روسيا تهاجم بريطانيا بعنف وتقول إن الحكومة السودانية هي المسؤولة عن حماية المدنيين
نيويورك، 18 نوفمبر 2024 – شن مندوب روسيا في مجلس الأمن ديمتري بوليانسكي، هجوما عاصفاً على بريطانيا ومشروع القرار الذي أعدّته وقدمته لمجلس الأمن فيما يخص حماية المدنيين في السودان، مؤكدًا أن الحكومة السودانية وحدها من تملك هذا الحق.
واستخدم بوليانسكي حق النقض “الفيتو” لعرقلة مشروع القرار ، والذي يتضمن حماية المدنيين في السودان وضمان المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان.
وأشار بوليانسكي، في كلمته أمام الجلسة التي صوت خلالها 14 من أعضاء المجلس لصالح القرار، إلى وجود “سوء فهم بشأن من يملك الحق في اتخاذ قرارات تتعلق بدعوة قوات أجنبية إلى السودان”،
مشددًا على أن “الحكومة السودانية وحدها هي المخولة بلعب هذا الدور، إلى جانب تعامل مسؤولي الأمم المتحدة معها لمعالجة المشاكل القائمة وتنظيم المساعدات”.
وأضاف أن مشروع القرار البريطاني يستند إلى فهم خاطئ للمسؤولية عن حماية المدنيين وضمان السيطرة والأمن على حدود السودان.
واتهم واضعي القرار ببذل جهود لحذف أي إشارة إلى السلطات الشرعية في السودان، مؤكدًا أن الحكومة السودانية هي الممثل الشرعي الوحيد في المنظمات الدولية، وأن السودانيين يلجؤون إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة للحصول على الحماية.
ووصف بوليانسكي مواقف بعض أعضاء مجلس الأمن بأنها محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للسودان، وتعزيز الانخراط في ما وصفه بـ”الهندسة السياسية والاجتماعية”.
واعتبر أن استبدال دعوات سابقة لرفع الحصار عن مدن مثل الفاشر بلغة تخفف من الإدانة يعد مؤشرًا على “استمرار الأعمال العدائية”.
كما أعلن رفض بلاده القاطع لأي مقترح يهدف لاستخدام آليات خارجية لضمان المساءلة عن أعمال العنف، واصفًا المحكمة الجنائية الدولية بأنها غير فعالة.
وتصاعدت مؤخراً مطالبات لتوسيع ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل جميع الأراضي السودانية، بهدف التحقيق في الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها أطراف النزاع بحق المدنيين والبنية التحتية.
وأكد بوليانسكي أن الحل الوحيد للنزاع يتمثل في توصل الأطراف المتحاربة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، على أن يقوم مجلس الأمن بتقديم المساعدة في ذلك بطريقة متسقة وشفافة.
وأوضح أن فرض آراء بعض أعضاء المجلس على السودانيين “لا يساعد في إنهاء النزاع”، محذرًا من أن قرارات المجلس قد تتضمن أفكارًا “ما بعد استعمارية”.
من جانبه، وصف وزير الخارجية البريطاني استخدام روسيا لحق النقض بأنه “عار”، معتبرًا أنه يرسل رسالة إلى الأطراف المتحاربة بأن بإمكانهم التصرف دون عقاب.