مصر : لا يجب وضع الجيش السوداني في صف واحد مع أطراف أخرى
القاهرة 18 سبتمبر 2024 – حذرت الولايات المتحدة ومصر من تهديدات للتقدم الذي أحرز مؤخراً في سويسرا لفتح معابر حدودية جديدة لإيصال المساعدات الإنسانية، وذلك بسبب هجمات قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في شمال دارفور، بينما دعا وزير الخارجية المصري لعدم وضع الجيش السوداني في مستوى واحد مع الاطراف الاخرى.
وفي الثلث الأخير من أغسطس الماضي، تبادلت بورتسودان وواشنطن الاتهامات بشأن فشل اجتماع بينهما لترتيب مشاركة الجيش السوداني في محادثات جنيف التي رتبتها مصر في القاهرة.
وأعلن المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو وقتها إلغاء الاجتماع بسبب “خرق” الوفد للبروتوكولات، إلا أن بياناً صادراً عن الحكومة السودانية ذكر أن فشل عقد الاجتماع يعود لأسباب تتعلق بالوفد الأميركي.
وقال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة المصرية، الأربعاء، إنه ناقش مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن الوضع في السودان مطولاً، مشدداً على أهمية وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات إلى كافة أنحاء البلاد، و”عدم وضع الجيش الوطني السوداني في صف واحد مع أي أطراف أخرى”.في اشارة لقوات الدعم السريع.
وتعترض الحكومة السودانية على اصرار المجتمع الدولي على مساواة الجيش بالدعم السريع قائلة إن الاخيرة باتت مليشيا متمردة على الدولة بما يتوجب استئصالها والقضاء عليها.
كما أكد الوزير المصري على ضرورة العمل على تعزيز دور المؤسسات السودانية حتى تتمكن من القيام بدورها في الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي أن مصر لعبت دوراً فعالاً في معالجة الصراع في السودان، الذي يعتبر أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بالتعاون مع الشركاء الدبلوماسيين، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وسويسرا، والاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، وآخرين.
وأضاف: “حققنا تقدماً في سويسرا الشهر الماضي بفتح معابر جديدة للسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى المحتاجين، وإلزام قوات الدعم السريع بمدونة سلوك لمقاتليها”.
وتابع: “لكن هذا التقدم مهدد الآن بسبب هجوم جديد من قبل قوات الدعم السريع على الفاشر، والذي أسفر بالفعل عن مقتل وتشريد الآلاف من الأشخاص الضعفاء”.
وشدد وزير الخارجية الأميركي على أن قوات الدعم السريع يجب أن تتخذ كل الخطوات اللازمة لحماية الأرواح البريئة والتمسك بالتزامها بحماية المدنيين. كما دعا القوات المسلحة السودانية إلى وقف القصف العشوائي.
ولفت إلى ضرورة أن يجتمع الطرفان على طاولة المفاوضات للاتفاق على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جدة ووقف هذه الحرب الوحشية. وأكد في الوقت نفسه أنه سيجمع الشركاء الأسبوع المقبل في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك للاتفاق على الخطوات التالية لتوسيع نطاق الوصول الإنساني وحماية المدنيين والدفع نحو وقف الأعمال العدائية في السودان.
وقال إن الولايات المتحدة ممتنة لشراكة مصر المستمرة وقيادتها في هذا العمل، مؤكداً أنها لعبت دورًا حيويًا في معالجة الصراع في السودان، الذي يُعد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.