الجيش يؤكد تأمين محيط المصفاة وصعوبات تحول دون إطفاء النيران
الخرطوم بحري، 26 يناير 2025 – قال الجيش السوداني، الأحد، إن محيط مصفاة الخرطوم للنفط أصبح آمناً بالكامل، باستثناء بعض القذائف غير المتفجرة والألغام التي يجري العمل على إزالتها، بينما لا تزال الحرائق مشتعلة في المصفاة منذ خمسة أيام بسبب شح مواد الإطفاء.
وأعلن الجيش السوداني أمس السبت، إكمال سيطرته على المصفاة الرئيسية للنفط في البلاد، الواقعة قرب مدينة الجيلي شمال الخرطوم بحري، على بُعد نحو 70 كيلومتراً شمالي العاصمة السودانية، والتي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023.
وقال قائد قوات تحريرالمصفاة العميد جعفر محمد الشيخ، إن محيط المصفاة أصبح آمناً بالكامل، باستثناء مخلفات الحرب من ألغام وقذائف غير متفجرة، داعياً المواطنين في المنطقة المحيطة إلى توخي الحذر.
وأكد القائد، في تصريحات صحفية، أن الجيش والقوات المساندة أكملوا ما أسماه “تطهير شمال الخرطوم بحري”، من منطقة أبو حليمة وحتى مصفاة الخرطوم، مشيراً إلى أن القوات تجري عملية تمشيط واسعة أسفرت عن ضبط أسلحة وذخائر، فضلاً عن أسرى من قوات الدعم السريع، تم القبض عليهم مختبئين بين الأشجار وداخل المنازل بالمناطق القريبة من المصفاة.
وأشار إلى أن قواته ستؤمن وجود الفرق الهندسية بالمصفاة، مؤكداً أن قوات الدعم السريع لن تتمكن من العودة إلى منطقة المصفاة.
وضع المصفاة
وبشأن وضع مصفاة الخرطوم بعد الحرائق التي تعرضت لها، قال المدير العام بالإنابة، هشام محمد بابكر، لــ”سودان تربيون”، إن المصفاة تعرضت لعدة حرائق منذ اندلاع الحرب، لكن الحريق الحالي، المشتعل منذ خمسة أيام، يُعد الأكبر.
وأضاف أن وحدة الدفاع المدني الملحقة بالمنشأة تفتقر حالياً إلى مواد الإطفاء التي كان يمكن أن تحتوي الحريق بشكل سريع قبل أن ينتقل من مستودعات الخام إلى وحدات الإنتاج.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن أعمدة الدخان ما زالت تتصاعد بكثافة من جسم المصفاة، فضلاً عن تدفق خام النفط خارج المستودعات بشكل كبير على أرضية المنشأة.
لكن المدير العام بالإنابة أكد أن غرفة التحكم مشيدة وفق أقوى تصميم هندسي، مما يشكل حماية للغرفة من أي مخاطر.
وأشار إلى أن مصفاة الخرطوم للنفط تحتاج الآن إلى إعادة تقييم هندسي لتحديد الأضرار، وموعد تشغيلها، ومن ثم توفير التمويل اللازم والتواصل مع الشركات التي نفذتها.
وفي ذات السياق، أكد مدير القطاع الفني بالمصفاة، حسن حسين حسن، لــ”سودان تربيون”، أن عودة المصفاة للعمل تعتمد على نوعية التلف، وما إذا كانت هناك حاجة إلى قطع غيار من الخارج يمكن تصنيعها حسب الطلب.
وبشأن العاملين، أوضح مدير القطاع أن عدد العاملين بالمصفاة كان حوالي 1100 عامل، لكن مع اشتداد الأوضاع بسبب الحرب، تقلص العدد إلى أقل من 100 عامل فقط ظلوا يرابطون للحفاظ على المنشأة.
وأضاف أن المصفاة توقفت عن العمل في يوليو 2023، بعد ثلاثة أشهر من اندلاع الحرب.
وتغطي مصفاة الخرطوم للنفط حوالي 66% من حاجة السودان من الوقود، وقد اضطرت إدارة المصفاة إلى التخلص من الغاز تحاشياً لمخاطر اشتعاله، بينما استهلكت قوات الدعم السريع الوقود المخزن في المستودعات، وهو ما اضطر الجيش إلى قصف هذه المستودعات لقطع إمدادات الوقود عن الدعم السريع.
وتبادل كل من الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات مراراً بالتسبب في الحرائق العديدة التي اشتعلت في مصفاة الخرطوم.
يُشار إلى أن شركة مصفاة الخرطوم السودانية المحدودة تأسست عام 1997، قرب مدينة الجيلي، وبدأت عملياتها عام 2000 بطاقة تصميمية تصل إلى مائة ألف برميل يومياً.