Sunday , 5 January - 2025

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

هبيلا- الإمتداد لجرائم الاسترقاق والإفلات من العقاب

نورالدين عوض كومان

نورالدين عوض كومان

نورالدين عوض كومان*

تعد الحرب الدائرة الآن في السودان والتي بدأت في الخامس عشر من أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية و مليشيا  الدعم السريع بالإضافة إلى الحركات المسلحة الأخرى والتي بدأت هذة المرة من العاصمة الخرطوم امتداد لسلسة من الحروبات , آخرها  حرب جنوب كردفان في  العام 2011 . ألا أن  هذه الحرب هي الأكثر  فظاعة والأكثر إتساعا , فقد تسبب الصراع بنزوح حوالي 12 مليون شخص، سواء داخلياً أو عبر الحدود، في حين أدى إلى دفع ملايين الأشخاص إلى حالة من الضعف الشديد، وخاصة الأطفال منهم. وقد باتت إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية ــ مثل المياه النظيفة والرعاية الصحية والمأوى محدودة للغاية.  لقد بات السودان الآن واحدة من أكبر أزمات النزوح وأكثرها إلحاحاً في العالم. والوضع بالنسبة للنازحين داخلياً واللاجئين مأساوي جداً  وفقا لوكالة الأمم المتحدة   لشؤون اللاجئين .

إن الحرب ليست بالأمر الجديد في تاريخنا السوداني , فنحن أصحاب الرقم القياسي في أطول حرب أهلية في أفريقيا , فقد كانت  أول حرب أهلية هي حرب الانانيا الأولى التي دارت بين عامي 1955 إلى 1972 وهي الحرب التي شنتها الحكومة على مواطني جنوب السودان الذين طالبو بمزيد من الحكم الذاتي الإقليمي. وقد كان ضحايا الحرب خلال ال 17 عاما أكثر من نصف مليون , الا ان اتفاق سلام أديس أبابا في العام  1972 قد قطع الطريق أمام الحرب حيث تحصل بموجبه جنوب السودان على الحكم الذاتي في ظل نظام حكم  فيدرالي .

تلا ذلك الحرب الأهلية الثانية  في العام 1983. حيث عمل الرئيس جعفر نميري على  مخالفة قانون الحكم الذاتي ونقض  اتفاق أديس أبابا .  وهو ما دعا إلى قيام تمرد آخر وهذه المرة كان ببزوغ فجر الدكتور جون قرنق وصياغة رؤية ديمقراطية علمانية  تقوم على مخاطبة أسباب الظلم والتهميش. حيث  بدأت هذه الحرب بعد 11 عاماً من الحرب الأولى  وتعتبر إحدى أطول وأعنف الحروب في القرن العشرين. حيث تبلورت قومية هذا الطرح بإنضمام  تنظيم كمولو للحراك المقاوم للحكومة المركزية,  بعدها بعام ممثلا لإقليم جبال النوبة بقيادة المعلم  يوسف كوة مكي. وكان هذا بمثابة إعلان عن إنضمام النوبة إلى الحراك المقاوم للحكومة المركزية وبداية حقبة جديدة للحراك السياسي في جبال النوبة. فكانت حرب 2011 التي دفع المدنيين في جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق  ثمنها من استهداف عرقي ممنهج  مدعوم بفتاوى جهادية عملت على تكفير النوبة واعتبارهم خارجين عن الإسلام بتالي وجب جهادهم وقتالهم وقد كتب الكاتب البريطاني اليكس ديوال في مقالة Averting Genocide in the Nuba Mountains, Sudan  عن هذا الأمر وما خلفه من فظائع  وصلت مرحلة التطهير العرقي  حيث تقف مجزرة خور العفن والكثير من الأحداث الأخرى في الولاية كمثال لتلك الفظائع  .أما الصراع في دارفور فكان الأعنف والأكثر دموية . حيث دفع المدنيين في دارفور ثمن مطالبهم العادلة في المساواة والحرية في أن يصبحو  الكارثة الأسوأ في العالم .

