الجيش السوداني يضيق الخناق على قوات الدعم السريع في الخرطوم بحري
الخرطوم بحري، 21 يناير 2025 – في تطور ميداني هام، حققت قوات الجيش السوداني تقدماً ملحوظاً في الخرطوم بحري، حيث تمكنت من بسط سيطرتها على مناطق جديدة جنوبي المدينة، مقلصة بذلك المسافة الفاصلة بينها وبين القوات المتقدمة من الشمال، تمهيداً لفك الحصار عن مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم.
وأفادت مصادر عسكرية لـ “سودان تربيون” أن قوات الجيش المتمركزة في سلاح الإشارة جنوبي الخرطوم بحري تحركت من مواقعها لأول مرة منذ انطلاق العمليات العسكرية في الخرطوم في سبتمبر 2024 و شنت هجوماً واسعاً باتجاه الشمال والشمال الغربي، بهدف الالتحام مع القوات المتقدمة من مناطق الحلفايا والكدرو والدروشاب شمال المدينة.
وأشارت المصادر إلى أن قوات سلاح الإشارة تمكنت من الوصول غرباً إلى مباني جهاز المخابرات العامة، وسيطرت على أربعة مباني، مما يمهد لها التقدم غرباً حتى شارع المزاد وشمالاً حتى محطة السكة حديد المطلة على شارع الإنقاذ.
وفي ظل هذا التقدم، اضطرت قوات الدعم السريع إلى الانسحاب نحو ضاحية كافوري شرقي الخرطوم بحري، والمتاخمة لمنطقة شرق النيل، حيث تتمركز هناك بكثافة منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023.
وأكدت المصادر أن المسافة الفاصلة بين قوات الجيش المتقدمة من الحلفايا وسلاح الإشارة أصبحت أقل من كيلومترين، مما يبشر بقرب فك الحصار عن القيادة العامة للجيش.
وتداول جنود الجيش مقاطع فيديو تظهر سيطرتهم على مدرسة جويرية ومدارس المجلس الأفريقي بحي الصافية جنوبي شمبات، وحديقة عبود جنوبي الخرطوم بحري، مؤكدين تقدمهم في المنطقة.
وتتركز قوات الدعم السريع حالياً في أحياء الديوم والمزاد والصافية شرقاً، وأحياء الدنقالة وحلة حمد وحلة خوجلي وشمبات الهجرة غرباً، حيث يتخذون من سلاح المظلات المستقل قاعدة طبية لهم بجوار جسر شمبات الرابط بين الخرطوم بحري وأم درمان.
يذكر أن الجيش السوداني أطلق عملية برية واسعة في سبتمبر الماضي بهدف فك الحصار عن قيادة الجيش وسط الخرطوم، ويسعى حالياً لربط قواته في الحلفايا والسامراب شمال الخرطوم بحري مع سلاح الإشارة جنوب المدينة، ومنها إلى مقر القيادة العامة.