شرق الجزيرة ليست ميدانا لكرة القتل
عياسر عرمان
ما يحدث فى شرق الجزيرة ومناطق أخرى قبلها يؤشر إلى أن الحرب ما عادت بين طرفين مسلحين بل تضم القبائل والمجتمع من الفاشر إلى تمبول، وهى مجازر ضد المدنيين فى المقام الأول ويجب أن لا نصتف فى تأييد فريق الهلال أو المريخ، إن الحرب فى عنوانها الحالى تدمر النسيج الإجتماعى وستحدث إصطفافا قبليا ومجتمعيا ولن تكون حول “أجندة جديدة” أو حرب ضد “الفلول” بل ستكون حرب الجميع ضد الجميع وهو مخطط شيطانى ظل أمثال عمسيب، وأوشى والماجدى، والإنصرافى ، والربيع عبد المنعم وآخرين يدفعون نحوه بقوة.
شرق الجزيرة أرض عاش فيها جميع السودانيين وتوارثتها قبائلها كابرا عن كابر وجدا عن جد فكيف يتأتى لك أن تدمرهم وتطلق النار على صدور المدنيين وتشرد الآلاف وتقضى على فرص الحياة تحت أى دعاوى كانت، علينا أن نتحدث بلسان طلق وعلى المجتمع الإقليمي والدولي ووكالات الأمم المتحدة أن لا يصموا عن الحديث المباح وأن يسبحوا بحمد المدنيين وحمايتهم، إن هذه الحرب تتحول أمام أعيننا إلى حرب مجتمعية تمزق النسيج الإجتماعى الغالى ولا تبنى مجتمع جديد.
يجب خروج جميع المسلحين من الطرفين من تمبول وقرى ومدن شرق الجزيرة وإدارة حربهم بعيدا عن المدنيين، فكيكل لم يذهب مندوبا منتخبا من أهل شرق الجزيرة إلى الدعم السريع، ولم يعد إلى الجيش بإنتخابات أدلى فيها مواطنى شرق الجزيرة بأصواتهم، إنما يحدث هو جرائم حرب ضد المدنيين جرت فى مناطق أخرى.
من منا يصدق إن الخرطوم ذات الأكثر من عشرة ملايين والتى تضم كل تنوع السودان وذاكرة الدولة قد إختفت فى لمحة بصر وتركت ذكريات القتل والإغتصاب والنهب وتشريد سكانها عنوانا للجراحات وحرب السلطة، إن هذه الحرب تدخل مرحلة جديدة ونوعية وتهدد حياة ملايين المدنيين فى أكثر( 10) مدن ومناطق وخصوصا فى الثلاثة أشهر القادمة ، فى الفاشر والأبيض، الدلنج وكادقلى، وبابنوسة وكوستى، والمناقل وسنار، والفاو والقضارف، المدنيين مهددين بأسلحة المشاة والمدافع والدروع وقصف الطيران والكارثة تتسع والقوى المدنية لم تطور آلياتها وتتحد بكامل أطرافها كطرف ثالث وكتلة حرجة ضد الحرب، وعلى الحركة السياسية والمدنية أن لا تذوب بين أطراف الصراع وأن لا تستخدم فى خدمة أجندة الحرب.
23 أكتوبر 2024