لم تكن نهاية الاستعمار البريطاني كما أردناه كسودانيين نهاية لحقبة ظلامية من تاريخنا وبداية لتأسيس دولة ما بعد الاستقلال   , دولة الرفاه والتنمية  , بل كانت أيضا بداية حقبة اخرى اكثر ظلامية وانحطاط , حقبة تلاعبت بها الايدلوجية تارة وتحالفات  العرق والمصالح الضيقة تارة أخرى.  الا ان المشهد في صورته الكلية  ظل يرسم لوحة فشل لنخب سياسية تتنوع في ماهيتها بين أحزاب  سياسية وتكنوقراط  وانتهاء بـ حراكها المسلح  الأمر الذي ادي الي عدم جدية المجتمع الإقليمي والدولي في التعاطي مع الشأن السوداني , لينتج لنا كل هذا التراكم من الفشل الفترة الأكثر انحطاطا في تاريخنا السياسي السوداني عصر العودة إلى الاسترقاق   .

التمليش القبلي وتسييس العرق

إن استثمار نظام الانقاذ ومن قبله حكومة الوفاق الوطني بقيادة  الصادق المهدي في الاختلاف العرقي  والزج به في الصراعات السياسية شكل بداية التأسيس والتقنين الرسمي لظاهرة التمليش القبلي.وقد كان نتاج هذه  السياسات  قوات المراحيل التي  كان على رأس تكوينها آنذاك اللواء برمة ناصر و لاحقا قوات الدفاع الشعبي وأخيرا مليشيا الدعم السريع ذات السمعة السيئة.

في جنوب كردفان بشكل خاص أدي هذا النهج الذي انتهجته حكومة المؤتمر الوطني  إلى تنامي ظاهرة الاستعلاء العرقي المدعوم سياسيا من قبل الحكومة . حيث ظهرت مجموعات مفضلة من قبل الحكومة يقوم خطابها بشكل كبير على الاستعلاء العرقي  مستخدمة عنف الدولة ومواردها  و وقد ظهر هذا الأمر جليا في أحداث 2011 وأحداث الصيف الحاسم في العام 2013 عندما اندلعت الحرب في جنوب كردفان  بين الحركة الشعبية والحكومة ممثلة في مليشيا الدعم السريع وقوات الدفاع الشعبي , حيث تم استهداف مجموعات النوبة بشكل منظم  و تكرر هذا الأمر بشكل أكثر فظاعة  في أحداث هبيلا الأخيرة .

إن ظاهرة إخضاع المجتمعات المحلية في جبال النوبة للسلطات المركزية عبر استخدام القوة هي ظاهرة قديمة قدم الاستعمار التركي المصري والإنجليزي  حيث تخللتها فترات من الحملات التأديبية ضد العديد من الزعماء المحليين الذين ثاروا ضد السلطات الاستعمارية الإنجليزية .ففي حقيقة الأمر أن الحراك السياسي القومي لهذة المجموعات  كان دائما ما يوصف بأنه تمرد , علي الرغم من أن تشكل الوعي السياسي لهذه المجموعات و الوجدان المشترك الذي تشكل تاريخيا بين هذه المجموعات المختلفة  التي تقطن هذا الإقليم هو وجدان نتاج القهر التاريخي المشترك لهذه المجموعات . إلا أن الضربة الأكثر قساوة كانت فترة ما بعد الاستعمار حيث عمدت سياسات الزراعة الالية التي تبنتها الحكومات المتعاقبة  إلى تحويل المزارعين وملاك الأراضي إلى عمالة رخيصة , فقد كانت الارض ايضا المكافأة التي وعدت بها حكومة المؤتمر الوطني مليشيات البقارة في جنوب كردفان بعد افراغها من النوبة حيث يسلط هذا المقال الضوء فيما يتعلق بهذا الأمر  Land Alienation and Genocide in the Nuba Mountains, Sudan . أدت كل هذه السياسات الي تشكل وعي ثوري إثني  سياسي ممثلا في تنظيم كمولو في سبعينيات القرن الماضي و التحاقه بالحركة الشعبية في جنوب السودان .

