Thursday , 21 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

«حميدتي» يتهم الجيش بإفشال مبادرات السلام ويجدد التزامه بمفاوضات جنيف

حميدتي ظهر وسط جنوده لأول مرة منذ اشتعال الحرب - الجمعة 28 يوليو 2023

بورتسودان 12 أغسطس 2024 – جدد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اليوم الاثنين، اتهامه لقيادة الجيش السوداني بإفشال كل مبادرات السلام والتفاوض، “بإيعاز من الحركة الإسلامية”. وأكد في ذات الوقت التزام قواته بالمشاركة في مفاوضات جنيف المقرر انعقادها الاربعاء.

وفي ظهور  جديد منذ أشهر، أعلن حميدتي مرة أخرى موافقته على الدعوة الأميركية لعقد مباحثات لوقف العدائيات في جنيف في 14 أغسطس الجاري.

وأضاف: “هذا هو التزامنا الأكيد والثابت للشعب السوداني بأن نذهب إلى المفاوضات القادمة بإرادة حقيقية لوقف الحرب فوراً ودون تأخير أملاً في انهاء معاناة الملايين من السودانيين، ومن هنا ندعو الطرف الآخر للاستجابة لنداء السلام.. نتقدم بهذا النداء بكل شجاعة رغم انتصارنا في ميدان القتال”.

وأكد قائد الدعم السريع عدم وجود أي حكومة شرعية في السودان بعد انقلاب 25 أكتوبر وحرب 15 أبريل، والتي أدت إلى ما وصفه بـ “انهيار دستوري كامل” في البلاد.

وذكر أن ما أسماه بـ “العصابة الموجودة في بورتسودان” لا تمثل إلا نفسها ومصالحها المتمثلة في “نهب ثروات السودانيين”.

وكانت الحكومة السودانية اشترطت عدة مطلوبات للذهاب إلى جنيف، منها المشاركة باسم الحكومة وليس باسم الجيش.

وفي خطابه، قال حميدتي إن قوات الدعم السريع وافقت على كل المبادرات منذ بداية الصراع، ابتداءً من المبادرة السعودية الأميركية عقب أسابيع معدودة من اندلاع القتال، حيث وقعت على إعلان جدة في 11 مايو 2023. وأضاف أن قواته كانت “على وشك التوقيع على اتفاق وقف عدائيات، إلا أن وفد القوات المسلحة انسحب من منبر جدة وصعد القتال بدلاً عن التوجه للسلام”.

وتابع حميدتي قائلاً إن الأطراف في جدة الثانية اقتربت من التوقيع على اتفاق وقف العدائيات، لكن “للمرة الثانية تدخلت أيادي الحركة الإسلامية لتعرقل الاتفاق لأنه لن يعيدهم للسلطة”.

وأشار أيضاً إلى استجابة الدعم السريع لدعوات منظمة الإيقاد لعقد لقاء بين قيادتي الدعم السريع والقوات المسلحة في كمبالا على هامش قمة رؤساء إيقاد منتصف يناير الماضي، “لكن الطرف الآخر تغيب في اللحظة الأخيرة دون مبررات مقنعة أو تفسير منطقي سوى غياب الإرادة الجادة لتحقيق السلام”.

كما أشار حميدتي إلى انخراطهم في مبادرة البحرين ومصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية في مباحثات المنامة، التي أسفرت عن توقيع وثيقة أسس ومبادئ الحل الشامل للأزمة بين قائد ثاني الدعم السريع ونائب القائد العام للجيش، لكن وفد الجيش انسحب “بمبررات مضحكة”، على حد قوله.

وقال حميدتي إنه منذ أن جددت السعودية والولايات المتحدة الدعوة للعودة لمنبر جدة في الأشهر الماضية، وافقت الدعم السريع على العودة مباشرة بلا تردد، “لكن الطرف الآخر ظل يتمنع ويماطل مستجيباً لأوامر قيادة الحركة الإسلامية التي يخضع لها، ومتجاهلاً رغبة الشعب في وقف الحرب وتحقيق السلام لأنهاء هذه المعاناة الصعبة”.

كما اتهم قائد الدعم السريع الجيش بالتماطل في مباحثات جنيف حول إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، حيث لم يقدم أي التزامات على غرار ما قدمه الدعم السريع.

قوة لحماية المدنيين

وأكد حميدتي على أن الحل الوحيد لإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان والمآسي والحروب في السودان يكمن في وقف الحرب، وتحقيق السلام، والعودة إلى الحكم المدني الذي يؤدي إلى تحول ديمقراطي كامل.

وجدد التزامه بالتحول الديمقراطي وخروج الجيش بشكل نهائي من السلطة، ليتمكن السودان من بناء مستقبل جديد خالٍ من سيطرة النظام القديم.

وتعهد ببذل كل الجهود الممكنة لتوفير الأمن والاحتياجات الأساسية للمواطنين، وتخفيف معاناتهم الناجمة عن الحرب. وأعرب عن قلقه العميق إزاء انعدام الأمن في البلاد وانتهاكات حقوق الإنسان، محملاً المسؤولية للجماعات الخارجة عن القانون.

وأضاف: “لقد انتصرنا في معاركنا ضد فلول النظام السابق، لكننا ما زلنا نواجه تحديات أمنية من الجماعات الخارجة عن القانون والمجرمين، وسنواصل التصدي لهم بحزم”.

وأعلن قائد الدعم السريع عن تشكيل قوة خاصة لحماية المدنيين، ستبدأ عملها على الفور وستتوسع تدريجياً، لضمان سلامة المواطنين وعودتهم الآمنة إلى منازلهم، والقضاء على أي تهديدات أمنية.

وأوضح أن أبرز مهام هذه القوة تشمل: حماية أرواح وممتلكات المدنيين، وحماية المرافق المدنية، وتسهيل وحماية العمليات الإنسانية، وتأمين موظفي الإغاثة والمنظمات الدولية والعاملين في المجال الإنساني.

وأضاف أن من مهام هذه القوة أيضاً التنسيق مع الإدارات المدنية في إنفاذ القانون وتعزيز حماية المدنيين، وتسهيل العودة الطوعية للنازحين والمتأثرين بالحرب إلى مناطقهم، والتنسيق مع الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية (SARHO) فيما يخص المساعدات الإنسانية.”