المبعوث الأميركي : البرهان تواصل معنا قبل شهرين من الدعوة لمفاوضات سويسرا
أديس أبابا 2 أغسطس 2024 – ترك المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو الباب مفتوحًا أمام كافة الخيارات حال رفض أحد الأطراف المتحاربة في السودان الانضمام إلى محادثات جنيف المقررة منتصف الشهر الجاري، وكشف عن تواصل بينهم وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قبل نحو شهرين للتشاور حول المفاوضات.
وأكد بيرييلو، ردًا على “سودان تربيون” خلال تصريحات له بأديس أبابا حول طلب البرهان التشاور المسبق حول أجندة المفاوضات، أن البرهان تواصل معهم قبل توجيه الدعوة.
وأضاف: ” سررنا بأنه اتصل بنا قبل حوالي شهرين، أي قبل شهر من الدعوات للتشاور بشأن ذلك.. نحن مستمرون في التواجد ومتاحون في المنطقة وكذلك بطرق أخرى للتشاور”.
وأكد بيرييلو أن الدعوة للتفاوض في جنيف وجهت للبرهان بصفته القائد العام للقوات المسلحة وكذلك قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن الدعوة ذهبت لقيادات عسكرية من الجانبين.
ووصف استجابة قوات الدعم السريع للدعوة بالإيجابية، معربًا عن أمله في الحصول على تأكيد كامل. مشيرًا إلى أن المعيار لمفاوضات وقف إطلاق النار هو دعوة القوى المتحاربة كمقاتلين.
وأكد أنه مستمر في البحث عن كل فرصة للتشاور مع البرهان وكذلك قيادة القوات المسلحة في هذه العملية ومع الشعب السوداني وقوات الدعم السريع لتعميق المشاورات.
وفي وقت سابق قال المبعوث الأميركي إن قادة الجيش السوداني اعتذروا عن عقد مباحثات معه في مطار بورتسودان بعد أن منعت التقديرات الأمنية لبلاده الاجتماع بالمسؤولين السودانيين في مقر البرهان.
وقال بيرليو: “سنواصل النظر في كل خيار لدينا لإشراك الشعب السوداني والشركاء الدبلوماسيين في خارطة طريق للسلام، وهي خارطة طريق نحتاج أن تكون مختصرة للغاية”.
وأضاف: “نعتقد أن المسار الأفضل هو أن ترسل قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية قياداتها العليا المستعدة للتفاوض على صفقة. إذا لم نتمكن من القيام بذلك، فسنمضي الى خيارات أخرى نعتقد أنها يمكن أن تدفعنا نحو إنهاء العنف في السودان”.
وأكد المبعوث دعوة خمسة مراقبين، وهم الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي، مصر، الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب دول أخرى، مؤكدًا العمل بشكل وثيق مع مصر، إلى جانب شركاء آخرين مهتمين بهذا الأمر وسيشاركون حتى لو لم يلعبوا دور المراقبين في هذه الحالة.
وأكد بيرييلو استمرار جهود الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في السودان، بما في ذلك توسيع منبر جدة إلى مبادرة جديدة في جنيف لوقف العنف، فضلاً عن دعم الحوار السياسي الشامل للاتحاد الأفريقي.
قال: “نحن بالطبع نشعر بالفزع إزاء الموت والدمار والإرهاب داخل السودان الذي يواجهه الكثيرون، والنزوح الجماعي والمجاعة التي تستمر في التفاقم مع تقدم موسم الأمطار وتراجع الجهود الرامية إلى الوصول إلى المزيد من أجزاء البلاد”.
ودعا بيرييلو الجانبين إلى الاستجابة للمحادثات، قائلاً: “نحن على ثقة من أن هذه الحرب يجب أن تنتهي، ونحن على ثقة من أن الطريق الوحيد لإنهاء هذه الحرب هو من خلال المفاوضات. لقد طورنا مبادرة لمحادثات السلام على أساس التشاور مع الأطراف ولكن أيضًا بالتشاور مع أولئك في جميع أنحاء المنطقة الذين ما زالوا قلقين ليس فقط على شعب السودان، وهو شاغلنا الأساسي، ولكن أيضًا على الاستقرار الإقليمي”.
وأكد ضرورة حضور الجانبين للمحادثات والمشاركة بحسن نية، مشيرًا إلى أمله في الحصول على التزام من القوات المسلحة السودانية والتمكن من المضي قدمًا في المحادثات.
فرض العقوبات.
وردًا على سؤال لـ “سودان تربيون” حول توقف الإدارة الأميركية عن فرض عقوبات على المجموعات المشاركة في الحرب، وخاصة قادة الكتائب المرتبطة بالنظام السابق، قال بيرليو إن الإدارة لم تتوقف عن فرض العقوبات على المشاركين في الحرب، وبينها الجماعات التابعة للنظام المعزول.
وأكد في الوقت نفسه أن بلاده لا تزال تدرس توسيع العقوبات على الأفراد أو الشركات أو الكيانات المسؤولة عن الفظائع، بما في ذلك الجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي والاغتصاب كسلاح حرب.
وأشار إلى أنه يجب النظر في تلك العقوبات الاقتصادية وعقوبات السفر، والتي شملت مؤخرًا بعض قادة قوات الدعم السريع المرتبطين بالفظائع في دارفور وكذلك بعض الشركات في الإمارات العربية المتحدة التي تساعد وتساهم في بعض تلك الفظائع.
وذكر المبعوث الأميركي أن تصميم الجولة الأخيرة من المفاوضات على أساس عملية جدة يستند إلى حقيقة مفادها أن الجهات الفاعلة داخل السودان والجهات الفاعلة خارج السودان يجب أن تكون متوافقة في التزام مشترك بالسلام ووقف إطلاق النار وإنفاذ ذلك وقف إطلاق النار.
ورأى المبعوث الأميركي أن الوضع الحالي في السودان “هش للغاية”.
وتابع “إذا وصلنا إلى نوفمبر أو يناير دون اختراق للسلام في هذه الأزمة، فسنكون خذلنا الشعب السوداني. لذا فإن الأشخاص الذين يقولون ذلك، يفكرون فقط في الجدول الزمني الخاطئ للإلحاح ولا يفهمون جدية الولايات المتحدة”.