بعد مجيء الإنقاذ إلى الحكم  في بداية التسعينيات , ومع استمرار القتال في جنوب كردفان , اتبعت الحكومة سياسة كان الغرض منها هو إبادة  شعب النوبة وقد كتبت  African Rights  مقال بعنوان Facing Genocide: The Nuba of Sudan  عن هذا الأمر , حيث كانت  المجموعات المسماة بالدفاع الشعبي او المجاهدين  تقوم بالإغارة على القرى والحلال في جنوب السودان وجبال النوبة  , كانت تستهدف الفتيات بشكل خاص بهدف الاستعباد  الجنسي وكذلك   وبيعهم في أسواق النخاسة في مناطق نفوذها , لقد كانت ظاهرة استعباد النساء  female slavery ظاهرة مصاحبة لهذه المجموعات منذ إنشائها وحتى الآن فكتاب Slave : My True Story  لماندي نذير يحكي قصة حقيقة لتجربة فتاة قاصر من جبال النوبة تعرضت هي والعشرات الأخريات من بنات قريتها إلى الاستعباد والعبودية الجنسية من قبل مليشيات الدفاع الشعبي في تسعينيات القرن الماضي  بعد الإغارة على قراهم و حرقها وتشريد وقتل قاطنيها.   ومع اختلاف الزمان وبقاء المكان ها نحن الان  نرى نفس  الأمر يتكرر بنفس الطريقة في أحداث هبيلا الأخيرة بل  أكثر فظاعة , هذا إن دل إنما يدل على أن هذه الجرائم هي دائما مصاحبة لهذه المجموعات طوال تاريخها .

حقيقة الأمر أن الخروج عن سلطة الدولة المركزية هو أمر كما ذكرت سابقا ملازما لتاريخنا السياسي فهناك الكثير من الحركات التي خرجت عن أمر الدولة المركزية تقريبا في معظم أقاليم السودان , وهي حركات لديها مطالبها الوطنية  ومشاريعها السياسية المشروعة , ورغم أن هذه الحروبات  قد خلفت فظاعات ومآسي عديدة وتجرع السودانيين مرارة رحاها , إلا أن  الحرب الأخيرة مختلفة جدا من حيث الفظاعات فهي مكررة من حيث النهج  إلا أنه هذه المرة أكثر اتساعا .

إن المنطق الأكثر غرابة الذي ظل يدعو له الكثير من الناشطين والفاعلين السياسيين في ظل الحرب الجارية وهو منطق المساواة  بين الطرفين المتحاربين .إن مجموعات النوبة ورغم تمردها على الدولة المركزية إلا أن انتمائهم إلى السودان لم يكن يوما محل نزاع ,  بل إن الدوافع الرئيسية لتمردهم هي دوافع استعادة الوطن الذي يرون انفسهم فيه شعبا أصيلا وجب احترامه وتقديره . أن  قدوم المستعمر التركي إلى أرض السودان , مثل بداية  لتجنيد هذه المجموعات في الجهاز العسكري  باستخدام القوة  Slavery recruitment  كما تحدث عنه الدكتور  أحمد العوض سكنجا في كتابة Slave into workers كيف أن المستعمر التركي كان يعتقد أن هذه المجموعات لديها من تفوق الجندية Military superiority  ما يميزها عن المجموعات الأخرى و بتالي عمد على الاستثمار في هذه المجموعات لتكون نواة للجيش , علي الرغم ان نفس هذا الجيش تم أستخدامه مرارا وتكرارا لقمع (وتأديب) هذه المجموعات نفسها .

