الكوليرا تتمدد شمال وشرق السودان وسلطات «الدبة »تغلق المدارس والأسواق
بورتسودان 23 سبتمبر 2024 – قررت السلطات في بلدة “الدبة” شمال السودان، الإثنين، تعطيل الدراسة وإغلاق الأسواق وأماكن بيع الأطعمة بعد تفشٍ واسع لوباء الكوليرا، بينما استمر الوباء الفتاك في التمدد بأجزاء واسعة من ولاية القضارف شرق البلاد ومناطق في العاصمة الخرطوم.
وزاد القتال المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل 2023 في مناطق واسعة من السودان من تدهور الوضع الصحي، حيث خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة نتيجة احتلالها من الدعم السريع أو قصفها بالطيران الحربي التابع للجيش. كما تعرضت أغلب الصيدليات وشركات الأدوية للنهب والتخريب.
وذكر بيان صادر عن وزارة الصحة بالولاية الشمالية أنه “تم تسجيل نحو 307 حالات إصابة، منها 18 حالة وفاة في منطقة الدبة”.
وأضاف أن السلطات بمحلية الدبة “أغلقت جميع المدارس بمراحلها الثلاث اعتبارًا من غداً الثلاثاء إلى السبت المقبل الجاري، بجانب إغلاق جميع محلات ومواقع بيع المأكولات والمشروبات حتى إشعار آخر”.
وأشار البيان أيضًا إلى إغلاق جميع الأسواق المحلية من الساعة 10 صباحًا حتى صباح اليوم التالي، باستثناء الصيدليات والمخابز.
من جانبها، قالت المواطنة آمنة صالح (اسم مستعار) من منطقة الدبة بالولاية الشمالية إن الوضع معقد للغاية بسبب تزايد حالات الكوليرا.
وأوضحت لـ”سودان تربيون” أنها ترافق ابنتها المصابة بالكوليرا في مركز العزل بمستشفى الدبة، والذي يعاني من اكتظاظ شديد بالمصابين.
ودعت طرفي النزاع إلى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية لإنقاذ أرواح المواطنين.
الأوضاع في أمبدة
في سياق آخر، كشفت غرفة طوارئ أمبدة عن زيادة معدلات الإصابة بالكوليرا خلال الأسبوع الماضي.
وأوضح عضو في الغرفة لـ”سودان تربيون” أن المكتب الطبي تلقى بلاغات بتسجيل 800 حالة إصابة بالكوليرا، منها 20 حالة وفاة، مؤكدًا وجود 400 حالة سوء تغذية بين الأطفال والنساء الحوامل.
وأضاف أن أكثر المناطق تضررًا بالوباء في أمبدة هي مربعات “4، 3، 2، 1، 24، 25” علاوة على ضاحية القماير.
واشتكى عضو الغرفة من نقص الأدوية الحاد وقلة المستلزمات الطبية، مع نقص الكوادر العاملة وانعدام السيولة لتوفير المستلزمات الطبية.
وحذر من كارثة صحية في المحلية نتيجة انتشار الأوبئة وانعدام الأموال لدى الغرفة لتفادي هذه الكارثة.
وتسيطر قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر من محلية أمبدة الواقعة في غرب أمدرمان، حيث تعيش المنطقة في حالة شبه حصار بسبب منع الجيش وصول الإمدادات الغذائية والدوائية إلى المنطقة من مواقع سيطرته في شمال أمدرمان.
احترازات في القضارف
وكشفت مصادر طبية بمستشفى الفاو بولاية القضارف (شرق البلاد) عن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا إلى 400 حالة، منها 41 وفاة.
وأرجع مواطن بمحلية الفاو بولاية القضارف، تحدث لـ”سودان تربيون”، أسباب انتشار المرض إلى تدهور الأوضاع الصحية نتيجة انقطاع الإمداد المائي لأكثر من عشرة أيام من المحطة الرئيسية التي تغذي القرى وأحياء المدينة، مما أدى إلى لجوء الأهالي لشرب مياه الحفائر والترع المختلطة بمياه السيول والأمطار التي شهدتها المحلية مؤخرًا.
ويشتكي مواطنو القرى 18، 36 و10، وهي الأكثر تضررًا، من إهمال السلطات الصحية بمحلية الفاو، وعدم تقديم الخدمات الطبية والصحية، ومحاربة نواقل الأمراض، وكلورة المياه، وعدم معالجة عطب وانقطاع إمداد المياه من المحطة الرئيسية.
وكشف مدير الشؤون الصحية بمحلية الفاو، دفع الله، عن تدخلات صحية وقرارات إدارية اتخذتها غرفة الطوارئ الصحية لمواجهة الأخطار الصحية والحد من انتشار المرض، ومعالجة أزمة مياه الفاو، وذلك بإغلاق أسواق القرى الأسبوعية في مناطق انتشار الوباء مثل القرى 10، 3، 36، 5، علاوة على سوق الفاو المدينة، بجانب منع الباعة المتجولين ومنع عرض المأكولات في الطرقات.
وأشار إلى أن إدارته قامت بكلورة مياه الشرب في مصادر المياه الرئيسية، مع إغلاق كل مصادر المياه والمصارف المغذية للترعة الرئيسية والحفائر، إضافة إلى توزيع الكلور للقرى والأحياء التي تعتمد على الحفائر والترع.
وكشف عن دخول أكثر من 35 حالة إلى مستشفى الفاو أول أمس، منها حالتا وفاة، مضيفًا أن هناك حالات واردة من ولاية الجزيرة وشرق سنار، مما دفعهم إلى إقامة مراكز عزل آمنة لاستقبال تلك الحالات بعيدًا عن المدينة.
وبدأ تفشي وباء الكوليرا في السودان اعتبارًا من 12 أغسطس الماضي، بعد أن اجتاحت سيول جارفة وأمطار غزيرة مناطق واسعة، وسط مخاوف من أن تصبح المياه الراكدة بيئة ملائمة لتكاثر نواقل الأوبئة والأمراض.