أن تعطي ضمانات للصين بشأن امتيازاتها النفطية” .
ويعرض المستشار السياسي في سفارة الولايات المتحدة بباريس ، أندرو يونغ فى برقية ثالثة مرسلة بتأريخ 13 مارس 2008، إلى مصالح الصين النفطية بالسودان من خلال استعراض قدمه رومان سيرمان مستشار الرئاسة الفرنسية عن زيارة قام بها الرئيس ساركوزي إلى تشاد في 28 فبراير، والتي بحثت خلالها هجمات خصوم الرئيس إدريس ديبي انطلاقا من أراضي السودان .
تقول البرقية “سيرمان لاحظ القلق الصيني المتنامي بشأن انفصال الجنوب عن الشمال بالسودان والتهديد المحتمل لمصالحها النفطية و يقول ان على الصينيين أن يفهموا أن سلوك السودان تجاه دارفور وتشاد يمكن أن يزيد احتمال الصدع بين الجنوب والشمال، بما يحمله ذلك من أثر على حصة الصين في قطاع النفط” .