الرئاسة السودانية تقرر اليوم فى ستة سيناريوهات لحل عقبة “ابيى”
الخرطوم في 3 ديسمبر 2010 — تدرس مؤسسة الرئاسة السودانية اليوم ستة سيناريوهات حول مصير منطقة ابيى المتنازع عليها بين الشمال والجنوب .
وابلغ وزير الاعلام السودانى ، كمال عبيد ، الصحافيين امس ان شمال وجنوب السودان توصلا الى معالجات كثيرة للقضايا الخلافية بينهما لما بعد الاستفتاء على تقرير المصير .
ونص اتفاق السلام الموقع بين الحكومة السودانية و الحركة الشعبية المتمردة فى جنوب السودان فى يناير 2005 على تصويت الجنوبيين فى استفتاء لتقرير مصيرهم فى التاسع من يناير المقبل للتقرير بشان بقائهم مع الشمال فى دولة واحدة او الانفصال و تكوين دولتهم المستقلة .
و انحى الوزير السودانى باللائمة على شريكهم فى الحكم الحركة الشعبية الحاكمة فى الجنوب بأرسال “رسائل وتصريحات لا تتناسب مع ما “انجز” .
الرئيس عمر البشير و نائبيه الاول سلفاكير ميارديت والثانى على عثمان محمد طه سيبحثون اليوم فى اجتماع مشترك وصف بانه اجتماع “الفرص الاخيرة” 6 سيناريوهات مقدمة من الاتحاد الافريقى والامم المتحدة و الولايات المتحدة لتحديد مستقبل منطقة ابيى الغنية بالنفط و التى يفترض ان يجرى سكانها استفتاءا متزامنا مع استفتاء الجنوب فى التاسع من يناير المقبل لتحديد تبعيتها للشمال والجنوب .
لكن الخلافات بين المؤتمر الوطنى الحاكم فى شمال السودان و الحركة الشعبية التى تحكم فى الجنوب حول “هوية” من يحق لهم التصويت عصفت بامكانية قيام استفتاء المنطقة فى موعده المحدد له حيث تعذر انشاء المفوضية المنوط بها الاشراف على عملية الاستفتاء فى المنطقة .
وأشارت صحيفة الشرق الأوسط الى ان السيناريوهات الستة تقدم بها رئيس جنوب افريقيا السابق ، ثابو امبيكى وهى جزء من مقترحات تقدم بها المبعوث الرئاسى الامريكى، سكوت غرايشن .
وابرز هذه السيناريوهات الستة اصدار قرار من الرئاسة بضم ابيى الى الجنوب مع منح مجموعات المسيرية من ابناء المنطقة حق المواطنة والمشاركة فى الهياكل الادارية والتنفيذية والتشريعية والسياسية للمنطقة تعمير مناطقهم ومدها بخدمات المياه والكهرباء والتعليم اضافة الى زراعة مراعى المنطقة لتمكين القبيلة من رعى ماشيتها مع حقها الطبيعى فى فى مسارات الرعى الطبيعية جنوبا ، اضافة الى سيناريو ثانى بتقسيم المنطقة الى اثنين ابيى شمالية تابعة للمسيرية واخرى جنوبية تابعة لدينكا نقوك وثالث يعطى المسيرية ثلثى المنطقة ورابع يقضى بأجراء الاستفتاء فى موعده المحدد فى التاسع من يناير القادم او تاجيله لتعذر قيامه عمليا وخامس يقضى بالقبول بحكم محكمة التحكيم الدائمة بلاهاى حول حدود المنطقة او القبول بتقرير الخبراء الذى قضى بتبعية المنطقة لدينكا نقوك والسكان الاخرين دون تحديد هوياتهم او اسناد المنطقة الى ادارة دولية تابعة للامم المتحدة للاشراف عليها .
وافادت مصادر الصحيفة ان الطرفان اتفقا على قيام الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب قبل ترسيم الحدود الفاصلة بينه والشمال مع التشديد على ترسيمها فى المرحلة المقبلة مباشرة .
ولا تزال مسألة المواطنة و الجنسية تشكل عقبة كبير امام الطرفين ، واوضحت مصادر الصحيفة ان الحزب الحاكم فى الشمال رفض بشدة منح الجنوبيين المقيمين فى الشمال الجنسية المزدوجة فى حال الانفصال بل انه اصر على امهال كل من يحق له التصويت من الجنوبيين فترة ستة اشهر فقط لتوفيق اوضاعه ومغادرة الشمال بعدها .