كذلك عمدت سياسات الإنقاذ العنصرية على الإستثمار في هذه المجموعات ضمن جهازها العسكري , الشرطي والأمني , حيث حرمت هذه المجموعات من الخدمات الأساسية كالتعليم وغيرها وأصبحت العسكرة هي الملاذ الوحيد ,فبتالي  الإحساس  بالانتماء للمؤسسة العسكرية من قبل هذه المجموعات ظل متوارثا , وهذا ايضا يفسر استخدام النظام لمليشيات البقارة  في ارتكاب الفظائع في جنوب كردفان , حيث ان الغالبية العظمى  المكونة للجيش في الإقليم  هي من مجموعات النوبة. .

إن أحداث الدلنج الأخيرة هي خير مثال على خطورة هذه المليشيات القبلية . علي الرغم من العداء التاريخي الكبير بين الحركة الشعبية والجيش , إلا أن القوتين عمدتا على التنسيق ما بينهما لمنع الدعم السريع من دخول المدينة , فالجميع يعرف جيدا ان دخول الدعم السريع الى هذه المدينة يعني إبادة جماعية وتطهير عرقي كما حدث في الجنينة . اذا اين هو المنطق في الطلب من هذه المجموعات في أن تساوي بين أنفسهم وبين قاتلهم ؟

الحديث عن الصوابية السياسية لا يعني بأي حال من الأحوال الحديث عن الدعم السريع كقوة شرعية أو إعطاءه أي نوع من المشروعية ,  إن الصوابية السياسية تكمن في حل وتفكيك هذه المليشيا كما انها ايضا تعني إصلاح المؤسسة العسكرية وتفكيك بنية الدولة العنصرية ومخاطبة أسباب التهميش الجزرية .

 

 حان الوقت لمواجهة جرائم الاسترقاق و العنصرية والإفلات من العقاب

ما حدث في هبيلا هو في حقيقة الأمر هو إنعكاس للعقيدة القبلية والاستعلاء العرقي لمليشيا الدعم السريع, إن الدعم السريع ماهو الا امتداد للتاريخ الطويل من الاسترقاق و العنصرية في سياق جبال النوبة . إن ما حدث من تطهير عرقي و استباحة واستعباد النساء على أساس عرقي واغتصابهم أمام ناظر ازواجهم واطفالهم يذكرنا بما حدث في دارفور في بداية الالفية الثانية .

تقول إحدى الناجيات من تقرير الهيومن رايتس ووتش الصادر تحت عنوان Sudan: Fighters Rape Women and Girls, Hold Sex Slaves ان مليشيا الدعم السريع عمدت علي اختطافهم من منطقة هبيلا وفيو ومن ثم ترحيلهم إلى مدينة الدبيبات شمال مدينة الدلنج حيث مقر هذه المليشيا , حيث عمدت على تقييدهم  كالحيوانات داخل حظيرة كبيرة  و من ثم اغتصابهم بشكل يومي . أكثر من سبعين سيدة ما بين عمر السابعة إلى عمر الخمسين تم اغتصابهم منذ 31 ديسمبر 2023. حيث تعددت طرق الاغتصاب من أغتصاب جماعي , الي اغتصاب داخل البيوت وأمام مرئي أفراد الأسرة أو بعد قتلهم .

العديد من هؤلاء المعتدين كانوا يقطنون مع الضحايا في نفس الأحياء , حتى أن الضحايا يعرفونهم بالاسم ولكن لم تشفع لهم  هذه المعرفة. حقيقة أن العديد من المعتدين كانوا يقطنون مع الضحايا في النفس الأحياء وتداخلو معهم لسنين وسنين ومن ثم في لحظة تحولو لجزارين ومغتصبين لجيرانهم هو أمر يثير العجب, أي نوع من الاستعلاء  او الايدلوجيا هذا الذي يجعلك تتحول في ثانية لمغتصب وجزار  لجارك متناسيا سنين من العشرة والمعرفة . إن العقيدة التي يتبناها هؤلاء البرابرة هي خطر يهدد كل السودانيين , وهو امر لابد من مواجهة على حقيقته.   حقيقة أن كل المعتدين كانوا يرتدون زي الدعم السريع , فإما كانوا دعما سريعا أو مجموعات مساندة للدعم السريع هي حقيقة أكدها الشهود أنفسهم .

