جنوب السودان يطلب تحقيقا دوليا حول قصف شمالى داخل اراضيه
الخرطوم في 8 ديسمبر 2010 — طلبت حكومة الجنوب ، من مجلس الامن الدولي اجراء تحقيق في القصف الجوي المستمر الذي يشنه جيش الشمال ، على مواقع داخل حدودها الاقليمية وذلك مع اقتراب الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب .
واكد اسحاق لوال شول محافظ منطقة غرب اويل لسودان تربيون حدوث الهجوم ولم يذكر اي خسائر إلا انه قال ان القصف قد دفع بالمواطنين للعزوف عن التسجيل للاستفتاء. واتهم الجيش السوداني بالعمل على تهديد قيام الاستفتاء في موعده.
وقال باقان اموم الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان ووزير السلام في حكومة جنوب السودان في مؤتمر صحافي في الخرطوم امس الثلاثاء “نطالب مجلس الامن الدولي بارسال فريق للتحقيق في ذلك وخاصة في مخططات الوطني لزعزعة جنوب السودان” .
واضاف ان حزب “المؤتمر الوطني الحاكم فى شمال السودان يحاول بهذا ارجاع السودان لحرب جديدة وذلك بهدف التنصل من اتفاق السلام الشامل واجراء الاستفتاء .
وجاءت اتهامات اموم للخرطوم بعد يوم واحد من توقيع اتفاق امنى بين شمال و جنوب السودان لتأمين حقول و منشأت النفط بولاية اعالى النيل الحدودية الغنية بالنفط .
ومن المقرر ان يختار سكان جنوب السودان في استفتاء ينظم في التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل البقاء ضمن سودان واحد او الانفصال. وكان هذا الاستفتاء احد البنود الرئيسية في اتفاق السلام الموقع بين حكومة السودان و المتمردون الجنوبيون فى يناير عام 2005 و الذى وضع حدا لاكثر من عقدين من حرب اهلية بين الشمال والجنوب .
واتهمت سلطات جنوب السودان قبل اسبوعين الجيش السوداني بشن عمليات قصف جوي على مواقعها جنوب حدود 1956 التي تفصل بين شمال وجنوب اكبر بلد افريقي. لكن الجيش السوداني نفى اي قصف لجنوب السودان .
من جانبه قال خضير زروق المتحدث باسم بعثة الامم المتحدة للسلام في السودان ان “عملية تحقق تجري حاليا” موضحا ان لجنة مشتركة من جنود الامم المتحدة ومن الجيشين الشمالي والجنوبي تدرس هذه الاتهامات .
واكد اموم ان قصف الجيش الشمالي مستمر في ولاية شمال بحر الغزال بل وامتد الاثنين والثلاثاء الى ولاية غرب بحر الغزال المجاورة، ما ادى الى “تعليق منافسات دورة مدرسية” كانت ستنظم للمرة الاولى في تاريخ جنوب “حفاظا على ارواح اطفالنا” .
من جهة اخرى، اكد المتحدث باسم الجيش السوداني ان “القوات المسلحة السودانية تقوم بعملها في مطاردة متمردي دارفور في الجانب الشمالي من حدود 1956. لكننا لم نشن اي قصف جنوب الحدود” .
ويتهم الجيش الشمالي وحزب الرئيس البشير الجيش الجنوبي بمساعدة المتمردين في منطقة دارفور المتاخمة لولايتي شمال وغرب بحر الغزال .
لكن اموم نفى ذلك وقال “نطلب من مجلس الامن التحقيق في ادعاءات المؤتمر الوطني بان الحركة تدعم حركات دارفور”، مضيفا “نحن من جانبنا لا ندعم حركات دارفور لاننا نريد السلام ولا نريد العودة مرة اخرى للحرب بسبب اننا نريد اجراء الاستفتاء في موعده ليقرر شعب الجنوب مصيره” .