مبعوث “إيقاد” لـ “سودان تربيون”: اتصالاتنا مع البرهان وحميدتي مستمرة عبر القنوات الرسمية لوقف الحرب
أديس أبابا 1 اغسطس 2024 – كشف المبعوث الخاص لمنظمة الإيقاد إلى السودان والدبلوماسي الجنوب سوداني، لورانس كوربندي، عن اتصالات جارية بين المنظمة والسودان بشأن عضوية الأخيرة المجمدة.
وفي يناير الماضي، أبلغ رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، رئيس جيبوتي ورئيس الإيقاد، إسماعيل عمر قيله، بقرار الحكومة السودانية تجميد عضويتها في المنظمة ووقف مشاركتها وتعاملاتها معها.
وأكد كوربندي في مقابلة مع “سودان تربيون” في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التزام الإيقاد بحل الصراع في السودان، نظراً لتأثير الحرب الحالية على دول الجوار والإقليم، مضيفاً بخصوص العضوية المجمدة: “بالطبع هناك اتصالات تجري هنا وهناك”.
وأشار المبعوث الخاص إلى تواصله مع قيادات الجيش وقوات الدعم السريع عبر ممثليهم الرسميين.
وحذر من أن تعدد المبادرات يشتت الجهود وقد يطيل أمد الصراع، مشيراً إلى أن اجتماع الوفود والمبادرين الذي اختتم في جيبوتي يوم 28 يوليو الماضي، والذي حضره أكثر من عشرين دولة ومنظمات إقليمية ودولية، ناقش أهمية تنسيق الجهود والمبادرات بشأن القضية السودانية.
كما ناقش الاجتماع قضايا الأزمة الإنسانية التي خلفتها الحرب، وتدمير البنى التحتية، والنزوح واللجوء، والدعم الدولي والإقليمي للتخفيف من هذه الكارثة. وأضاف كوربندي: “تمت مناقشة توحيد المبادرات والتنسيق المشترك بين الشركاء الإقليميين والدوليين، وكان من المفترض أن يخرج بإعلان مشترك يضم جميع الحاضرين والمشاركين في المؤتمر، لكن تضارب المصالح أصبح واضحاً في هذه الجلسات”.
وفيما يتعلق بجهود الإيقاد لحل الأزمة الراهنة ووقف الحرب في السودان، والتطورات الجديدة، قال كوربندي إن الإيقاد بذلت منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل من العام الماضي جهوداً كبيرة لوقف الحرب، حيث عقدت عدة قمم على مستوى رؤساء دول الإيقاد في جيبوتي وأوغندا، بالإضافة إلى تقديم خارطة طريق لحل الأزمة.
وأكد مشاركة الإيقاد في كل المبادرات الرامية إلى وقف الحرب في السودان مع الشركاء الإقليميين والدوليين من الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة والشركاء الآخرين. وشدد على أن جهود الإيقاد لوقف الحرب في السودان لن تتوقف، وستبذل كل ما في وسعها لاستعادة الاستقرار في السودان، مشيراً إلى أن الحرب تؤثر على كل دول المنطقة، وخاصة تلك التي تستضيف عشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين.
أكد المبعوث الخاص لمنظمة الإيقاد أن وقف الحرب في السودان وبناء عملية سياسية تؤدي إلى الاستقرار هو مهمة الإيقاد مع بقية الشركاء، مشدداً على التنسيق مع كافة الشركاء الإقليميين والدوليين لأن استقرار السودان يعني استقرار المنطقة والقارة.
ونفى المبعوث الخاص وجود تقاطعات بين المبادرات المقترحة لحل الأزمة السودانية، مؤكداً أن منصة جدة معترف بها من قبل جميع الأطراف، سواء أطراف النزاع أو الشركاء الإقليميين والدوليين، وأن الإيقاد حاضرة في المنصة وشاركت في جولات المفاوضات الأخيرة.
وأكد المبعوث الخاص استمرار الجهود لإيجاد حل للصراع في السودان، مشيراً إلى وجود عدة مستويات للعمل لحل الأزمة، وأن ما يقوم به الرئيس موسيفيني هو على مستوى رؤساء دول الإيقاد، وكل ذلك يهدف إلى هدف واحد وهو وقف الحرب وتخفيف معاناة الشعب السوداني.
ووصف المبعوث الخاص الوضع الإنساني في السودان بأنه “كارثي بكل معنى الكلمة”، وأن الأوضاع الإنسانية التي يشهدها السودان حالياً ترقى إلى مستوى الانهيار وتعتبر أكبر كارثة إنسانية في الوقت الحاضر.
وكشف عن الجهود المبذولة والتدخلات العاجلة لتقديم الإغاثة الإنسانية، لكنها مرتبطة بالوضع العملياتي على الأرض، حيث يصعب تقديم الإغاثة في ظل استمرار الحرب وعمليات القصف من قبل الأطراف، داعياً إلى وقف إطلاق نار عاجل وغير مشروط.
وفي سياق متصل، أعلن المبعوث الخاص عن استمرار الاجتماعات التحضيرية للحوار السوداني، مؤكداً أن القوى السياسية التي لم تحضر الاجتماع التحضيري الذي عقد في أديس أبابا من العاشر إلى الخامس عشر من الشهر الماضي، والقوى التي لم تكن جزءاً من الاجتماع الأول سوف تسمع رؤيتها.
وأكد أن المنظمة لا تتدخل فيما يريده السودانيون، لكن هدفها مساعدتهم في إيجاد رؤية موحدة تساهم في وقف الحرب بتصميم العملية السياسية المؤدية إلى مناقشة جذور الوطن وتحقيق الاستقرار، وأن الحوار السوداني السوداني ملك للسودانيين وقواهم السياسية والمدنية.
وأكد أن المنظمة تعمل جنباً إلى جنب مع الاتحاد الأفريقي وقد بدأوا في التحضير للمرحلة المقبلة وسيعلن عنها قريباً.
وأوضح أن كل المجموعات التي لم تشارك في الجولة الأولى لها الحق في المشاركة والتعبير عن وجهة نظرها بشأن طريقة الحوار وأجندته وتحضيراته وما يسفر عنه.
في حين اعتبر أن بعض القوى السياسية التي لم تشارك في الجولة الأولى ليست مقاطعة، بل إن بعض القوى السياسية والمدنية أبدت ملاحظاتها على الاجتماع التحضيري، وعده شيئاً طبيعي جداً في بلد يعاني من الحرب.
وأكمل قائلاً: “بطبيعة الحال ستكون هناك انقسامات سياسية ومدنية والحرب نفسها تعبير سياسي، لكنها عنيفة جداً، ومهمتنا أن نسهل لكل القوى السياسية المدنية سبل الدخول في حوار سوداني سوداني، وهذا الحوار لهم، وهم يحددون أجندته والمشاركين فيه”.
وأكد أن مهمة الإيقاد هي تسهيل عقد الحوار، أما محتوياته فهي “ملك سوداني”.