إبراهيم زريبة: الجيش السوداني أغلق باب الحوار لوقف الحرب ولسنا فرعاً لـ”تقدم”
أديس أبابا 25 أكتوبر 2024 – اتهم الأمين العام لتجمع القوى المدنية المتحدة “قمم” إبراهيم زريبة، الجيش السوداني بإغلاق باب الحوار مع القوى السياسية المطالبة بوقف الحرب وإعادة السلطة للمدنيين.
وإبراهيم موسى زريبة، الأمين العام للقوى المدنية المتحدة (قمم)، كان كبير مفاوضي تجمع قوى تحرير السودان في محادثات جوبا للسلام التي أفضت إلى اتفاق مع عدد من الحركات المسلحة وعرف حينها (اتفاقية جوبا لسلام السودان)؛ كما يعتبر خبيرا في فض النزاعات وبناء السلام.
وفي سبتمبر الماضي، أعلن زريبة تشكيل “قمم” والذي يضم قوى سياسية و مجتمعية بما في ذلك الشباب ولجان المقاومة والقطاعات النسوية وحركات الكفاح المسلح وشخصيات دينية ومجتمعية من حوالي 68 تنظيما.
ويضم التحالف 12 تنظيما سياسيا واجتماعيا وقعت على ميثاق التحالف قبل شهرين إلى جانب ثمانية حركات من الكفاح المسلح التي سبق أن وقعت اتفاقيات سلام من بينها حركة تحرير السودان/ القيادة التاريخية وحركة الإصلاح والتجديد، و/ القيادة الميدانية، بالإضافة إلى عدد من المنظمات المجتمعية.
وأكد زريبة في مقابلة مع “سودان تربيون” أنّ التحالف لن ييأس من طرق أبواب الحوار مع القوات المسلحة بشأن إيقاف الحرب، لافتاً إلى أن قوات الدعم السريع أعلنت أنها مع قيام الدولة المدنية الديمقراطية، ما يجعلهم يشجعون ذلك التوجه كقوة مدنية ويعززونه عبر التواصل.
بالتزامن مع إعلان التحالف، انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي مزاعم بأن “قمم” هي واجهة سياسية جديدة لقوات الدعم السريع، وهو ما نفاه زريبة.
فيما يلي نص الحوار:
منذ إعلان تحالف القوى المدنية المتحدة “قمم” لم يقدم إستراتيجية أو مبادرة لوقف الحرب؟
حرب الخامس عشر من أبريل هي امتداد للحروب الأهلية الداخلية السابقة والتي امتدت لسبعة عقود وهي تجسد اختلال الموازين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وينبغي معالجة تلك الاختلالات سياسياً عبر حوار عميق بين مكونات الشعب السوداني الاجتماعية والسياسية لوضع الأسس الجديدة لبناء الدولة السودانية، دولة المواطنة المتساوية، المحكومة فدرالياً وديمقراطياً، تعالج فيها اختلالات قسمة السلطة والثروة ويعاد فيها تأسيس قوات نظامية تعبر عن تنوع أهل السودان عقيدتها الوطن وليس حزب أو جهة جغرافية. ويتأتى السلام الشامل عبر التفاوض بين الأطراف المتحاربة متزامن مع عملية سياسية موازية تعيد ترتيب الحياة السياسية وتضع أسس بناء الوطن من جديد.
هذا الحديث يتضمن اتهامات للتحالف الذي تأسس حسب بعض الأحاديث كواجهة لقوات الدعم السريع؟
يتألف “قمم” من (عدد) مكون مُمثّلة في عدة فئات: أحزاب سياسية، حركات كفاح مسلح موقعة على اتفاقيات سلام، منظمات مجتمع مدني، منظومات مهنيين وحرفيين، لجان مقاومة، كتلة القوى الشعبية السودانية المناهضة للصراع. “قمم” كتلة قوية مناهضة للحرب، وتنادي بإعادة تأسيس الدولة، وليست واجهة لأي جهة، فمعظم مكوناتها موجودة قبل تأسيس قوات الدعم السريع، وترفع شعار الدولة المدنية الديمقراطية منذ زمن طويل.
هناك اتهامات أيضاً بأن التحالف (تحالف قبلي بحت)؟
يضم التحالف في قيادته ممثلين عن جميع أقاليم السودان وقبائله (مثل: … و … )، ليشكل لوحة قومية متميزة تضم كل الأعراق والديانات والثقافات. وهو تحالف مفتوح لكل السودانيين، وله رؤية ثاقبة مكتوبة ومشروعه السياسي (الطريق الثالث) وضع لبنة تأسيس دولة المواطنة التي تتسع الجميع دون تمييز.
ما الخطوات التي اتخذها التحالف لإيصال رؤيته السياسية لوقف القتال؟
للتحالف مشروع سياسي مكتوب (الطريق الثالث) وميثاق سياسي ووثائق تنظيمية لحل الأزمة ووقف القتال وإدارة الفترة التأسيسية (الانتقالية) ،ورؤية لإعادة بناء المجتمع والمصالحات والحوار الوطني، والعون الإنساني ، وفي الاقتصاد ومعاش الناس ،وفي العلاقات الخارجية. كل ذلك سيكون متاحا للشعب السودان في المهاجر وفي الداخل عبر الوسائط رغم تعقيدات التواصل والاتصال داخل السودان بفعل الظروف الحالية.
