الأمم المتحدة تندد بهجوم الدعم السريع على مخيمات النازحين بشمال دارفور
بورتسودان، 12 أبريل 2025 ــ قالت منسقة الأمم المتحدة المقيمة في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، السبت، إن الهجوم على مخيم زمزم قرب الفاشر بولاية شمال دارفور يُعد تصعيدًا مميتًا ضد النازحين وعمال الإغاثة.
وشنت الدعم السريع، يومي الجمعة والسبت، هجومًا بريًا على مخيم زمزم الواقع على بُعد 12 كيلومترًا جنوب غرب الفاشر، حيث اندلعت معارك بين القوة المهاجمة والقوة المشتركة للحركات المسلحة.
وقالت سلامي، في بيان إن الهجوم على زمزم “يمثل تصعيدًا آخر مميتًا وغير مقبول في سلسلة الهجمات الوحشية على النازحين والعاملين في تقديم المساعدة منذ اندلاع النزاع”.
وطالبت بالكف الفوري عن هذه الأعمال، وإنهاء الهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
وأشارت إلى أنها تشعر بالجزع الشديد من التقارير الواردة من مخيمي زمزم وأبو شوك ومدينة الفاشر، والتي تُفيد بأن الدعم السريع شنت هجمات برية وجوية منسقة، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات حادة.
وأبدت سلامي خشيتها من مقتل 100 شخص، منهم 20 طفلًا، مؤكدة أن 9 من موظفي المساعدة الإنسانية قُتلوا أثناء تشغيل أحد المراكز الصحية المتبقية التي لا تزال تعمل في مخيم زمزم.
وأعلن وزير الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر في تصريح لسودان تربيون السبت، مقتل أكثر من 100 شخص في مخيم زمزم، بينهم تسعة من كوادر منظمة الإغاثة الدولية ــ. International Relief
وأفادت سلامي بأن مخيمي أبو شوك وزمزم من أكبر مخيمات النزوح في دارفور، حيث يأويان أكثر من 700 ألف نازح، ليقعوا مرة أخرى في تبادل إطلاق النار دون أي مكان آمن يذهبون إليه.
وأضافت: “يجب أن ينتهي هذا الآن، ويجب السماح لأولئك الذين يحاولون الفرار بالمرور الآمن”.
وأدانت سلامي الهجمات على الفاشر وأبو شوك وزمزم، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عنها، حيث إن الهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والبنية التحتية المدنية تُشكّل انتهاكات خطيرة للقانون الدولي، وهي “أفعال بغيضة ولا تُغتفر”.
وفي السياق، اعتبرت منظمة الإغاثة الدولية هجوم الدعم السريع على زمزم استهدافًا مباشرًا للبنية التحتية الصحية، لمنع النازحين من الحصول على الرعاية الصحية.
وقالت إن عيادة المنظمة في المخيم تعرضت للهجوم، قبل أن تؤكد مقتل 9 من العاملين في المنظمة، بينهم أطباء وقائد فريق وسائقو إحالات.
وتُعد عيادة منظمة الإغاثة الدولية آخر مرفق صحي عامل في زمزم، الذي يعاني من مجاعة منذ أغسطس المنصرم، وذلك بعد تعليق “أطباء بلا حدود” عملها في المخيم نتيجة لهجمات سابقة للدعم السريع في فبراير المنصرم.
وتسعى الدعم السريع للسيطرة على مخيم زمزم، لإحكام الحصار الذي تفرضه على الفاشر منذ قرابة عام، تمهيدًا للانقضاض عليها بعد فشل محاولات الهجمات التي تشنها منذ 11 مايو 2024 في الاستيلاء على المدينة.