نساء السودان يسعين للتغلب على تقاطعات توحيد أجندة المرأة
كمبالا 14 سبتمبر 2024 — تسعى قيادات نسوية إلى التغلب على تحديات وتقاطعات أجندة المرأة من أجل الوصول إلى قضايا مشتركة تهم النساء، على رأسها وقف النزاع وحمايتهن من الانتهاكات.
وعقدت منظمة “الحارسات”، الأسبوع الماضي، مؤتمرًا في العاصمة الأوغندية كمبالا يهدف إلى توحيد الأجندة النسوية للعمل من أجل السلام. وقد خلص المؤتمر إلى ضرورة وقف إطلاق النار ومشاركة النساء في العملية السياسية وفي سلطات ما بعد النزاع.
وقالت عضو “منبر نساء شرق السودان”، هبة أحمد طه، لـ”سودان تربيون”، السبت: “نعمل على توحيد النساء في مجموعات حول قضايا مشتركة تهم النساء، وأولوياتنا هي وقف الحرب وحماية النساء من الانتهاكات”.
وأكدت على أهمية الاتفاق حول كيفية إيصال المساعدات الإنسانية للنساء في مناطق النزوح واللجوء، ومشاركتهن في أي عملية سلام قادمة.
وأضافت: “يجب أن تكون النساء على طاولات المفاوضات وأن يشاركن في تنفيذ الاتفاق ومتابعته ومراقبته”.
ووثقت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية، من بينها هيومن رايتس ووتش، انتهاكات مروعة ضد النساء في السودان على يد طرفي النزاع، بما في ذلك الاستغلال الجنسي مقابل الغذاء، الاغتصاب، التحرش، والتشريد.
قواسم مشتركة
وأقرت هبة بوجود تحديات تواجه الأجندة النسوية، منها التقاطعات بين النساء في المجتمع المدني والنساء السياسيات، إضافة إلى عدم قبول الآخر وعدم احترام الرأي المختلف، فضلًا عن عدم وجود رؤية مشتركة لوقف الحرب.
وقالت الناشطة النسوية عزيزة عوض لـ”سودان تربيون” إن توحيد الأجندة النسوية يتطلب التركيز على القواسم المشتركة في ظل المشكلة الحقيقية الحالية، وهي النظر إلى الأمور بطريقة مختلفة.
وأضافت أنه من الصعب جمع كل الآراء النسوية في أجندة واحدة، لكنها قالت: “يجب أن نجمع القواسم المشتركة لنخرج بأجندة نسوية تفكر في المرحلة القادمة، والتي تختلف عن المرحلة السابقة”.
وأشارت إلى ضرورة التفكير في القواسم المشتركة بين النساء للخروج بها والمضي قدماً على أساسها.
وتابعت: “لا يمكن التوحيد الكامل، بل يجب النظر إلى القواسم المشتركة بين النساء والعمل عليها للخروج بأجندة نسوية”.
وذكرت عزيزة أن المرحلة المقبلة تتطلب الكثير من الحوارات التي تقود إلى الوصول إلى نقاط معينة، خاصة وأن التحديات القادمة صعبة للغاية ومختلفة عن الماضي.
وأضافت: “رغم أن الوضع قد يستمر على هذا الحال لفترة، إلا أن هناك تراخيا وعدم جدية”.
وأكملت: “تزايدت الحاجة إلى الجدية ووضوح الرؤى، لأن هذا يعد أحد التحديات المتمثلة في عدم معرفة كيفية العمل في المرحلة المقبلة”.
توحيد الأجندة
أكدت عضو المنظمة الأفريقية للحقوق والتنمية، فوزية محمد علي، إمكانية الوصول إلى الحد الأدنى من الاتفاق في توحيد الأجندة النسوية عبر عدة طرق، من بينها النظر بعمق في الانتهاكات والعنف الذي تتعرض له النساء والفتيات في ظل تحديات نقص الحماية والرعاية الطبية.
وشددت فوزية في حديثها لـ”سودان تربيون” على ضرورة الاستفادة من القرار 1325 والآليات الدولية لحماية المرأة، والتركيز على إدراج أجندة المرأة في طاولة المفاوضات من خلال إشراك النساء في كافة مراحل عمليات السلام.
ودعت النساء إلى العمل مع المجموعات النسائية القاعدية التي ساهمت بفعالية على الأرض في مناطق الصراع، ودمج أولوياتها بحيث تكون الأجندة شاملة لكل فئات المجتمع. كما أشارت إلى ضرورة تضخيم جهود المناصرة من المستوى المحلي والوطني إلى المستوى العالمي، ومحاربة الشائعات وخطاب الكراهية بمختلف الوسائل.
وأقرت بوجود تحديات تواجه توحيد الأجندة النسائية المشتركة، من بينها الاستقطاب الحاد بين المجموعات، بين مؤيدي الحرب ومؤيدي السلام، بالإضافة إلى المعلومات المضللة واستهداف الناشطات على وسائل التواصل الاجتماعي، وغياب التعاون والتضامن النسوي.
تقارب في الآراء
في السياق ذاته، قالت الصحفية والمدافعة عن حقوق الإنسان، مديحة عبد الله، في حديثها لـ”سودان تربيون” إن مؤتمر منظمة “الحارسات” كشف عن تقارب في الآراء والمواقف بين المجموعات النسائية المختلفة فيما يخص توحيد الأجندة.
وأشارت إلى أن هناك تحديًا في التنسيق وآليات العمل المشترك للضغط لتنفيذ الأجندة المتفق عليها خلال المؤتمر. ولفتت إلى أن التحدي الأكبر هو تأثير الأجندات الحزبية على أجندة المرأة، وكذلك تأثير المجموعات الحزبية والمجتمعية والعرقية أو القبلية، وأعربت عن خشيتها من تأثيرها على مواقف النساء المتفقات على أجندتهن.
ودعت النساء إلى الالتزام بأجندتهن بغض النظر عن التأثيرات الحزبية والسياسية والمجتمعية، والعمل على تنسيق واضح لتنفيذ أجندة نسائية مشتركة من أجل السلام واستعادة مسار ثورة ديسمبر.
وأضافت: “العديد من النساء السودانيات اتفقن على أجندة عمل مشتركة، لكن الخلافات السياسية والأجندات الحزبية تحد من إمكانية العمل المشترك وفرض أجندتهن حتى تصبح واقعًا”.
وظلت الانتهاكات ضد المرأة السمة الأبرز في النزاع القائم، حيث تعددت بين العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وفقدان العمل والتشرد وزواج الطفلات.