Monday , 19 May - 2025

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

مجموعة مناصرة دارفور توثق انتهاكات مروعة بحق النساء والفتيات

اربع نساء روين قصص اغتصابهن بدارفور- الجزيرة

كمبالا، 22 يناير 2025 – كشفت مجموعة مناصرة دارفور، يوم الأربعاء، عن توثيق 22 حالة اغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينتي الفاشر وزالنجي بإقليم دارفور، خلال الفترة الممتدة من أبريل 2023 إلى ديسمبر 2024.

ومناصرة دارفور هي مجموعة شبابية تأسست عام 2023 استجابةً للأزمة الإنسانية المستمرة في الإقليم، وتركزت جهودها على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان بهدف المناصرة وتحقيق العدالة والمساءلة.

وقالت إخلاص أحمد، مسؤولة المناصرة والبرامج في المجموعة، خلال مؤتمر صحفي الاربعاء بأنه “تم توثيق 22 حالة اغتصاب مؤكدة في الفاشر وزالنجي، منها 17 في الفاشر و5 حالات في زالنجي”.

وأكدت وقوع أكثر من 80 حالة اغتصاب أخرى مؤكدة في الفاشر، لكن تعذر توثيقها بالكامل بسبب انعدام الأمن، واستمرار القصف، وصعوبة الوصول نتيجة التحديات الأمنية والحصار الذي فرضته الدعم السريع على المدينة.

وأوضحت أن الاعتداءات الجنسية تستهدف المجموعات غير العربية، بهدف تدمير النسيج الاجتماعي لهذه المجتمعات، مشيرةً إلى أن النساء والفتيات يتعرضن للاستهداف في الطرقات، والمزارع، وحتى داخل المنازل.

كما كشفت المجموعة عن حالات اغتصاب جماعي لنساء وفتيات في قرى جقوجقو، تبلدية، وجليدات، بولاية شمال دارفور، إضافة إلى توثيق حالة اغتصاب لفتاة تبلغ من العمر 18 عامًا نتج عنها حمل، وحالة أخرى لطفلة تبلغ عامين ونصف تعرضت للاغتصاب من نظامي.

اختفاء قسري

وفي السياق ذاته، أعلنت مسؤولة المناصرة والبرامج عن توثيق عشرات حالات الاختفاء القسري لنساء وفتيات في مدينة الفاشر، بينهن شقيقتان تتراوح أعمارهن بين 18 و20 عامًا، حيث تم اختطافهما واحتجازهما لمدة 21 يومًا، وتعرضتا للاغتصاب عدة مرات، إلى جانب 12 امرأة أخرى، بينهن سيدة مسنة وأخرى تم قتلها على يد قناص أثناء محاولتها الهروب.

وأشارت المجموعة إلى تلقي بلاغات عن عدة حالات اختطاف، إلا أن توثيقها لم يكن ممكنًا بسبب الصعوبات الأمنية، حيث تم اختطاف عدد من النساء والفتيات في حي الثورة بالفاشر من قوات الدعم السريع، وطالب الخاطفون ذوي الضحايا بدفع فدية مقابل إطلاق سراحهن.

وأكدت إخلاص أحمد وقوع حالات عديدة من الاغتصاب الجماعي، الاختطاف، والاسترقاق الجنسي للنساء والفتيات في معسكر الحصاحيصا، بعد اجتياح الدعم السريع لمدينة زالنجي.

وخلال المؤتمر الصحفي، تحدثت إحدى الناجيات – التي فضلت عدم الكشف عن هويتها – عن لقاء جمعها بـ سبع نساء في ولاية وسط دارفور، مشيرةً إلى أن بعضهن وصلن مرحلة التفكير في الانتحار نتيجة عدم تلقيهن الدعم النفسي الكافي.

ودعت المجموعة منظمات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان إلى توثيق جميع حالات العنف الجنسي بدقة، كما طالبت بتسريع تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم الحرب في دارفور منذ عام 2008، مشددةً على الحاجة الماسة لإنشاء برامج دعم شاملة تقدم مساعدة فورية وطويلة الأجل للناجيات.

وفي ذات السياق، أكد عبدالباسط الحاج، المستشار القانوني في مؤسسة ويامو، أن الانتهاكات الموثقة ضد النساء والفتيات في إقليم دارفور تعد جرائم ضد الإنسانية لا يمكن إنكارها أو التغاضي عنها.