«صيحة»: 90% من جرائم العنف الجنسي المرتبطة بالنزاع اغتصاب جماعي
كمبالا 28 نوفمبر 2024 ــ أفادت المديرة الإقليمية لشبكة نساء القرن الأفريقي “صيحة” هالة الكارب، بأن 90% من انتهاكات العنف الجنسي المتصل بالصراع اغتصاب جماعي.
ونظمت شبكة صحية، ليل الخميس، مساحة نقاش على منصة “X”، عنونتها بـ “ما يحدث في الجزيرة: بعيون النساء”، تحدثت فيها هالة الكارب ومديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة سليمى إسحاق ونساء آخريات.
وقالت هالة الكارب، خلال حديثها في المساحة التي رصدتها “سودان تربيون”، إن “90% من جرائم العنف الجنسي المتصلة بالنزاع اغتصاب جماعي”.
وشددت على أن السودان أصبح عاصمة العنف الجنسي في أفريقيا، بعد أن استشرى العنف من دارفور وكردفان إلى جميع البلاد، واصفة الأمر بأنه “أصبح مشكلة المجتمع السوداني بكل فئاته ولا يمكن التصدي له دون الاعتراف به”.
وأوضحت هالة الكارب بأن الاعتراف يتضمن إدراجه في الخطاب السياسي وتغيير طريقة التعامل مع العنف الجنسي بما في ذلك رفع القيود على مساحات تقديم الخدمات والوصول إلى خدمات الإجهاض بسرعة.
ونادت بضرورة وصول الضحايا إلى العدالة، بما يشمل الاعتراف بالألم الذي حدث للنساء، حيث أنه “عندما تتعرض فتاة أو امرأة لجرائم بشعة وتواجه بنكران فذلك يفاقم الصدمة، كما أننا محاصرين بثقافة تجريم الضحية وعدم تصديقها كأنه من السهل على النساء التحدث عن وقوع اعتداء عليهن، رغم أن ذلك يغير حياتهن رأسًا على عقب”.
وأكدت هالة الكارب وقوع جرائم عنف جنسي في ولاية الجزيرة على أساس عرقي.
وتشن قوات الدعم السريع منذ 20 أكتوبر المنصرم هجمات انتقامية على قرى ومدن شرق ووجنوب الجزيرة، ارتكبت خلالها انتهاكات فظيعة تشمل القتل الجماعي والاغتصاب والتهجير القسري وتدمير سُبل العيش ونهب الممتلكات.
وفي 15 نوفمبر الجاري، قال مؤتمر الجزيرة وهو كيان مدني يرصد الانتهاكات، إنه رصد 152 حالة اغتصاب في ولاية الجزيرة منذ سيطرة الدعم السريع عليها في خواتيم 2023، فيما اتهمت وزارة الخارجية هذه القوات بارتكاب 500 جريمة اغتصاب.
تأكيد القيود
وقالت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة بوزارة التنمية الاجتماعية سليمى إسحاق، إن المشكلة الأكبر في الانتهاك الجسدي “عدم وجود رفاهية التعبير عند الضحايا”.
وذكرت أن الضحايا لا “يستطعن التعبير عن غضبهن وحزنهن ولا يطلبن الدعم إلا عند بلوغ الألم النفسي أقسى مراحله”، نظرًا لثقافة العار المنتشرة.
وتابعت: “ضحايا الجزيرة لا يتحدثن عن العنف الذي وقع عليهن، حيث تمنع الأسرة ذلك. ووصمة العار عند الأسرة في الجزيرة أعلى من أي مكان في السودان”.
وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان في 19 نوفمبر الجاري، إن مستوى الوصمة التي تلحق بضحايا الاغتصاب وأقاربهن في ولاية الجزيرة بلغ حدًا دفع العديد منهن إلى اللجوء لتدابير مدمرة للتعامل مع الموقف، مثل الهروب.
ونقل الصندوق شهادات نساء وفتيات عن انتحار بعض النساء لتجنب تعرضهن للإساءة، فيما أعطى آباء وأقرباء سكاكين للفتيات ليقتلن أنفسهن إذا تعرضن للتهديد بالاغتصاب، بينما صرح آخرين للنساء بأنهن سيقتلوهن إذا حاول المسلحين اغتصابهن.
انتهاكات متواصلة
ولم تستبعد مسؤولة وحدة الحماية والاستجابة بشبكة صيحة، عادلة أبو بكر، وجود سوق لبيع النساء ــ رق ــ في ولاية الجزيرة التي أكدت وقوع جرائم اغتصاب جماعي واستبعاد واستخدام جنسي واختطاف فيها.
وقالت إن شبكة صيحة تعمل على توثيق انتهاكات العنف الجنسي والعنف الجنسي المرتبط بالصراع منذ 2003، علاوة المناصرة والعمل على الوصول إلى العدالة.
وفي السياق، ذكرت المتخصصة في طب المجتمع أبرار محمد بوجود قصور في وصول النساء إلى الخدمات الصحية الإنجابية، ودعت لضرورة لتوسيع الاستجابة لحالات الاغتصاب وعدم عرقلة تقديم الخدمات.
وطالبت المنظمات بضرورة توفير حبوب منع الحمل الطارئة والخدمات الاستشارية والتوسع في التوعية خاصة وسط القابلات، إضافية لتوفير الفوط الصحية حيث لا تتحصل النسبة الأكبر من السودانيات على مستلزمات التعامل مع الدورة الشهرية قبل اندلاع النزاع وتفاقم الوضع بعد نشوبه.
وتابعت: “نطالب المنظمات بتوفير الواقي الذكري، حيث توجد نسب عالية للأمراض المنقولة جنسيًا في السودان، بما في ذلك وسط الأطفال والمراهقين”.
ويتكتم المجتمع السوداني على جرائم الاغتصاب، نظرًا لارتباطه الوثيق بالشرب والشعور بالعار والدونية، رغم اتخاذ عناصر الدعم السريع له سلاح حرب لإذلال المجتمعات.