مجزرة في الصالحة: تصفية (31) مدنيًا برصاص «الدعم السريع»
أمدرمان، 27 أبريل 2025 – قُتل، الأحد، 31 شخصاً على الأقل برصاص قوات الدعم السريع في منطقة الصالحة جنوبي أمدرمان، بعد اتهامهم بالتخابر لصالح الجيش، لكن القوات نفت علاقتها بعملية التصفية وشددت على ان العناصر التي ظهرت في المقطع المصور لعملية القتل لا تتبع للدعم السريع.
وتُعد المنطقة آخر معاقل قوات الدعم السريع في الجزء الجنوبي من مدينة أمدرمان، حيث تتمركز أعداد كبيرة من عناصر القوات الذين أُجبروا على مغادرة الخرطوم إلى منطقة صالحة مروراً بقرى الريف الجنوبي حتى المدخل الغربي لمنطقة وخزان جبل أولياء
وقالت شبكة أطباء السودان، في بيان تلقته “سودان تربيون”، إن “قوة من الدعم السريع ارتكبت مجزرة جماعية بتنفيذها عملية تصفية ميدانية لعدد 31 شخصًا من أبناء منطقة صالحة، بينهم أطفال قُصّر، في أكبر جريمة قتل جماعي موثقة تشهدها المنطقة بتهمة الانتماء للجيش”.
وتأسف البيان لعمليات القتل الجماعي ضد المدنيين العزل بمناطق سيطرة الدعم السريع، مما يهدد الآلاف من المدنيين العزل بمدينة الصالحة.
واعتبر أن ما تم تنفيذه من تصفية جماعية جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من المدنيين وفتح مسارات آمنة تضمن خروجهم من منطقة صالحة التي تضم الآلاف من المدنيين العزل.
وحث البيان المجتمع الدولي على الضغط على قادة الدعم السريع لوقف الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين تحت سيطرتهم وحفظ أرواحهم.
واظهر مقطع فيديو بثه عناصر الدعم السريع في مكان الحادث عدداً من الجثث مكومة على قارعة الطريق بينما كان جنود من القوات يواصلون إطلاق الرصاص على الضحايا، فيما وضعت عليهم إطارات سيارات تمهيدا فيما يبدو لإشعال النيران فيهم.
وقال عضو في غرفة طوارئ منطقة صالحة، مفضلاً حجب اسمه لـ “سودان تربيون”، إن قوات الدعم السريع منذ خواتيم مارس الماضي ظلت ترتكب انتهاكات واسعة ضد المدنيين في المنطقة. وأشار إلى أن القوات أغلقت كامل الأسواق والمرافق الصحية، مما يهدد بحدوث مجاعة تهدد الآلاف العالقين في البلدة، متهماً القوات بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً من المواطنين بتهمة الموالاة للقوات المسلحة.
وكان مستشار لقائد الدعم السريع قال لقناة الجزيرة ان المجموعة التي تمت تصفيتها هم عناصر من الجيش أسروا عقب معارك في محور المهندسين، واصفا ما حدث بانه “عملية نوعية”.
لكن بيان لاحق لقوات الدعم السريع نفى أن تكون العناصر التي ظهرت في هذه المقاطع تابعة لها “بأي وجه من الوجوه”.
وأشارت إلى أن منطقة المهندسين، حيث وقعت الأحداث “تُعد منطقة تداخل عملياتي بين قوات الدعم السريع ومن اسماهم البيان بمليشيات وكتائب البرهان.
الى ذلك ندد رئيس الحركة الشعبية – التيار الثوري الديموقراطي – ياسر عرمان باستهداف البنية المدنية التحتية، سيما المنشآت المتصلة بالمياه والكهرباء بالمسيرات.
ودعا عرمان وهو قيادي في تحالف “صمود” قوات الدعم السريع الى الابتعاد عن المنشآت المدنية وعدم الخلط بينها والمنشآت العسكرية.
وأضاف” الحرب لها قوانينها وسبق لنا من قبل ادانة استهداف القوات المسلحة للقرى والمدن بطيران الجيش وهي أيضاً جرائم حرب، ان استهداف المدنيين مثل ما حدث في الصالحة اليوم جريمة حرب لن تسقط بالتقادم وهي موثقة ومسجلة من مرتكبيها انفسهم”.
من جهتها شجبت مجموعة “محامو الطوارئ” الجريمة التي شهدتها الصالحة ووصفتها بالوحشية، وحمّلت الدعم السريع وقياداتها كامل المسؤولية القانونية والجنائية عن عمليات التصفية والقتل العمد للمدنيين.
وطالبت في بيان باتخاذ إجراءات رادعة وفورية لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.
وأوضح أن وجود أدلة، متمثلة في تصوير الواقعة لحظة حدوثها من داخل صفوف القوات المنفذة للجريمة، يثبت بما لا يدع مجالاً للشك الطابع العمدي والمنهجي لهذه الانتهاكات.
ورأى أن تصفية المدنيين العزل يشكل انتهاكًا جسيمًا لكافة المواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، ويرقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأفاد أن ارتكاب هذه الجرائم بصورة منظمة، وتوثيقها بمقاطع مصورة علنية، يعكس مدى استهانة قوات الدعم السريع بأرواح المدنيين، ويؤكد اعتمادها سياسة الإفلات من العقاب كنهج ممنهج لترهيب السكان المدنيين وفرض سطوتها بالقوة.
ويأتي تصاعد الانتهاكات التي يرتكبها عناصر قوات الدعم السريع ضد المدنيين في منطقة صالحة وقرى الريف الجنوبي لمحلية أمدرمان في ظل التقدم الكبير الذي يحرزه الجيش للسيطرة على آخر معاقل قوات الدعم السريع في منطقة أمدرمان.