هل لديكم اتصالات مع قيادات الجيش والدعم السريع؟
أوصد الجيش باب الحوار مع كل القوى السياسية المنادية بوقف الحرب وإعادة السلطة للمدنيين، كما حدث مع تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)، لكننا لا نيأس وسنُطرق الأبواب.
في المقابل، أعلنت قيادة الدعم السريع أنها مع إقامة الدولة المدنية الديمقراطية، وبالتالي نحن كقوة مدنية نشجع هذا الاتجاه ونُعزّز التواصل مع قيادة الدعم السريع والحوار لأن إقامة الدولة المدنية الديمقراطية هي هدفنا وشعارنا.
ما هي المواضيع التي تناولتوها مع الدعم السريع؟
أهم المواضيع على الإطلاق هو وقف الحرب، وقد كانت استجابة الدعم السريع محل تقدير نظراً لظروف معاناة الشعب التي نتجت عن الحرب، وتلبية لنداءات الأسرة الدولية المهتمة بالقضية السودانية.
هل هناك اتصالات مع قيادات الدعم السريع وحثهم على وقف الانتهاكات؟
الحرب هي بيئة الانتهاكات والفوضى، وهذه الحرب تجاوزت الآن القوتين النظاميتين لتشمل مُستنفرين ومجاهدين ومجرمين. بشكل عام، أدان قائد الدعم السريع في تصريحه الأخير الانتهاكات، ووضع ضوابط للحد منها. وقد أبدوا استجابات إيجابية من حيث انفتاحهم على التحقيقات، واستقبال فرق التحقيق الأجنبية أو الوطنية، وتشكيل قوة لحماية المدنيين، وحماية قوافل العون الإنساني لتصل لكل المتضررين من الحرب في أماكن سيطرة الدعم السريع. هذه الاستجابات ينبغي أن يتم تشجيعها كي تتحسن أوضاع الناس في ظل الحرب، لكن يظل السلام هو الحل الأنجع والمخرج الوحيد من الانتهاكات.
عندما ننحى للحديث عن الانتهاكات التي ارتكبتها أطراف الحرب فقد حدثت انتهاكات خطيرة في شرق الجزيرة خلال الأيام الماضية والتزم التحالف الصمت عن إدانتها بينما يدين بشدة الخروقات المماثلة من قبل سلاح الجو؟
“قمم” ضد الحرب ذاتها وضد الانتهاكات، والمواطن السوداني هو مسؤوليتنا ونتألم لمعاناته سواء كان في شرق الجزيرة أو غرب السودان. ما يحدث في الجزيرة في هذه اللحظات هو قتال نشط بين الجيش والدعم السريع، وستكون هناك الآثار المعهودة للحرب مثل النزوح من جراء الاقتتال.
أما مسألة الطيران فتلك مسألة مختلفة تماماً إذ يضرب الطيران بشكل انتقائي أماكن سكن قبائل بعينها. هذه الانتقائية مُخيفة وتندرج تحت بند التطهير العرقي باستهداف أعراق بعينها، وقد شمل ذلك الاستهداف حتى حرمان تلك القبائل من الحصول على الأوراق الثبوتية، أو اعتقالهم في أماكن سيطرة الجيش بموجب قانون الوجوه الغريبة.
يعتقد البعض أن التحالف تشكل على غرار تحالف (تقدم) حتى أنه ضم هيئة قيادية وأمانة عامة بنفس الهيكلية فهل هذا صحيح؟
تنظيم “قمم” مختلف تماماً عن “تقدم”، إذ أن “تقدم” في الأساس تنسيقية للقوى المدنية، ونحن لسنا تنسيقية مثلها، نحن تحالف متين منسجم بمشروع سياسي مُتفرد (الطريق الثالث) ينادي بإعادة تأسيس الدولة السودانية وفق أسس موضحة في ذلك المشروع.
والبناء التنظيمي مختلف، إذ توجد هيئة رئاسة تتكون من رئيس ونواب بعدد أقاليم السودان، ولدينا جمعية عمومية (هيئة تأسيسية عليا) وأمانة عامة تُدير العمل التنفيذي. كذلك، هياكلنا منسجمة يمسكها مشروع سياسي مُتفرد ينطوي على رؤية متكاملة لإعادة تأسيس الدولة. هذه الهياكل وطريقة عملها المُنسجمة مُمهّدة للاندماج والانصهار، وصوتنا كذلك مُوحد ومُتناغم بفضل مشروع الطريق الثالث الذي سيُشكل بوتقة انصهار في المستقبل القريب.
هل يناقش التحالف تنسيق العمل مع ائتلاف تقدم؟
المشتركات التي تجمعنا كثيرة وفق ما هو مُعلن من “تقدم”، ونحن مستعدون لتحقيق تلك المشتركات، ولكل كتلة أيضاً ما يُميزها. ولدينا أهدافنا الواضحة في إعادة تأسيس الدولة وإعادة تأسيس الجيش وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، وكتلة صوتنا ومواقفنا منسجمة ومُوحدة. وكل من يعمل معنا على تحقيق تلك الأهداف يده ممدودة له.