حملة نسوية تتبنى وسائل جديدة لمناهضة تسليح المدنيين في السودان
كمبالا، 30 أكتوبر 2024- أعلنت حملة “نساء ضد الظلم”، اليوم الأربعاء، عن تبنيها لوسائل وأساليب جديدة لمناهضة تسليح المدنيين في السودان، في إطار حملة واسعة تستهدف وقف تزويد المواطنين بالسلاح بواسطة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في المناطق التي تشهد نزاعات.
وكانت الحملة انطلقت في يناير الماضي، منددةً بممارسات تسليح المواطنين، ورفضًا لسياسات التجييش، خاصة في الولايات الخاضعة لسيطرة الجيش .
وتعمل الحملة على نشر الوعي بين المواطنين حول المخاطر المرتبطة بانتشار السلاح، خاصة أن الأسلحة تصل في كثير من الأحيان بطرق غير منظمة وعشوائية، ما يزيد من احتمالية استمرار النزاع وارتفاع أعداد الضحايا بين المدنيين.
وأكدت إحسان عبد العزيز، منسقة حملة “نساء ضد الظلم” في تصريح لـ”سودان تربيون”، أن الحملة تخطط لإطلاق نداءات واسعة لكل السودانيين تحثهم على عدم الاستجابة لدعوات التسليح من أي من طرفي النزاع، وأفادت أن ممثلات الحملة في مختلف الولايات سيعملن على إيصال هذه الرسائل من خلال فعاليات توعوية مباشرة مع المواطنين.
وأوضحت عبد العزيز أن الحملة ستنظم حلقات نقاشية وفعاليات توعوية للتأكيد على خطورة انتشار السلاح، وما قد يؤدي إليه من تبعات خطيرة على المجتمع.
وكان قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، قد أعلن مؤخرًا عن دعمه لتسليح المواطنين في شرق السودان، استجابة لانتهاكات تعرض لها أهالي شرق الجزيرة، حيث واجهوا حالات قتل واغتصاب ونهب واختطاف من قبل قوات الدعم السريع.
من جانبها، شددت الحملة على أن دعمها لفكرة السلام يأتي انطلاقًا من رفضها لتسليح الشباب والنساء، معتبرةً أن زج المدنيين في صراعات عسكرية يعد تصعيدًا غير مسؤول يهدد أمن المجتمع بأسره.
وأضافت إحسان عبد العزيز أن الحملة تضم مشاركات من مختلف فئات الشعب السوداني، بما في ذلك لجان المقاومة ومجموعات نسوية وشبابية، وستسعى إلى إيصال رسائلها بطرق مختلفة، تتماشى مع ظروف النزاع والأعمال السرية في المناطق التي تقع تحت سيطرة طرفي النزاع.
في بيانها الأخير الذي وصل “سودان تربيون”، أدانت حملة “نساء ضد الظلم” ما وصفته بتخلي الجيش عن مسؤولياته الأساسية وتورطه في دفع المدنيين نحو صراعات عسكرية وصفتها الحملة بالعبثية. وأكد البيان رفض الحملة القاطع لتسليح المدنيين، داعيًا السودانيين إلى عدم استلام السلاح والالتزام بخيار وقف الحرب والسعي نحو تحقيق السلام.
وفي ظل هذه التوترات، أطلق الجيش دعوات للتعبئة تحت شعارات المقاومة الشعبية، فيما تنشط قوات الدعم السريع في تجنيد المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، لا سيما في دارفور وكردفان، مما يعمق من الأزمة ويزيد من معاناة المواطنين في ظل نزاع يبدو أنه مستمر بلا أفق لحل قريب.