الأمم المتحدة: ارتفاع الطلب على خدمات العنف القائم على النوع في السودان
بورتسودان، 18 ديسمبر 2024 ـ كشفت هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن ارتفاع كبير في طلب خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان بنسبة 288% خلال الـ12 شهرًا الماضية.
وأكدت الهيئة أن النزاع المندلع منذ 20 شهرًا أدى إلى تعرض النساء السودانيات للعنف الجنسي والاغتصاب والتشرد، إضافة إلى ضعف الوصول إلى الرعاية الصحية الإنجابية بسبب توقف معظم المرافق الطبية.
وقالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، في بيان تلقته “سودان تربيون” الأربعاء، إن “عدد ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، الذين يسعون للحصول على الخدمات ارتفع بنسبة 288% منذ ديسمبر 2023”. وأشارت إلى أن الأدلة تُظهر استهداف النساء والفتيات من الأقليات بشكل متعمد.
وتحمل الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية قوات الدعم السريع المسؤولية الأكبر عن الانتهاكات الجنسية، حيث استخدم مقاتلوها الاغتصاب كسلاح لإذلال المجتمعات، خاصة في شرق الجزيرة، ما دفع بعض النساء إلى الانتحار خوفًا من العار.
وأكد البيان أن عدد الأشخاص المعرضين لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي ارتفع إلى 12 مليون شخص. كما سلط الضوء على حالات الاغتصاب الجماعي والمنهجي، مشيرًا إلى استخدام العنف الجنسي كسلاح في النزاع. وأوضح أن السودان بحاجة إلى أنظمة دعم شاملة تشمل الإدارة السريرية لحالات الاغتصاب، وخدمات الصحة العقلية، والملاجئ الآمنة، وهي خدمات لا يحصل عليها سوى أقل من 10% من المستهدفين.
وأضاف البيان أن المنظمات المحلية التي تقودها النساء تُعد ذات أهمية حيوية في الاستجابة للضحايا، لكنها تحصل على أقل من 2% من إجمالي تمويل صندوق السودان الإنساني.
وأطلقت هيئة الأمم المتحدة للمرأة مبادرات لإنشاء مساحات آمنة للدعم النفسي والاجتماعي، تشمل التدريب المهني والتمكين الاقتصادي لتقليل نقاط الضعف لدى النساء المتضررات، إلى جانب العمل مع الشبكات التي تطالب بإشراك النساء في مفاوضات وقف إطلاق النار.
وأشارت الهيئة إلى أن الصعوبات الاقتصادية وخطر المجاعة الوشيك يدفعان بعض النساء والفتيات إلى ممارسة الجنس مقابل المال، مما يعرضهن لمزيد من العنف ومخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا. كما نبهت إلى ارتفاع مخاطر زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، حيث لم تلتحق 74% من الفتيات في سن الدراسة بالمدارس، وعددهن يبلغ 2.5 مليون فتاة.