تجدد اشتباكات الجيش والدعم السريع بولاية سنار
سنار 18 يوليو 2024 – تجددت الخميس المواجهات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع بالقرب من مدينة سنار جنوب شرق السودان، حيث استخدم الطرفان كافة أنواع الأسلحة. وسط اتهامات للدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة طالت المدنيين في عدد من قرى الولاية.
وتصاعدت العمليات العسكرية في ولاية سنار منذ 24 يونيو المنصرم، عندما هاجمت قوات الدعم السريع مواقع الجيش في مناطق جبل موية، وتمكنت من السيطرة على الموقع الاستراتيجي الرابط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض.
وفي 29 من الشهر ذاته، التفت قوات الدعم السريع على الجيش في سنار وتوغلت إلى عمق أكثر من 60 كيلومترًا عبر الطرق الترابية الوعرة، مما مكنها من السيطرة على مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، والاستحواذ على قيادة الفرقة 17 مشاة، وهو ما أتاح للقوات التمدد شرقًا وغربًا وجنوبًا للسيطرة على الدندر والسوكي وأبو حجار وود النيل ومناطق الدالي والمزموم.
وقال تعميم أصدره تجمع شباب سنار – جسم طوعي إن “مشارف منطقة مايرنو على تخوم سنار شهدت اشتباكات بين الجيش والمليشيات، كبد فيها الجيش قوات الدعم السريع خسائر في الأرواح والعتاد وأجبرهم على الانسحاب”.
ولكن سرعان ما تجددت المواجهات بين الطرفين من محور منطقة “ريبا” جنوب شرق سنار، علاوة على جسر العرب من الاتجاه الشمالي للمدينة باستخدام الطرفين للأسلحة الثقيلة.
ونقلت مصادر عسكرية تحدثت لـ”سودان تربيون” إن قوات الدعم السريع بدأت خلال الأيام الثلاثة الماضية في حشد أعداد كبيرة من مقاتليها تمهيدًا للهجوم على سنار في محاولة للسيطرة على آخر المدن في الولاية، حيث تجمعت القوات في مناطق “البير، النورانية، عريديبة” وغيرها قبل أن تبدأ فجر الخميس في مهاجمة دفاعات الجيش المتقدمة في بلدة “مايرنو”.
وفي الأثناء، حلق الطيران الحربي بشكل مكثف في أجزاء واسعة من سنار، قبل أن يبدأ في قصف مواقع يعتقد أن قوات الدعم السريع تتمركز بها في جبل موية، علاوة على مواقع في شمال وجنوب سنار وشمال مدينة سنجة وبلدة ود النيل في الجنوب.
تدهور الوضع الإنساني
وفي الأثناء، لا يزال الوضع الإنساني في مدينة سنار المحاصرة يتدهور في ظل انعدام بعض السلع وندرتها. وأبلغ مواطنون في المدينة أن المنطقة تعاني من ارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية مع ندرتها، علاوة على انقطاع مياه الشرب نتيجة لانقطاع الكهرباء لأكثر من أسبوعين.
وكشف تجمع شباب سنار عن تدشين مطبخ إضافي لتقديم الطعام مجانًا لسكان بلدة “مايرنو”، نحو سبع كيلومترات جنوب سنار. وتحدث التجمع الطوعي عن ندرة كبيرة في السلع الاستهلاكية مع انعدام بعضها مثل الأرز، وأشار إلى أن شباب المنطقة ما زالوا يقومون بمجهود جبار لمساعدة المواطنين الفارين من القرى المجاورة.
واستضافت مايرنو خلال الأسبوعين الماضيين أعدادًا كبيرة من سكان قرى “النورانية، عريديبة، البير” وغيرها بعد استباحة قوات الدعم السريع لمناطقهم.
ترويع المدنيين
وأفاد تجمع شباب سنار في بيان ثانٍ أن قوات الدعم السريع اجتاحت منطقة “ود النيل” ونصبت ارتكازات في المنطقة بعد أن قامت بعمليات سرقة واعتداء ونهب كل مخزون المنطقة من طعام ومحاصيل وسيارات.
وأشار إلى أن مواطني البلدة يعيشون في وضع إنساني كارثي في ظل انعدام الطعام ومياه الشرب، وإثارة الذعر والرعب في أوساطهم. ونوه إلى أن القوات اجتاحت أيضًا بلدة “كريمة البحر” شرق ود النيل، وقتلت عددًا من المواطنين.
ونشر التجمع مقطع فيديو يوثق قيام عناصر قوات الدعم السريع بنهب كميات كبيرة من الوقود من إحدى محطات التعبئة في منطقة “ود النيل” الواقعة في الطريق القومي المؤدي إلى الدمازين في إقليم النيل الأزرق من سنجة عاصمة ولاية سنار.
وتوعد الجنود بدخول قواتهم إلى عاصمة إقليم النيل الأزرق خلال ساعات.
وأوضح البيان أن حملة اقتحام القرى شملت كذلك “اللكندي، تنقرو” وكل قرى أبو نعامة بجانب “أم بنين، أبو حجار، الدبيبة، ميرا، مبروكة، دونتاي، ودعائس”، بالإضافة إلى قرى ريفي كركوج.
وأفاد بأن القرى التي تم استباحتها تعرضت لعمليات نهب واسعة وتهديد بالأعراض وطلب فدية، وتحدث عن وجود حالات اغتصاب ووفيات وسط كبار السن والمرضى لانعدام الدواء.
وأجبر انتقال القتال إلى ولاية سنار وسيطرة قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر من الولاية أغلب سكان المنطقة على الفرار إلى الولايات المجاورة. واستقبلت القضارف في شرق السودان وحدها أكثر من 100 ألف شخص، بينما فر آخرون إلى إقليم النيل الأزرق الواقع في أقصى جنوب السودان.