الكباشي يتفقد الجيش في سنار والطيران الحربي يقصف الدعم السريع بجبل موية
سنار 26 يونيو 2024 – تفقد نائب قائد الجيش السوداني شمس الدين كباشي، الأربعاء، قوات الجيش بمدينة سنار بعد ساعات من هجوم للدعم السريع على المدينة التي عاد إليها الهدوء الحذر.
وعاشت المدينة الواقعة على بعد حوالي 300 كيلومتر جنوب شرق الخرطوم ليلة مرعبة عقب توغل لقوات الدعم السريع بالقرب من المدينة قبل أن يتم صدها بواسطة الجيش السوداني مساء أمس الثلاثاء.
وقال عضو مجلس السيادة، نائب قائد الجيش السوداني شمس الدين كباشي إن الجيش على عزم مستمر على دحر المليشيا المتمردة وإفشال كل المخططات الرامية إلى تدمير البلاد – حسب تعبيره -.
وعقد الكباشي لقاءات مع قيادات الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى بمدينة سِنَار بولاية سِنَار التي زارها اليوم.
وأفاد إعلام مجلس السيادة في بيان أن الكباشي اطلع على موقف العمليات العسكرية للجيش واستعداد القوات لصد أي هجوم للعدو وتفقد عددا من طرقات مدينة سِنَار.
وتأتي زيارة الكباشي للمدينة بعد ساعات من معارك وصفت بالعنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع على إثرها أعلنت قوات الدعم السريع أنها سيطرت على جبل مُوية غربي ولاية سِنَار.
وأمسية الثلاثاء، توغلت قوات الدعم السريع نحو أطراف سنار، حيث هاجمت إرتكازات الجيش في كبرى “العرب” شمال المدينة قبل أن يتم دحر المجموعة المهاجمة بواسطة الجيش وكتائب جهاز المخابرات والمقاومة الشعبية وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والآليات الحربية.
غارات جوية
في الأثناء، شن الطيران الحربي للجيش السوداني ضربات جوية على مواقع قوات الدعم السريع بمنطقة جبل موية غرب ولاية سنار جنوب شرقي البلاد.
وحسب مصادر عسكرية فإن الطيران الحربي دمر عربات قتالية تتبع للدعم السريع فجر اليوم غرب سنار.
واستعرض الجيش السوداني الأربعاء، سيارات مدنية قال إن قوات الدعم السريع استغلتها في الهجوم على سنار علاوة على مدافع تم الاستيلاء عليها.
وقال قائد حامية سنار لدى مخاطبته حشدا عسكريا في الدفاعات المتقدمة إن “مدينة سنار لقنت العدو درسا لن ينساه، وأن هناك عدد كبير من القتلى وعدد من المركبات والمدافع تم الاستيلاء عليها”.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم المقاومة الشعبية التي تقاتل إلى جانب الجيش عمار حسن عمار في تدوينة على فيسبوك أنه تم القضاء على فزع الدعم السريع القادم من جنوب الجزيرة لنجدة قواتهم التي قال إنها محاصرة في منطقة جبل موية، وكشف عن مقتل قائد القوة وهو ضابط برتبة المقدم.
ويأتي الهجوم على سنار بعد يوم واحد من سيطرت قوات الدعم السريع على مناطق جبل موية ذو الموقع الاستراتيجي الرابط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض.
وأثار انتقال المعارك لسنار المدينة حالة من الخوف والهلع في أوساط المواطنين، حيث فر أعداد كبيرة منهم خاصة الذين يقيمون في سنار التقاطع لوسط المدينة وآخرون فضلوا مغادرة المنطقة إلى المدن القريبة.
وكشف مواطنون لسودان تربيون أن الجيش السوداني، أصدر أوامر بعدم مغادرة المواطنين للمدينة وحثاهم على البقاء في منازلهم.
وأشاروا إلى أن القوات المسلحة أغلقت الطريق المؤدي إلى سجنة وأمرت المواطنين الذين غادروا أحياء سنار المختلفة للبقاء في بلدة “مايرنو” الواقعة في الطريق القومي المؤدي إلى سنجة
وأفادوا بأن الهلع ما زال يسيطر على المواطنين برغم هدوء الأوضاع وعودتها إلى طبيعتها وتوقف القصف المدفعي الذي طال عدد من الأحياء أمس، وأشاروا إلى أن النزوح نحو ولاية القضارف ما زال مستمرا من قبل المواطنين خوفا من اجتياح المدينة.
في الأثناء، أبلغ شهود عيان عن ظهور أزمة وقود وانعدام للمشتقات البترولية داخل مدينة سنار حيث ضاعف تجار السوق الموازية الأسعار في ظل توقف محطات تعبئة الوقود، وهو ما فاقم من معاناة المواطنين الراغبين في مغادرة المدينة إلى وجهات أكثر امنا.
ومنذ أن سيطرت قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة خواتيم العام الماضي تمددت هذه القوات جنوبا وتجتاح عدد من القرى الواقعة في غرب سنار مرتكبة انتهاكات واسعة ضد المدنيين شملت القتل والنهب والاعتقال والتهجير القسري.