سباق مع الزمن: العد التنازلي للاستفتائين في جنوب السودان وفي أبيي
ملخص لتقرير صادر عن معهد الأخدود العظيم في عام 2010 – المؤلف ألي فيرجي
مع أنه لم يتبق سوى ستة اسابيع على استفتاء حول الانفصال المحتمل لجنوب السودان فإن التحديات التي تواجه مفوضيّة الإستفتاء تظل هائلة.
أخيراً بدأ تسجيل الناخبين في الجنوب،لكن في منطقة ابيي، حيث جاء أوان إستفتاء منفصل للمنطقة، فإن تسجيل الناخبين لم يبدأ بعد. وذُكر أن رئبس مفوضيّة استفتاء جنوب السودان، محمد ابراهيم خليل، قال أنه إذا تم الاستفتاء في ما تبقى من الزمن فإن ذلك سيكون بمثابة” معجزة”.
ظلّت عملية الاستفتاء تتعرضّ للإعاقة بالتأخير والنزاعات بين حزب المؤتمر الوطني ، الذي يهيمن على الحكومة القومية في الخرطوم، والحركة الشعبيّة لتحرير السودان، الحزب الرئيسي في حكومة جنوب السودان.
إن قصر الزمن المتبقي يرجّح وقوع نواقص فنيّة في إجراء الاستفتائين. وهذا سيعني أن نتيجة إستفتاء جنوب السودان – المتوقع بشكل واسع أن تكون لصالح إنفصال جنوب السودان عن الشمال- قد يختلف حولها، مما سيجدد التهديد باندلاع الحرب.
يجادل تقرير كبير صادر عن معهد الاخدود العظيم بأن هناك ضرورة لاتفاق جديد بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني، طرفي اتفاقيّة السلام الشامل السودانية.
يوثّق التقرير، الذي يحمل إسم سباق مع الزمن، المشاكل العديدة التي لم تحل بعد والخاصة بالاستفتائين والتحديات الفنيّة التي يقود اليها الجدول الزمني المضغوط والخاصة بالتسجيل والاقتراع. ويستخلص التقرير دروساً من إخفاقات انتخابات السودان القومية التي جرت في وقت مبكر من هذا العام.
يجادل ألي فيرجي كاتب التقرير بأن تاجيل الإستفتائين لن يحل المشكلة. ومع ذلك فإنه قد يكون على الحركة الشعبيّة لتحرير السودان أن تؤجل إجراء استفتاء ابيي كي تتواصل مسيرة استفتاء جنوب السودان.
ويخلص التقرير إلى أنه ” وفي هذا الطور الاخير، فإن سياسة حافة الهاوية والتأخير والاتفاقات المنكوصة- التقاليد القديمة للسياسة السودانية- تهدد بقلب التحديات السياسية والفنية للإستفتائين الى كارثة وطنيّة. ولا تستطيع سوى يقظة دوليّة متضافرة ودبلوماسية حاذقة أن تقود عمليّة تقرير المصير في السودان إلى خاتمة مكللة بالنجاح.
تقرير سباق مع الزمن هو التقرير الثالث ضمن سلسلة تقارير تتعلق بالعملية الانتخابية في السودان أصدرها معهد الاخدود العظيم. والتقريران السابقان هما: ” الانتخابات السودانية- التعلم من التجربة” من إعداد جوستبن ويليس وعطا البطحاني وبيتر ودوارد (2009)، و” مخططات انتخابية” (2009) من إعداد مارك جوستافسون.
يوفر التقرير ايضاً خطوطاً زمنيّة، وموجّهات للهيئات المنخرطة في الجهد الانتخابي في السودان، كما يوفر مقارنات مع استفتاءات أخرى، ومصادر ومراجع شاملة للوثائق القانونيّة وغيرها من الوثائق الاخرى.”
كاتب التقرير
ألي فيرجي هو المدير المناوب لبعثة مراقبة الانتخابات الدولية لمركز كارتر في السودان منذ استهلالها في مطلع عام 2008 وحتى يناير 2010. وقد عمل في السودان منذ عام 2005 وهو يعمل حاليا كمحلل مستقل متخصص في السياسة المعاصرة في السودان والقرن الافريقي، كما انه ينشط ايضا في مجال الدعم الدولي للعملية الانتخابية في افغانستان وجمهورية الكونغو الديموقراطية وأرض الصومال.