احزاب الجنوب تدعم قيام
اتفقت أحزاب جنوب السودان بالعمل على توحيد مواقفها وأن تدعم إجراء الاستفتاء حول تقرير المصير في الموعد المحدد له في جو من الحرية والنزاهة وقالت انها اتفقت على تكوين حكومة ائتلافية بعد التصويت واجراء انتخابات جديدة.
جاء هذا الإعلان في ختام جلسات مؤتمر 23 حزبا جنوبيا دعى له الحزب الحاكم الحركة الشعبية لتحرير السودان ثلاثة اشهر قبل اجراء الاستفتاء حول انفصال الاقليم في 9 يناير 2011م، وسبق هذا الاجتماع إعلان رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت العفو العام عن جميع الضباط المتمردين الذي حملوا السلاح ضد حكومته عقب انتخابات ابريل الماضي.
وطالب المؤتمر بضرورة إجراء الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان في موعده المحدد كما اتفقوا على منح معارضو الاستقلال ومؤيدوه مساحة متكافئة بوسائل الإعلام الرسمية والخاصة وأكدوا ان ذلك هو الضامن الوحيد للاعتراف بنتيجة الاستفتاء وان لا تصبح مجالا للخلاف.
وطبقا للبيان الختامي الصادر في مساء الاثنين عن المؤتمر قرر الاجتماع تشكيل حكومة انتقالية موسعة يتزعمها سلفا كير في فترة ما بعد الاستفتاء تكلف بإجراء إحصاء سكاني وانتخابات برلمانية عامة لانتخاب جمعية تأسيسية كما تقوم الحكومة بصياغة دستور جديد في حالة التصويت لصالح الانفصال كما هو متوقع.
وعين المؤتمر الذي حضرته إلى جانب الأحزاب سياسية جمعيات أهلية ودينية لجنة لمراجعة الدستور تقوم بتحديد مدة الفترة الانتقالية قبل إجراء انتخابات جديدة عند الانفصال.
إلى ذلك اتفق المؤتمرون على انه اذا كانت الوحدة هي نتيجة الاستفتاء سيعمل الجنوب على ضمان حصول الاقليم على تمثيل في الحكومة الوطنية. كما اتفقوا على ضرورة تعزيز العلاقات مع الشمال في حالة الانفصال.
وأعلن رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب الذي ترأس جلسات المؤتمر عن الاتفاق على عقد اجتماعين على الأقل قبل وبعد الاستفتاء حول تقرير المصير.
وشارك في الاجتماع كل القادة السياسيين الذين اختلفوا في الماضي مع الحزب الحاكم في جنوب ومن ضمنهم لام اكول وزير الخارجية السابق ورئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي وبونا ملوال مستشار الرئيس السوداني عمر البشير. كما أرسل الجنرال المتمرد جورج اتور وفدا يمثله للاجتماع.
وقال الزعيم الجنوبي المنشق جورج أثور لرويترز يوم الاثنين انه يرحب بالعفو وانه أرسل وفدا الى المؤتمر.
وأضاف لرويترز في حديث عبر هاتف يعمل بواسطة الاقمار الصناعية من مكان لم يتم الكشف عنه “قبلنا العفو كخطوة في الاتجاه الصحيح.”
وتابع “أعلنا ايضا من جانبنا وقفا لاطلاق النار وأرسلنا وفدا صغيرا الى جوبا حتى نتمكن من الاستعداد للمفاوضات.”
وأعلن متمردون جنوبيون اخرون عن اجراء محادثات مصالحة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان التي لها الهيمنة في الجنوب. وكان أثور شخصية بارزة في الجيش الشعبي لتحرير السودان قبل أن ينشق عنه بعد انتخابات ابريل نيسان.
وقال بعض المحللين ان التوترات العرقية بالجنوب قد تتطور الى اشتباكات في حال كان الانفصال هو الخيار وذلك لاختفاء العدو المشترك المتمثل في حكومة الشمال مما سيبرز انشقاقاتهم.
وخلال الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه فرقت التوترات العرقية الجنوبيين حيث أودى العنف بين الفرق المتمردة بحياة عشرات الالاف من الاشخاص.