تقول إحدى الناجيات و تبلغ من العمر 18 عاما إن مقاتلي قوات الدعم السريع أخذوها، في فبراير/شباط، مع 17 امرأة وفتاة أخرى من قرية فيو  إلى قاعدة عسكرية حيث تم احتجازهن مع مجموعة من 33 امرأة وفتاة أخرى محتجزات. حيث تم احتجاز النساء والفتيات في ظروف استعباد حقيقة ، في بعض الأحيان تم تقييدهن معًا بالسلاسل. وبشكل يومي لمدة ثلاثة أشهر، تم اغتصابهن ، بما في ذلك الناجية البالغة من العمر 18 عامًا، وهذة بكل تأكيد  عبودية جنسية وجرائم ضد الإنسانية .

وحقيقة الأمر أن مثل هذه الجرائم ليست الأولى في تاريخنا المليء بالحروبات و الفظاعات , وقد كان وأفظعها في دارفور , فلدينا تركة ثقيلة جدا من الفظائع لم تتم محاسبة أحد من مرتكبي هذه الفظائع , لذلك ظل الإفلات من العقاب المحفز الأول لارتكاب المزيد و المزيد من هذه الفظائع . تقول إحدى الناجيات من هبيلا فيما يتعلق بتحقيق العدالة للضحايا  ” مافي شئ ممكن نعملو غير إنو نشتكي لي الله ” , وهي الجملة التي طالما  ظل يرددها الضحايا  في بلدنا , حيث لا مكان للعدالة ولا سلطة للقانون.

إن في حقيقة الأمر هناك الكثير الذي  يمكن فعله لتجنب هذا الأمر في جنوب كردفان بالأخص . إن مسألة الإفلات من العقاب كما ذكرت سابقا هي الدافع المحرك الأول لارتكاب مزيد من الفظائع و الجرائم في حق السودانيين . على الرغم من التاريخ الطويل المليء بالفظائع إلا أننا لم نتعلم من التاريخ شي . فالتسويات السياسية و المساومة  بحقوق الضحايا كان هو جوهر الإفلات من العقاب وبالتالي إستمرار هذه الفظائع .

في جنوب كردفان بشكل خاص حان الوقت لمواجهة هذه الجرائم , حان الوقت أن يتحدث الضحايا عن انفسهم ان يسمع صوت الناس,  أن يعبر الناس عن أنفسهم . إن مركزية الناس في التعبير عن أنفسهم هي أهم شرط لتحقيق الإنصاف و العدالة للضحايا بعيدا عن أي تسوية سياسية , إننا لن  نقبل بأي حال من الأحوال  بتدوير نفس سياسات الإفلات من العقاب التي كلفت إنسان المنطقة المزيد والمزيد من الفظائع . إن المسؤولية التاريخية تحتم علي كل صاحب ضمير حي أن يتصدى لهذه  الفظاعات , فلا وجود لحياد في معركة ضد الإنسان وكرامة الإنسان . كل من يرتكب مثل هذه الفظائع وجب إدانته ومحاسبته  غض النظر عن من هو  , فنحن لا ندافع عن شخص أو مؤسسة , نحن ندافع عن الإنسان وحقوقه وكرامته .

*ناشط سياسي ومدافع عن حقوق الإنسان من جبال النوبة ‘جبال الكدرو’ ، جنوب كردفان، السودان. خريج جامعة كمبالا العالمية دبلوم عالي في دراسات التنمية.