Tuesday , 3 December - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

السودان: الإمارات وفرت مسيّرات متطورة للدعم السريع ونحتفظ بحق الرد

وزير الدفاع يسن ابراهيم

بورتسودان 2 ديسمبر 2024 ــ قالت وزارة الدفاع السودانية، الاثنين، أن الإمارات وفرت مسيّرات استراتيجية لقوات الدعم السريع مزودة بصواريخ موجهة، نفذت أولى هجماتها انطلاقًا من داخل تشاد، واعلنت احتفاظ السودان بحق الرد.

وقال الأمين العام  لوزارة الدفاع اللواء الركن أحمد صالح عبود خلال تنوير صحفي بحضور وزراء الدفاع والخارجية والإعلام، إن “الإمارات زوّدت قوات الدعم السريع بنوع جديد ومتطور من المسيّرات الانتحارية الكبيرة بعد فشل النسخة الأولى”.

وأشار عبود إلى أن الإمارات قامت بإيصال أعداد كبيرة من هذه المسيّرات المتطورة إلى الدعم السريع عبر تشاد، من خلال شحنات متكررة دخلت عبر منفذ أدري، الذي يربط شمال تشاد بولاية غرب دارفور الخاضعة لسيطرة الدعم السريع.

وكشف عن أن الدعم السريع استخدم هذه المسيّرات الاستراتيجية الكبيرة لأول مرة في هجوم على مواقع بأم درمان في 24 نوفمبر الماضي، حيث استُخدمت طائرة انطلقت من أحد مطارات تشاد لتنفيذ الهجوم بستة صواريخ.

وأوضح أن طول جسم المسيّرة الجديدة يبلغ 3.2 أمتار، بينما يصل طول جناحيها إلى 5.3 أمتار، وهي قادرة على حمل 50 كيلوجرامًا من المتفجرات، ومزودة بجهاز مقاوم للتشويش، في حين كانت النسخة الأولى من المسيّرات بطول 3 أمتار وتحمل قذيفة عيار 120 ملم.

الأمين العام لوزارة الدفاع أحمد صالح عبود

وأكد عبود أن الدعم السريع وداعميه، الإمارات وتشاد، كثفوا استخدام المسيّرات الانتحارية لزيادة فرص إصابة الأهداف، كما عمدوا إلى إدخال المسيّرات الاستراتيجية.

وشدد على أن الدعم السريع بدأ باستخدام مواقع جديدة لإطلاق المسيّرات في كردفان، حيث شن مؤخرًا هجمات على عطبرة وشندي بولاية نهر النيل، وأم درمان بولاية الخرطوم، ومروي بالولاية الشمالية.

وأكد أن جميع هذه الهجمات فشلت في تحقيق أهدافها بفضل نجاح المضادات الأرضية وأجهزة التشويش في إسقاط المسيّرات، مشيرًا إلى أن الهجمات أسفرت فقط عن مقتل عدد كبير من المدنيين العزل.

وأضاف عبود أن خبراء من أبوظبي أشرفوا على تدريب أعداد كبيرة من مقاتلي الدعم السريع والمرتزقة في مواقع داخل الإمارات والخرطوم ودارفور.

تطورات ميدانية
ووصف وزير الدفاع ياسين إبراهيم تزويد الإمارات لقوات الدعم السريع بالمسيّرات الاستراتيجية بأنه “عدوان واضح على الدولة”، مؤكدًا أن السودان يحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين.

وكشف إبراهيم عن تحقيق الجيش تقدمًا ميدانيًا، حيث سيطر  اليوم الاثنين على محلية أم القرى بالجزيرة، وأجبر قوات الدعم السريع على الانسحاب من مصنع السكر غرب ولاية سنار، كما وصلت قوات الجيش إلى تخوم أم روابة وقتلت عددًا من قادة الدعم السريع الميدانيين.

وأشار إلى أن الجيش دمر فزعًا قادمًا من محور العباسية إلى أم روابة بولاية شمال كردفان.

تأكيد الاتهام

بدوره تحدث وزير الخارجية علي يوسف عن تصعيد كبير تمارسه الدعم السريع مؤخرًا، من خلال تكثيف الهجمات على المدنيين، واصفًا ذلك بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

وأوضح أن الجيش وثّق استخدام الدعم السريع لمسيّرات بعيدة المدى في هجمات عشوائية استهدفت مروي وعطبرة والخرطوم والفاشر. وأكد أن هذه المسيّرات جرى تجميعها في الإمارات وتدار انطلاقًا من تشاد قرب الحدود مع السودان.

وذكر يوسف أن الإمارات جنّدت آلاف المرتزقة لدعم الدعم السريع، معتبرًا أن الدعم العسكري الوفير الذي توفره يجعلها شريكة في الجرائم، واتهم تشاد ودولًا أخرى بتمرير الأسلحة من أبوظبي إلى الدعم السريع.

وأكد أن السودان سيستخدم كافة السبل القانونية لضمان أمنه وحماية شعبه من هذه الاعتداءات السافرة.

من جهته ، وصف المتحدث الرسمي باسم الحكومة ووزير الإعلام خالد الأعيسر تزويد الإمارات لقوات الدعم السريع بالمسيّرات الاستراتيجية بأنه “تطور خطير”.

وقال إن “الحرب أخذت منحًى جديدًا بظهور أسلحة استراتيجية تُطلق من دولة تشاد، ولدينا أدلة دامغة على تورط الإمارات”.

وأوضح الأعيسر أن الدعم السريع يستخدم صواريخ موجهة وذكية، مؤكدًا أن الحكومة تمتلك حطام هذه المسيّرات وأرقامها التسلسلية، وهي أسلحة لا تمتلكها إلا الدول.

وأشار إلى أن الدول المنتجة لهذه المسيّرات تشترط في تعاقداتها مع الدول الأخرى عدم تسربها، مما يدل على وجود دعم دولي مكّن الدعم السريع من استخدام هذه الأسلحة.

ودعا وزير الإعلام المؤسسات الإعلامية إلى الحياد في تغطية المعركة، محذرًا من عدم التهاون في اتخاذ إجراءات صارمة بحق من يخالف القيم الصحفية الموضوعي، وينتهك مبادئ السيادة الوطنية.