أوضاع مزرية لسكان محاصرين في مناطق التماس بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم بحري
الخرطوم بحري 18 أكتوبر 2024 – قالت مصادر محلية، الجمعة، إن بعض الجيوب التي لم يتمكن الجيش من دخولها شمالي الخرطوم بحري تعاني من عسف قوات الدعم السريع وتفشي الجوع والمرض.
وحسب ذات المصادر التي تحدثت لسودان تربيون فإن عناصر من الدعم السريع عاودت الانتشار في الحي الأول الواقع أقصى جنوب غرب ضاحية الحلفايا وبدأت ممارسة انتهاكات مروعة ضد المدنيين في المنطقة.
وأشارت إلى أن عناصر القوات تنفذ حملات تفتيش في المنازل بحثا عمن تقول إنهم متعاونون مع الجيش، مع ضرب وإذلال الاهالي.
وكانت قوات الجيش السوداني تمكنت من فرض سيطرتها على ضاحية الحلفايا إلى جانب منطقتي الكدرو والأزيرقاب إثر عملية عسكرية في 26 سبتمبر الماضي وعبرت الجسور من أم درمان إلى الخرطوم والخرطوم بحري.
لكن لاحقا بثت قوات الدعم السريع مقاطع مصورة لوجود عناصرها في المناطق الجنوبية لضاحية الحلفايا المتاخمة لشمبات جنوبا.
وإلى جانب تعسف قوات الدعم السريع يعاني السكان في جنوب الحلفايا وحي السامراب الواقع شرقي الحلفايا – طبقا للمصادر المحلية – من انعدام الغذاء بسبب حصار فرضته قوات الدعم السريع فضلا عن تفشي الحميات المجهولة في ظل غياب تام للرعاية الطبية.
وتحولت هذه المناطق المحاصرة لمحيط اشتباكات وتماس بين قوات الدعم السريع والجيش الذي يحاول التوغل جنوبا وصولا إلى سلاح الإشارة أقصى جنوب الخرطوم بحري.
وأفادت المصادر بحدوث وفيات بسبب الحميات وانعدام العلاج في حي السامراب حيث قضت أسرة بأكملها على مدى يومين مكونة من الأب والأم وطفلين.
وإلى الجنوب في حي شمبات عاودت قوات الدعم السريع نشر ارتكازاتها حيث يعاني سكان الحي من قيود في الحركة تحول دون وصولهم إلى السوق المركزي للخضر والفاكهة الموجود بالمنطقة.
كما يعجز السكان عن مغادرة شمبات شمالا صوب الحلفايا للعبور بجسر الحلفايا إلى أم درمان في الضفة الغربية لنهر النيل.
ويخشى من تبقى في شمبات ويعيشون على خدمات المطابخ الخيرية “التكايا” من تحول منطقتهم إلى مسرح معارك بين طرفي القتال، إلى جانب صعوبة الحصول على الغذاء والدواء.
وكشف مصدر عسكري لسودان تربيون عن استهداف شاحنة تابعة للجيش على جسر الحلفايا أمس الخميس من مدفع كورنيت انطلق من منصة على أبراج الشرطة المقابلة للسوق المركزي في حي شمبات.
وأضاف أن الحي الواقع بين شارعي المعونة والإنقاذ الرئيسيين تنتشر فيه بنايات عالية تستغلها قوات الدعم السريع كمنصات قنص للحيلولة دون تقدم الجيش.
وتسيطر قوات الدعم السريع على غالب أحياء الخرطوم بحري منذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب في منتصف أبريل من العام الماضي.